خبير فلكي يتوقع حدوث منخفض جوي اليوم الأربعاء 26-01-2022 على عدد من البلدان العربية سيكون الأقوى هذا الموسم ويكشف ابرز خصائصه

توقع المتنبئ الجوي محمد عوينة، حدوث منخفض جوي اليوم الأربعاء 26-01-2022 على عدد من البلدان العربية سيكون الأقوى هذا الموسم كاشفا عن ابرز خصائصه.

حيث قال عوينة ما نصه:
لا تزال مناطق واسعة من القارة الأوروبية تتأثر بمرتفع جوي في طبقات الجو المختلفة مما يعني استمرار الطقس المستقر والبارد في أجزاء عديدة منها، أيضاً وبالتزامن مع تمركز هذا المرتفع الجوي، تستمر كتل هوائية شديدة البرودة بالاندفاع والدوران إلى الشرق منه صوب دول البلقان والجزر اليونانية وغربي تركيا، لعلّ آخرها ساهم بتشكل منخفض جوي – يؤثر في الوقت الحالي – على أجواء بلاد الشام بما في ذلك الأردن، وبخلاف التقارير السابقة، يركز هذا التقرير على التحليل العلمي وشرح الخرائط الجوية للمنخفض الجوي المُثلج والمُرتقب يوم الأربعاء 26-01-2022.

مُراوحة مرتفع جوي مكانه غرب القارة الأوروبية لفترة ليست بالقصيرة

يُسيطر مرتفع جوي عنيد في مُختلف طبقات الجو فوق غرب القارة الأوروبية بدءاً من شبه الجزيرة الآيبيرية وإنتهاءً بالجزر البريطانية، وبالتزامن مع ذلك تندفع كُتلة هوائية قطبية وشديدة البرودة يدفع بها المُرتفع الجوي ذاته لتهوي إلى شرق وجنوب شرق أوروبا وحوض البلقان، ويتشكل على إثر ذلك بإذن الله مُنخفض جوي في المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المُتوسط يؤثر على الأردن كمُنخفض مُصنف بأنه من الدرجة الرابعة مع ساعات عصر يوم الأربعاء 26-01-2022 بمشيئة الله.

ويُعتبر حدوث ثبات في توزيع الكتل الهوائية والأنظمة الجوية من المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والقارة الأوروبية عاملاً رئيسياً وكفيلاً باستمرار توافد الكُتل الهوائية شديدة البُرودة نحو المنطقة، حيثُ تُمثل المناطق الممتدة من غرب روسيا شمالاً وحتى تركيا جنوباً، المُغذّي الرئيسي بعد مشيئة الله لتشكّل المنخفضات الجوية الشتوية في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وتبدو الخرائط الجوية الحالية التي يُتابعها كادر التنبؤات الجوية في مركز “طقس العرب” هي الأقوى والأكثر تفاؤلاً طيلة هذا الشتاء

ويُعدّ هذا المنخفض الجوي الأبرد -حتى الآن- خلال الموسم المطري الحالي 2022/2021، لكن هل ستكون هذه البرودة الكبيرة كافية للتساقطات الثلجية في المملكة والُمدن الرئيسية؟

يُجيب كادر التنبؤات الجوية في طقس العرب: ” بأن هناك تعمقاً مرتقباً للرياح القطبية شديدة البُرودة والمُتوقع اندفاعها إلى شرقي البحر الابيض المتوسط وذلك في طبقات الجو كافة، الأمر الذي سيمسمح بإذن الله لحدوث تساقطات ثلجية واسعة النطاق تُطال العديد من المرتفعات الجبلية في بلاد الشام بما في ذلك عمّان والقدس ودمشق”.

ويترافق ذات المنخفض الجوي بكميات ممتازة من السُحب الممطرة والمُثلجة، حيث ومع عبور هواء قطبي شديد البرودة في جميع الطبقات الجوية فوق مياه شرق البحر المتوسط والتي تعتبر دافئة نسبياً، حيث سيصل الفارق الحراري بإذن الله بين سطح البحر والطبقات العالية من الغلاف الجوي الى أكثر من 45 درجة مئوية الأمر الذي يعني قوة كبيرة للسحب الركامية المُرافقة للمنخفض الجوي، وهو ما يعني ايضاً حدوث تراكمات مُعيقة للحياة العامة تشمل بذلك مناطق عِدّة من عمّان وسائر المدن الرئيسية.

ما الذي منع من تصنيف هذا المنخفض من الدرجة الخامسة ؟

على الرغم من التوقعات بتساقط وتراكم الثلوج على العديد من المرتفعات والمُدن الرئيسية في الأردن، وأن القيم والمعطيات الجوية تدعم بإذن الله بتأثر المملكة بما يعرف بالعرف الشعبي (الثلجة) خلال المُنخفض الجوي المُرتقب يوم الأربعاء القادم 26-01-2022، إلا أنه إذا ما قورن ذات المنخفض بعواصف ثلجية أثرت على المملكة خلال السنوات الماضية مثل العاصفة اليكسا على سبيل المثال فما تزال أخيرة الذكر في صدارة المنخفضات القوية ذات التصنيف المتقدم لتاثيراتها القوية والتي دامت لأيام مُتعددة، والحالة المُقبلة تُعتبر “ثلجة اعتيادية” ولا ترتقي لمسمى العاصفة الثلجية.

ويُشير هنا طقس العرب بأن ارتفاع وانخفاض درجة التصنيف للمنخفضات الجوية لا تعتمد على عامل واحد فقط، ويدخل في ذلك عِدّة عوامل منها ( مجموع كمية الأمطار في المناطق المُتأثرة بالمنخفض الجوي في المملكة، سرعة الرياح وهباتها خلال فترة تأثير المنخفض، عدد المناطق التي سيشملها المنخفض الجوي، مدة وفترة التاثير منذ بداية وحتى نهاية المنخفض الجوي، درجات الحرارة المرافقة للمنخفض ومدى برودتها، وأخيراً تساقط الثلوج وكمياتها).

اما علمياً، فيعود سبب عدم تصنيف المُنخفض الجوي إلى الدرجة الخامسة هو افتقاد الكُتلة القطبية خصائصها المثالية اللازمة لتساقطات ثلجية وتراكمها على مناطق ذات ارتفاعات مُتدنية، ويعود السبب في ذلك إلى اندفاع الكتلة الهوائية شديدة البُرودة مباشرة نحو حوض جزيرة كريت وغرب تركيا، لتفقد ذات الكُتلة الكثير من خصائصها القطبية بسبب مسار تلك

الكتل الباردة الطويل فوق البحر الأبيض المتوسط ذو درجات حرارة دافئة نسبياً، إلا أن ذات المسار للمنخفض الجوي يُعتبر ممتازاً للسحب الماطرة نحو المملكة.

ذات الأمر (وهو اندفاع الكتلة القطبية مُباشرة نحو جزيرة كريت) يعود بسبب عدم التمركز المثالي للمرتفع الجوي إلى الغرب من القارة الأوروبية بشكلٍ أكثر من اللازم لتكون بذلك قاعدة المرتفع الجوي ضعيفة، بالإضافة إلى ضخامة الكتلة الباردة شرق القارة الأوروبية، الأمر الذي يؤدي الى دوران الهواء منجذباً نحو تلك الكتلة مانعتاً من تحرره واندفاعه نحو الجنوب أي شرق المتوسط بكامل قوته.

كما ويُعتبر اندفاع تيارات رطبة مدارية دافئة من مناطق شبه مدارية من القارة الافريقية وتداخلها مع التيارات القطبية في تلك الطبقات القريبة من سطح الأرض، يعطي زيادة في الهطولات وزخم إضافي في الحالة الجوية المنتظرة، إلا أن ذات الأمر يعمل على تراجع قيم التبريد في ذات الطبقات (لتُصبح على شكل جيوب مبعثرة وغير متماسكة احياناً)، وهي المسؤولة بإذن الله عن تماسك حبة الثلج وهبوطها اكثر نحو المناطق الأكثر انخفاض.

مقارنة المنخفض الجوي الحالي مع عاصفة اليكسا

تشير الخرائط الأرشيفية لعواصف شتوية وثلجية أثرت بالفعل على بلاد الشام بما فيها المملكة كيف كان توزيع الكتل الهوائية في القارة الأوروبية، مثل العاصفة اليكسا، حيث أشارت الخرائط حينها، بالانسيابية العالية لاندفاع الهواء القطبي لبلاد الشام (اللون الأزرق)، مُباشرة من الدائرة القطبية الشمالية باتجاه البحر الأسود ثم تركيا، ولاحقاً إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة حيث توضعت فوقنا لمدة يومين، وولادة منخفض جوي عميق تمركز بداية فوق سورية ثم ما لبث وأن تطوّر منخفض جوي جديد تمركز فوق الأراضي اللبنانية، مما ساهم في تعزيز الهطولات المطرية والثلجية، وجاء ذلك بمشيئة الله بفعل التمركز الجيد للمرتفع الجوي غرب ووسط وجنوب القارة الأوروبية وعدم تعمق عواصف جوية شتوية شرق القارة الأوروبية

كيف تبدو المنظومة الجوية بُعيد المنخفض الجوي ؟

تبدو أن الفرصة سانحة بإذن الله هذا بقية هذا الشهر وأيضاً بداية شباط لاستمرار توافد وتأثر المملكة بمنخفضات جوية مترافقة بكتل هوائية شديدة البرودة تجلب الأمطار ورُبما المزيد من التساقطات الثلجية إلى مرتفعات المملكة، حيث تتأثر مناطق عديدة وهامة في القارة الأوروبية بمرتفع جوي في طبقات الجو كافة، منذ فترة، ومتوقع استمراره خلال فترات عديدة، وهذا بدوره يرفع فرص استمرار اندفاع كتل هوائية شديدة البرودة حول هذا المرتفع الجوي الأوروبي، صوب شرق القارة الأوروبية ومن ثم الأراضي التركية ولاحقاً بلاد الشام بمشيئة الله.

والله أعلم

المصدر: مواقع الكترونية