القوات الإماراتية في اليمن

قناة الجزيرة توجه صفعة قوية وقاسية للإمارات وتكشف عن إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في هذه المحافظة اليمنية.. وصور أقمار صناعية توثق ما يحدث وتضع “أبوظبي” في ورطة كبيرة (شاهد)

الميدان اليمني – خاص

كشفت وسائل إعلام عن قيام دولة الإمارات بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في محافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك بعد أيام من تشييد أبوظبي “قاعدة جوية سرية في جزيرة ميون الاستراتيجية قبالة اليمن”، وبالتحديد عند مضيق باب المندب.

وأظهرت صور أقمار صناعية اطلع عليها “الميدان اليمني”، على نسخه منها، قيام دولة الإمارات بإنشاء قاعدة عسكرية في حرم مطار الريان المدني بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن.

وكشفت قناة الجزيرة، في تحقيق استقصائي رصده “الميدان اليمني”، أن القاعدة العسكرية التي تعمل الإمارات على إنشائها في مطار الريان تضم 11 موقعاً لثكنات عسكرية ومواقع للتدريب وحظائر طائرات مروحية ومسيرة وسجون، تتربع على الأجزاء الجنوبية والغربية والشمالية الغربية للمطار.

وأشارت القناة إلى أن هذه القاعدة العسكرية التي تنشئها الإمارات في مطار الريان تأتي دون علم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وجاءت عملية الإنشاء بعد أن قامت القوات الإماراتية بإغلاق المطار أمام الرحلات المدنية لنحو 6 سنوات.

ما يجري في مطار الريان بالمكلا ليس بعيداً عمّا يحدث في بقية المناطق التي تسيطر عليها الإمارات، كما في جزيرة ميون التي أكدت تقارير -في وقت سابق- تمكن قوات أبوظبي من تحويل الجزيرة الاستراتيجية الواقعة في قلب مضيق باب المندب، والتي تربط بين البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن؛ إلى قاعدة عسكرية تابعة لها.

الإمارات تنشئ قاعدة عسكرية في مطار الريان بحضرموت شرقي اليمن

ومؤخراً، تصاعدت حدّة الانتقادات والتنديد في اليمن إزاء أنباء تحدثت عن قاعدة جوية وصفت بالغامضة تبنى على جزيرة ميون اليمنية ذات الموقع الإستراتيجي والمطلة على مضيق باب المندب.

وكان تقرير مصور لوكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية قد كشف نهاية الشهر الماضي، عن قاعدة جوية وصفها بالـ”غامضة” يتم بناؤها على جزيرة ميون الاستراتيجية قبالة اليمن، وبالتحديد عند مضيق باب المندب الاستراتيجي.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الحكومة اليمنية، لم تسمهم، قولهم إن الإمارات هي التي تبني القاعدة على الرغم من إعلانها سحب قواتها من اليمن عام 2019.

ويسمح المدرج في جزيرة ميون لمن يسيطر عليه بإبراز قوته في المضيق، وشن غارات جوية بسهولة في اليمن، كما أنه يوفر قاعدة لأي عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق أفريقيا.

وأظهرت صور أقمار صناعية من شركة “بلانيت لابز” شاحنات ومعدات بناء مدرج بطول 1.85 كيلومتر على الجزيرة في 11 أبريل الماضي.

الإمارات تنشئ قاعدة عسكرية في مطار الريان بحضرموت شرقي اليمن

وبحلول 18 مايو الماضي بدا هذا العمل مكتملا، وتم تشييد 3 حظائر للطائرات جنوب المدرج مباشرة.

وبحسب خبراء يمكن أن يستوعب مدرج بهذا الطول طائرات هجومية وطائرات مراقبة وطائرات نقل.

وأضافت أسوشيتد برس -نقلا عن مسؤولين عسكريين- أن التوتر الأخير بين الإمارات والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يعود في جزء منه إلى مطالبة إماراتية للحكومة اليمنية بتوقيع اتفاقية لتأجير جزيرة ميون مدة 20 عاما.

وتعليقا على هذه الأنباء، قال نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري، في تغريدة رصدها “الميدان اليمني”، إن “السكوت عما يحدث في جزيرة ميون من قبل الإمارات تفريط بسيادة اليمن”، ورأى أن “من فرّط في سيادة بلده سقطت شرعيته”.

من جهته، طالب عضو مجلس النواب اليمني علي المعمري رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك بالكشف عن موقف الحكومة من المعلومات التي تشير إلى إنشاء الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة ميون. كذلك طالبه بتحديد ما إذا كانت الحكومة على علم بما يحدث داخل الجزيرة أو أخذت إجراءات حيال ذلك.

الإمارات تنشئ قاعدة عسكرية في مطار الريان بحضرموت شرقي اليمن

بدوره، قال عضو مجلس الشورى اليمني صلاح باتيس إن الشواهد واضحة على سيطرة الإمارات عسكريا على بعض القواعد في الجزر اليمنية.

وأضاف باتيس -في تصريحات إعلامية سابقة- أن على الرئاسة اليمنية أن ترسل مسؤولين إلى هذه المواقع للوقوف على حقيقة ما يحدث.

وقال عضو مجلس الشورى اليمني إن المملكة العربية السعودية مدعوة لتصحيح مسار الإمارات في اليمن.

وأشار إلى أن الإمارات لديها مخالفات واضحة في دعم المليشيات والتمرد في عدن وسقطرى، ومحاولاتها المشبوهة في حضرموت وبعض السواحل اليمنية، حسب تعبيره.

من جانبه، قال سفير اليمن في الأردن علي العمراني، في تغريدة رصدها “الميدان اليمني”: “جاؤوا لإعادة الشرعية إلى صنعاء لكنهم طردوها من عدن، ويدعمون خصوم الشرعية من الانفصاليين كي يهيمنوا على جزيرتي سقطرى وميون وغيرهما ويجلبوا السياح الأجانب إلى سقطرى دون تأشيرة من حكومة اليمن!”، وتساءل “في أي عالم نعيش؟ وبأي منطق نفهم كل ذلك؟”.

وفي واشنطن، كتب السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي تغريدة يؤكد فيها أن الإمارات لم تخرج من اليمن.

جاء ذلك في تعليقه عبر تويتر على مغرد يتحدث عن بناء الإمارات قاعدة جوية عند مضيق باب المندب قبالة اليمن، وتساءل كاتب التغريدة عما إذا كانت إسرائيل ستستفيد من هذه القاعدة.

وكتب ميرفي في التغريدة “للتذكير، الإمارات ليست في الواقع خارج اليمن”.

الإمارات تنشئ قاعدة عسكرية في مطار الريان بحضرموت شرقي اليمن

وفي مارس/آذار الماضي، كشفت قناة الجزيرة في تحقيق استقصائي، عن تفكيك دولة الإمارات قاعدتها العسكرية في إريتريا، التي تعرف بقاعدة عصب، ونقل جزء من منشآتها وآلياتها العسكرية إلى جزيرة ميون اليمنية.

وأفاد التحقيق -الذي عمل عليه فريق البحوث المتقدمة والاستقصاء بالتعاون مع فريق متخصص في تحليل صور الأقمار الصناعية- بأن الإمارات فككت ثكنات عسكرية، ونقلت منظومة باتريوت وطائرات من قاعدة عصب العسكرية، وأظهرت صور الأقمار الصناعية أيضا إنشاءات عسكرية في جزيرة ميون اليمنية بباب المندب، وذلك بالتزامن مع تفكيك القاعدة الإريترية.

وفضلا عن ميون، تتهم الإمارات أيضا بالسعي للسيطرة على جزيرة سقطرى قبالة السواحل الجنوبية لليمن.

وفي 28 أغسطس/آب الماضي ذكر موقع “ساوث فرونت” (South Front) الأميركي المتخصص في الأبحاث العسكرية والإستراتيجية أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في الأرخبيل.

يشار إلى أن سقطرى هي كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، ومكون من 6 جزر، ويحتل موقعا إستراتيجيا في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي وقرب خليج عدن.

الإمارات تنشئ قاعدة عسكرية في مطار الريان بحضرموت شرقي اليمن

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

دقت ساعة الصفر.. أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف قوية.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب عددا من المحافظات اليمنية

قالت مصادر محلية اليوم الأحد أن تأثيرات الحالة المدارية قد بدأت مع اقترابها من محافظة …