صواريخ باليستية

الجيش الإسرائيلي يجتاح دولة عربية ويبدأ عملية عسكرية واسعة والمقاومة تعلن حالة الاستنفار القصوى وتدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة وعشرات المقاتلين

بدأ الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، عدواناً واسعاً على مخيم جنين براً وجواً. وحتى منتصف النهار، استشهد عدة فلسطينيين وأصيب العشرات.

وشهدت العملية اقتحام قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي للمخيم بشكل غير مسبوق منذ 20 عاما، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.

وأسفر الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى، عن مقتل وإصابة العشرات بينهم حالات خطيرة، واعتقال 20 آخرين.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد شهداء اليوم بلغ 9، ثمانية خلال عدوان الاحتلال على جنين، وآخر كان قد استشهد في البيرة.

وخلف العدوان على جنين كما قالت الصحة في بيان، أكثر من 50 جريحاً، بينهم 10 بحالة خطيرة.

وبحسب الصحة فإن شهداء جنين هم: سميح فراس أبو الوفا (20 عاما)، وحسام محمد أبو ذيبة (18 عاماً)، وأوس هاني حنون (19 عاماً)، ونور الدين حسام مرشود (16 عاماً)، ومحمد مهند الشامي (23 عاماً)، وأحمد محمد عامر (21 عاماً)، ومجدي عرعراوي (17 عاماً)، وعلي هاني الغول (17 عاماً)، إضافة إلى الشهيد محمد عماد حسنين (21 عاماً) من مدينة البيرة.

وكانت طائرات الاحتلال قد استهدفت بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه.

وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

وقال موقع (والا) العبري، أن أكثر من 1000 جندي يشاركون في عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات جديدة نحو المدينة .

وأضاف الموقع أن الجنود موزعين على عدد من وحدات المستعربين والكوماندوز والهندسة والاستخبارات والشاباك والإنقاذ 669 والإدارة المدنية.

قصف واحتراق منازل

ومنذ الساعة الثالثة قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية موقعا قال الاحتلال إن مقاومين فلسطينيين من “كتيبة جنين” تواجدوا فيه بالقرب من نادي مخيم جنين.

وقبل أن تجتاح أطراف المخيم عشرات الآليات العسكرية الثقيلة، تحدث الاحتلال الإسرائيلي عن 15 غارة جوية استهدفت عدة مواقع داخل المخيم. ودخلت الآليات العسكرية تحت غطاء من الطائرات المسيّرة وطائرات الاستطلاع.

واستهدف القصف مدخل المخيم المعروف بـ”منطقة الأقواس” التي تحمل رموزا عدة، منها “حق العودة”، وهو واحد من أهم معالم مخيم جنين، وكتب عليه “محطة انتظار لاجئي المخيم لحين عودتهم”.

حصار للسكان واستهداف الرموز

ومنذ الساعات الأولى للعملية، انتشر قناصة الاحتلال بشكل كثيف على المباني العالية في أطراف المخيم الواقع بقلب مدينة جنين، وهم يرصدون حركة السكان في كل منزل وزقاق، في حين تكافح فرق الإسعاف للوصول إلى البيوت المحاصرة والمصابين داخل حارات المخيم، حيث أعاق تجريف الشوارع وتدميرها حركتها كثيرا.

في حي الهدف المشرف على مخيم جنين، تمركز عدد من قناصة الاحتلال داخل منزل الأسير زكريا الزبيدي ومنزل شقيقه الشهيد داود، الذي قتله الاحتلال العام الماضي، كما يمنع جنود الاحتلال سكان البناية المكونة من 4 شقق للعائلة من مغادرتها.

سرايا القدس: المقاومة ستقوم بواجبها لوقف المذبحة في جنين

قال زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن “ما يجري في جنين هو مذبحة يقوم بها العدو ضد الشعب الفلسطيني”.

وأكد النخالة، في تصريح مقتضب، اليوم الإثنين، أن “المقاومة وسرايا القدس ستقوم بواجبها لوقف هذه المذبحة”.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، ما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد ثمانية مواطنين، وإصابة 50 آخرين بينهم 10 بحالة خطيرة.

فصائل المقاومة: سلوك الاحتلال يحدد طبيعة ردنا على العدوان

أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان، اليوم الاثنين، أن استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو الذي سيحدد طبيعة رد المقاومة، مشيرة إلى أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان على جنين.

كما أكدت في بيان أن “المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم”، داعية كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد.

ودعت الفلسطينيين في كل المدن والقرى والمخيمات خاصة المناطق القريبة من جنين لتفعيل المواجهة مع الاحتلال ومساندة جنين، كما دعت المقاومين في كل الساحات للاستعداد للرد على العدوان حال قرر الاحتلال مواصلة جريمته والتمادي في عدوانه.

حالة تأهب واستعداد

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 7 مواقع تمركزت فيها وحدات الرصد التابعة للمقاومين الفلسطينيين، في حين يقول مقاومون إن وحداتهم كانت جاهزة، وأخذت حذرها على الفور وانسحبت من المراكز التي تم قصفها قبل وصول الطائرات إليها.

وقال الناطق باسم القوى الوطنية والإسلامية “لله الحمد، كنا متأهبين واستطاع الشباب المرابطين في وحدات ومراكز المراقبة الانسحاب والاختفاء قبل القصف، واستشهد مقاوم واحد في القصف الأول على منزل بالقرب من نادي المخيم”.

وفي هذه الأثناء، قالت مصادر مطلعة إن كتيبة جنين والأذرع العسكرية للفصائل الأخرى استعدت بزرع عدد من العبوات الناسفة على مداخل المخيم وفي أطرافه، كما نجحت المقاومة في تفجير عدد من العبوات في جرافات وآليات عسكرية إسرائيلية اليوم.

وفي شوارع المخيم الداخلية وبين أزقته الضيقة، نشر أهالي المخيم وعدد من المقاومين شوادر طويلة (أغطية من القماش والنيلون) عُلقت بين أسطح المنازل وفوق طرق المخيم لإخفاء الحركة عن طائرات الاستطلاع والقناصة الإسرائيليين وإفشال رصد المقاومين وأماكن تواجدهم.

وصول عدد من المقاتلين إلى جنين

أعلنت مجموعات “عرين الأسود”، اليوم الاثنين، وصول مجموعة من مقاتليها إلى مخيم جنين للمشاركة في القتال والتصدي لعدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على المخيم، داعية الفلسطينيين للخروج إلى الشوارع نصرةً لجنين.

وجاء في بيان العرين: “نقول لأبناء شعبنا إن مجموعة من مقاتلي عرين الأسود قد وصلت إلى مخيم جنين منذ فجر هذا اليوم، وتشارك الآن في أشرف وأطهر المعارك”.

ومجموعة “عرين الأسود” كتيبة مسلحة قوامها عشرات الأفراد، تأسست في البلدة القديمة في مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية، وتنشط منذ قرابة العام، مستهدفة قوات الاحتلال خلال اقتحامتها المستمرة للمدينة، ومن أبرز ناشطيها الشهيد إبراهيم النابلسي.

وبوصولها إلى مخيم جنين، تنضم المجموعة إلى (كتيبة جنين) المشكلة من عناصر منتمين إلى حركات المقاومة الفلسطينية وآخرين مستقلين. وتتصدى الكتيبة للعدوان منذ اللحظات الأولى للاقتحام البري للمخيم.

ودعت المجموعة في بيانها أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان للخروج في تمام الساعة السابعة مساءً، إلى الشوارع والميادين والحواجز “مهللين مكبرين”، دعماً لجنين في وجه عدوان الاحتلال.

وقالت “عرين الأسود”: “اخرجوا في كل مكان وميدان، على كل حاجز ازحفوا واقطعوا طرق المستوطنين وطرق إمداداتهم”، مضيفة: “أهلنا تاج رؤوسنا نبض قلوبنا في جنين وقرى جنين، ازحفوا واقتربوا من المخيم الآن الآن الآن قدر الإمكان فهذا يخفف عن المقاتلين”.

وتابع البيان: “الشرف اليوم هو القتال، ولا شرف ولا كرامة اليوم بدونه، أما أنتم أهلنا الأحرار في مدينة نابلس وقراها ومخيماتها وأهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، لنبدأ في نفس الوقت جميعاً في كل المدن وفي كل الميادين ونقاط التماس. الحضور اليوم إلى الميادين فرض عين وواجب لا يسقط”.

ودعت كل من يمتلك السلاح من لم يستطع الوصول إلى جنين إلى مقاومة الاحتلال في أي مكان، قائلة: “ليس لجنين ومخيمها منا إلا الوفاء والتضحية وليس للعدو باذن الله إلا الدمار والسواد”.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

تنبؤات عالم الزلازل الهولندي تتحقق.. زلازل قوية تضرب دولتين مجددا

تنبؤات عالم الزلازل الهولندي تتحقق.. زلزال قويةتضرب دولتين مجددا الميدان اليمني – طوكيو، جاكرتا ضرب …