الميدان اليمني – خاص – :
تعددت صور المعاناة في اليمن الذي يرزح أبناءه تحت وطأة الحرب منذ ما يقارب الستة أعوام والتي بفعلها انتشرت الامراض وتفشت الاوبئة وتدهورت الأوضاع المعيشية بشكل مخيف وارتفاع معدلات الفقر والبطالة ، تضاءلت فرص العيش وانعدمت اساسيات الحياة وازدادت اعداد النازحين بصورة غير مسبوقه فدق ناقوس خطر المجاعة وأعلنت حالة الاستنفار الإنساني في هذا البلد المنكوب ليجد المواطن اليمني نفسه وحيدا رهن لفشل الشرعية وحبيس لإخفاقات التحالف.
وعندما تبحث في شوارع مدينة تعز القابعة في أحضان جبل صبر وقلعة القاهرة تطل عليها كملكة شاحبة الوجه يعتصرها الألم وهي تشاهد كل يوم قصة مأساوية تعيشها أسر الفقراء بحثا عن ما يسد رمق أطفالهم مأساة تسبب بها التحالف السعودي الإماراتي منذ مارس 2015.
يقول عبدالباقي سعيد أحد أبناء مدينة تعز وسط غرب اليمن لم أكن أتوقع أن تصل حالة الأسر إلى مرحلة البحث عن الطعام من أكياس القمامة لا سيما الأسر المتعففة والتي لا تجد من يعولها .
ويصف كيف اكتشف جارته التي تعول أربع بنات لزوج متوفي قبل سنة ونصف وأنه فوجئ بها بعد أن تعقبها خلسة وهي تبحث في كوم من القمامة بعيدا عن منزلها لما يمكن أن يسد جوع بناتها المنتظرات لأمهن العودة بما قسمه الله لهن .
وأضاف لقد عدت وأنا في حالة غير طبيعية جراء ذلك المنظر الذي هز مشاعري لأنسانه عفيفة تتخفى على قارعة الطريق للبحث عن بقايا الطعام من أكياس القمامة لها ولبناتها .
وقال لقد طلبت من زوجتي أن تقاسم جارتي الطعام مهما كان الطعام قليلا وأن لا تشعرها بشيء حفاظا على مشاعرها وتعففها .
ويحمل سعيد المسؤولية للحكومة الشرعية التي أوصلت المواطن اليمني لهذه المرحلة من الجوع والفقر لا سيما في ظل انقطاع الرواتب وحصار تعز بشكل متعمد من شركاء الشرعية لا سيما في الغرب والجنوب وعدم ادخال المواد الغذائية والعلاج للمدينة بموافقة التحالف نفسه .
سمر الصلوي إحدى بنات تعز تقول لقد شاهدت العديد من المناظر المؤلمة التي يعتصر لها قلب كمدا وأنت تشاهد طفلا صغيرا يفتش في أكياس القمامة عن بقايا الطعام وعندما تسأله عما يبحث يقول ” اخواني جياع وامي تعبانه وما بوش مو نتقرع ” أي لا يوجد لديهم ما يأكلونه في وجبة الإفطار .
وتقول الصلوي الله ينتقم ممن كان السبب والذي أوصلنا لهذه المرحلة من الفقر والجوع .. مضيفة ” الأسعار مولعة نار بعد الارتفاع الجنوني للدولار وبعض المواد الأساسية باتت معدومة في السوق .. “جنان الخبز ندوره من فرن لفرن ” .
مسار المعانة لأبناء تعز واليمن عموما يستمر والأسر الفقيرة والضعيفة ارتفع عددها والغلاء يطحنها في حين لا تجد من يحاسب المفسدين ولا من يردعهم في بلد بات بلا دولة ولا حكومة ولا رئيس .