مع بدء العد التنازلي لموعد انطلاق التصعيد الجماهيري واقتراب ساعة الصفر تتأهب الجماهير في العاصمة المؤقتة لاطلاق ثورة شعبية عارمة تقتلع رموز الفساد، وتعيد الاحترام لشعب يرزح تحت الظلم والقهر والفقر والغلاء الفاحش منذ سنوات، وتزداد معاناته يوما بعد اخر دون ان يصغي احد الى صراخه واوجاعه القاتلة.
وفي حالة تشبه الربيع العربي شكلا وتتفوق عليه مضمونا، وترتقى عليه في توفر دوافع حياتية صارخة واسباب معيشية قاهرة، لا يجد شعب يقتله الضيم والفقر والمرض؛ سوى شرارة نار يشعلها وثورة غضب يوقدها ولو بجسده، فلعلها تجد سبيلا الى اذان صماء وعيون عمياء، تخلت عن مسؤولياتها وسلمت البلاد والعباد للمجهول.
ولكل ذي عقل ان يرى في اضرم مواطن النار بجسده بالشيخ عثمان عصر الثلاثاء احتجاجا على قيام البلدية بنهب بضاعته بعد عدم قدرته على دفع جبايات، صورة واضحة تجسد ما وصل اليه الحال من بؤس وقهر لا ينفع معه السكوت ولا يجدي مقابلته بالرضوخ، ولا يقبل احد من جديد محاولة معالجته بالوعود التي لا تطعم جائعا ولا تكسي عريانا ولا تسد رمق ظمآن ولا تخفف لهيب المساكن والافئدة التي تتلوي تحت قيض الصيف الحارق، وليس من حل والحال هكذا الا ثورة يسجلها التاريخ، وتضحيات تحفظ الحقوق وتوفر الخدمات وتحمي السيادة والاستقلال.
وفي السياق قال شهود عيان في العاصمة المؤقتة عدن لــ “الميدان اليمني” ان مواطن صب كمية من البنزين على جسده واشعل النيران امام مبنى المجلس المحلي بالشيخ عثمان.
وحاول مواطنون اخماد النيران التي الحقت ضرارا كبيرا بجسده.
وقام عدد من الاشخاص بنقل المواطن الى مستشفى اطباء بلاحدود لتلقي العلاج وانقاذ حياته.
وعلى ذات الصعيد جددت الجماهير الشعبية الغاضبة تأكيدها على الخروج الجماهيري السلمي يوم الخميس القادم 22 يونيو 2023م في العاصمة المؤقتة عدن، مبينة ان التحرك الشعبي سيكون تصاعديا ومستمرا وسيتخذ خطوات مفاجئة لجميع القائمين على السلطة في المدينة وغيرها من المناطق المحررة.