تم العثور على حوت العنبر في جزر الكناري وفي داخله ما يقرب من نصف مليون دولار

العثور على كنز ثمين ضخم جدا لا تقدر قيمته بثمن داخل بطن حوت.. ما القصة وكيف تم اكتشافه؟

اكتشف خبير مختص في علم الأمراض كنزا تبلغ قيمته 544 ألف دولار داخل بطن حوت نافق، وذلك بعدما جرفته الأمواج إلى شاطئ في جزيرة لا بالما بجزر الكناري الإسبانية.

ولم يتوقع أحدا أن كنزًا ثمينًا كان مخفيًا داخل أحشاء الحوت، وهو حجر من العنبر قطره يتراوح بين 50 إلى 60 سم ووزنه يصل إلى 9.5 كيلوغرام داخل بطن الحوت، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

قد تكون معلومة مفاجئة لدى البعض، فهل تخيلتهم يومًا ما أن ما تشترونه وتستمتعون برائحته يخرج من أحشاء حيوانات نافقة؟ هذا ما يحدث مع العطور المصنوعة من مادة العنبر التي تستخرج من أحشاء الحيتان.

الفريق الإسباني الذي عمل على استخراج العنبر من الحوت النافق

ذهب عائم داخل بطن حوت

فقد عثر باحثون من معهد صحة الحيوان في جامعة لاس بالماس في جزر الكناري الإسبانية على 10 كيلوغرامات من مادة العنبر العطرية داخل أمعاء حوت نافق جرفته المياه إلى السواحل.

وعلى الرغم من صعوبة إجراء تشريح ما بعد النفوق بسبب الأمواج العاتية وتصاعد المد، إلا أن رئيس معهد صحة الحيوان والأمن الغذائي بجامعة لاس بالماس، أنطونيو فرنانديز رودريغيز، كان متحمسا لاكتشاف سبب نفوق الحوت، لكنه شك في وجود مشكلة هضمية، ما دفعه لفحص قولون الحوت، وشعر بوجود شيء محشور في جزء من الأمعاء، ليُفاجأ بهذا الكنز.

ورغم أن الجميع كانوا يشاهدونه عندما عاد إلى الشاطئ، إلا أنهم لم يكونوا يدركون أنه يحمل العنبر، وهي مادة نادرة، تُعرف في كثير من الأحيان بـ”الذهب العائم”، وقد كانت بمثابة الكأس المقدسة بالنسبة لصانعي العطور على مدى قرون، وكان العنبر الذي يحمله فرنانديز رودريغيز في يديه، تقدر قيمته بنحو نصف مليون يورو.

وقدّر الباحثون قيمة ما تم استخراجه من العنبر أو ما يسمى بـ”الذهب العائم” بـ500 ألف يورو (544175 دولارا). ويكمن سبب الثمن الباهظ في ندرة عدد الحيتان التي يمكنها إنتاج هذه المادة.

حجر الكهرمان الذي تم العثور عليه في بطن الحوت

فكيف أنتج هذا الحوت كمية ضخمة تزن نحو 10 كيلوغرامات من العنبر؟

يتكون العنبر في أحشاء الحوت بعد تناوله كميات كبيرة من الحبار والحيوانات الرخوية وغالبيتها لا تهضم وتتقيؤها أو تطرحها كفضلات، لكن بقاياها مع مرور السنين ترتبط معًا داخل أمعاء الحوت لتشكل مادة العنبر.

يشار إلى أنه لم يتم تحديد أصل العنبر الذي ينتجه حوت من بين كل 100 حوت من حيتان العنبر حتى بداية القرن التاسع عشر، عندما بدأت عملية واسعة لصيد الحيتان.

وتتناول الحيتان كميات كبيرة من الحبار والحيوانات الرخوية البحرية، وغالبا ما لا يتم هضمها وتتقيأها الحيتان، ومع مرور السنين، ترتبط بقايا هذه الحيوانات معا داخل أمعاء الحوت لتشكل العنبر، ويكون ذلك على هيئة براز أحيانا، مما يشير إلى سبب شيوع العثور عليه عائمًا في البحر، ومع ذلك، في بعض الحالات، مثلما حدث في حوت لا بالما، يزيد حجم المادة للغاية ويمزق أمعاء الحوت، ما يؤدي إلى نفوقه.

يدرس الباحثون حوت العنبر النافق إلى شاطئ في جزيرة لا بالما

صناعة العطور من العنبر

أمّا حوت لا بالما فكان يعاني من سوء الهضم، فتكونت المادة ومزقت أمعاءه مما تسبب في نفوقه. ويأمل الباحثون في العثور على مشتر للعنبر والتبرع بالأموال لمساعدة ضحايا البركان في منطقة بالاماس.

ويشكل العنبر مادة أساسية مهمة في صناعة العطور لاحتوائه على مادة العنبرين وهو كحول عديم اللون قادر على تثبيت العطور وإطالة أعمارها. ونظرًا لدخولها في أكثر الصناعات التجميلية ربحًا فقد يصل سعر الكيلو غرام الواحد منها إلى نحو 40 ألف دولار.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

امطار غزيرة وسيول جارفة تجتاح 7 دول عربية اليوم الاثنين وطقس العرب يصدر تحذيرات عاجلة

امطار غزيرة وسيول جارفة تجتاح 7 دول عربية اليوم الاثنين وطقس العرب يصدر تحذيرات عاجلة …