الميدان اليمني – متابعة خاصة
يتزامن يوم الخميس الموافق 17 يونيو، الذكرى الثانية لوفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، الذي أطيح به غدرا في انقلاب عسكري قاده عبدالفتاح السيسي ضده عام 2013، ولم يكن قد أكمل عامه الأول في حكم مصر.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعدة وسوم أحيت ذكرى وفاة الرئيس الراحل الثانية.
ويشار إلى أن الدكتور محمد مرسي عيسى العياط، هو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وتولى حكم البلاد بعد ثورة 2011.
إلا أن حكمه لم يستمر أكثر من عام واحد ثم أطيح به جراء انقلاب عسكري صيف عام 2013 بحجة الاستجابة لاحتجاجات شعبية.
وعبر وسوم (#محمد_مرسي) و (#الذكرى_الثانية_للرئيس_مرسي و(#عامان_لاستشهاد_مرسي)، تناقل النشطاء أبرز مواقف الرئيس الراحل ومواقفه المشرفة، أبرزها وصيته الشهيرة” لا تقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلابها” وهو ما حدث بالفعل.
وكتب أحمد محمد مرسي، النجل الأكبر للرئيس الراحل- عبر حسابه بتويتر ما نصه:”17 يونيو وما أدراكم بـ17 يونيو. اللهم صبرًا”، وهي تغريدة تفاعل معها الآلاف.
وفي تغريدة سابقة علّق على المؤتمر الذي يقدمه نخبة من مرابطي المسجد الأقصى، اليوم، قائلًا “هذا العام عام فلسطين.. عام المظلومين.. قضية الرئيس الشهيد الأولى.. انتظرونا في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس محمد مرسي ومؤتمر مؤسسة مرسي للديمقراطية من القدس”.
هذا وغرد الإعلامي المصري المعارض معتز مطر قائلا:”عامان على ارتقاء اول رئيس مدني منتخب شهيداً بإذن ربه، العسكر خافوا ان يصلى عليه في مصر فصلت عليه الملايين في كل انحاء العالم ودعا له ولعائلته يومها والى الآنآ المسلمون في كل بقاع الارض.”
وأضاف:”رحم الله الدكتور #محمد_مرسي والتحية لاسرته الكريمة الثابتة الصابرة.. الله غالب”.
بينما نشرت الشيماء نجلة الرئيس الراحل محمد مرسي، صورة لأبيها وشقيقيها عبد الله وأسامة، وعلقت “يا رجالنا وفخرنا لستم أول قافلة تضحيات هذه الأمة على درب حريتها وسيادتها ولن تكونوا آخرها”.
وتابعت “هنيئًا لكم ولكل الأبطال الصامدين رجالًا ونساءً على كل الثغور في كل البقاع عرفهم الناس أم لم يعرفوهم الذين ثبتوا ولم يخفضوا رؤوسهم بذل ليركبوا مركبة الخيانات لله والأوطان”.
مقولات محمد مرسي
وتداول النشطاء مقولات مرسي الشهيرة في خطاباته الأخيرة والتي لاقت تفاعلا كبيرا، ومن ضمنها قولها بأحد الخطابات قبل الانقلاب عليه:”لا تأكلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم”، ومقولته “فلتعلموا أن أبائكم كانوا رجالا لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، ولا يعطون الدنية أبدا مــن وطنهم أو شرعيتهم أو دينـهم”
وعلى إثر الانقلاب ألقي القبض على مرسي وأُخفي قسريا، ليظهر بعد ذلك في قاعات المحاكم كمتهم حيث صدرت بحقه 3 أحكام نهائية، في قضايا أحداث الاتحادية والتخابر وإهانة القضاء، بمجموع سنوات بلغ 48 عاما.
وظل مرسي محبوسا في زنزانة انفرادية ومحرومًا من الزيارة لمدة 6 سنوات تمكنت خلالها عائلته من زيارته 4 مرات فقط.
إلى أن توفي أثناء إحدى جلسات محاكمته إثر نوبة قلبية -بحسب السلطات الرسمية- عن عمر بلغ سبعين عامًا، وتم دفنه في ظل حراسة مشددة بمقبرة دفن فيها مرشدون سابقون لجماعة لإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
من هو محمد مرسي؟
ومرسي من مواليد عام 1951 في قرية العدوة في الشرقية بدلتا النيل، وهو أستاذ جامعي حصل على بكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 ثم حصل عام 1982 على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كارولاينا في الولايات المتحدة. ومرسي متزوج وأب لخمسة أبناء.
وترك مرسي، تاريخ سياسي حافل ففي عام 2000، أصبح نائباً في مجلس الشعب ثم أعيد انتخابه في 2005 قبل سجنه 7 أشهر بسبب مشاركته في تظاهرة مؤيدة لحركة القضاة التي طالبت آنذاك باستقلالية القضاء.
وفي 2010 أصبح مرسي متحدثاً باسم جماعة الإخوان المسلمين، وعضواً في مكتب الإرشاد “المكتب السياسي للجماعة”. واعتقل مجدداً لفترة قصيرة في جانفي 2011
وبعد 3 أيام من اندلاع الانتفاضة التي أسقطت حسني مبارك.ومع إطلاق الجماعة لحزبها السياسي بعد الثورة، أصبح مرسي أول رئيس لحزب الحرية والعدالة.
ولم يكن مرسي مرشح الإخوان الرئيسي في انتخابات 2012 الرئاسية بل كان مرشحاً احتياطياً.وفاز مرسي بالمنصب الرفيع في مصر، ليصبح أول رئيس إسلامي للبلاد.
وبعد إطاحته، ظل مرسي محتجزاً في قاعدة عسكرية في مكان مجهول حتى ظهر علناً للمرة الأولى مع بدء محاكمته في 4 نوفمبر 2013.
ولم يعترف مرسي، أول رئيس من خارج الجيش في مصر، بهيئة المحكمة التي حاكمته كما لم يعين فريقاً للدفاع عنه.إنما تولى الدفاع محامون يتابعون الإجراءات القانونية فقط.
وفي أولى جلسات محاكمته في خريف العام 2013، قال مرسي بتحدٍ لقاضيه: “أنا الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية…لقد كان انقلاباً عسكرياً.ينبغي محاكمة قادة الانقلاب أمام هذه المحكمة”.
ولاحقاً جرى وضع مرسي في قفص زجاجي عازل للصوت لمنعه من مقاطعة القضاة.
عبدالله محمد مرسي
وتوفي عبدالله -النجل الأصغر لمرسي- في سبتمبر/أيلول عام 2019 وسط تشكيكات في ملابسات الوفاة، التي قالت الجهات الرسمية إن سببها أزمة قلبية.
ليضيف موته ألما جديدا إلى الأسرة الموزعة بين الاضطهاد والسجون والمقابر وبعد نحو 3 أشهر من موت “مريب وغامض” لوالده في سجنه الطويل بين التعذيب والمنع من العلاج طوال سنوات السجن، وفق تقارير حقوقية.
وبوفاة عبد الله مرسي رحل الصوت الإعلامي لأسرة الرئيس المصري الراحل، ولسانها المعبر عنها والناطق الأمين باسمها، رغم صغر سنه.
ورافق عبد الله جنازة والده وكان المنبر الإعلامي الذي نقل للعالم الرحلة الأخيرة لأبيه الرئيس من السجن إلى القبر، عقب سنوات من عذابات السجن الانفرادي أثرت في نفس الابن الذي ذاق مرارة الاعتقال من قبل خلال سنوات سابقة.
ونشر أحمد مرسي اليوم فيديو بشأن انطلاق مؤسسة مرسي للديمقراطية وعلق قائلًا “نم قرير العين يا عبد الله. انطلقت المؤسسة التي سعيت لها فدفعت دمك ثمنًا. لعنة الله علي قاتلي أبي وأخي الأصغر قرة عيني”.
وبعد رحيل عبد الله ومن قبله أبيه، لا يزال لأسرة الرئيس الراحل مرسي غائب وراء القضبان، حيث يقبع أسامة مرسي في المعتقل منذ أواخر عام 2016.
رحم الله الرئيس #محمد_مرسي pic.twitter.com/yD2Tahy0vr
— Osama Gaweesh (@osgaweesh) June 17, 2021
https://twitter.com/i/status/1405163266549207047
يا رجالنا وفخرنا لستم أول قافلة تضحيات هذه الأمة على درب حريتها وسيادتها ولن تكونوا آخرها
فهنيئًا لكم ولكل الأبطال الصامدين رجالًا ونساءًا على كل الثغور فى كل البقاع عرفهم الناس أم لم يعرفوهم الذين ثبتوا ولم يخفضوا رؤوسهم بذل ليركبوا مركبة الخيانات لله والأوطان pic.twitter.com/pKKJQHRVaB— الشيماء محمد مرسي (@AlshimaaMorsi) June 16, 2021