الميدان اليمني – تقرير – :
عاودت أفران ومخابز تعز فتح أبوابها أمس الأربعاء – رافعة سعر الخبز بنسبة 50% بعد إنقاص وزنه، مع عجز السلطات عن إلزامهم بالوزن والسعر الذي قضى به قرارها الأخير، وسط غليان شعبي ودعوات للخروج بثورة جياع السبت المُقبل.
ووفق مصادر محلية، فقد تفاوتت أسعار الروتي والرغيف -التي فقدت الكثير من وزنها- بين 40 و50 ريالاً للقرص الواحد، بحسب أمزجة أصحاب الأفران الذين يتحجّجون بارتفاع أسعار الكيس الدقيق إلى 24 ألف ريال، إثر انهيار العملة المحلية أمام الأجنبية.
واكتفت اللجنة المحلية للمخزون السلعي ومراقبة الأسعار في تعز بوصف ما قام به مُلاك المخابز من رفع للأسعار بتلك الكيفية؛ “تعنتاً”، داعية -في بيان- جهات الضبط إلى تحمُّل مسؤوليتها وفقاً لما وفّرتها اللجنة المحلية من إجراءات قانونية، بحسب قولها.
من جانبهم، عبّر مواطنو تعز عن سخطهم من انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار الخبز، الذي يجعلهم وأُسَرهم وجهاً لوجه مع المجاعة، وخاصة مع انقطاع الرواتب وقلة الدخل، مُندّدين بتجاهل الحكومة وسلطاتها لانهيار قيمة الريال الشرائية والكوارث التي ستنتج عنها.
في حين أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة احتجاج واسعة على تردّي قيمة العملة وتضاعف الأسعار، التي قالوا إنها تُهدّد بشكل مباشر مصير ملايين الأُسر بالموت جوعاً، داعين تحت هاشتاج #ثورة_جياع، إلى الخروج يوم السبت المقبل (12-12-2020) في ثورة جياع تعمّ المحافظات الخاضعة للتحالف وأطرافه (الشرعية والانتقالي).
وفي السياق شهدت مديرية زنجبار -عاصمة محافظة أبين- توقُّفاً شبه تام للنشاط التجاري، حيث أغلقت -صباح الأربعاء- معظم المحلات التجارية بالمديرية، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وتلاشي قيمة الريال اليمني، ما ألقى بأعباء إضافية على كواهل المواطنين والتجار معاً.
وتزامنت احتجاجات تعز وزنجبار مع أخرى في لحج، حيث هدّد أبناء مديرية حبيل جبر في محافظة لحج بقطع الطريق الرئيس الرابط بين المحافظات الجنوبية والشمالية، احتجاجاً على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
وحذّر أبناء حبيل جبر من ثورة جياع ضد التحالف والسلطات التابعة له في حكومة الرئيس هادي والانتقالي، إن لم تتم معالجة الملف الاقتصادي وإيجاد حلول سريعة تضمن تخفيف العبء على المواطنين.
مشيرين إلى أن سعر الكيس الدقيق السنابل والمطحون يباع في المديرية بـ(22000 ريال)، فيما ارتفعت أسعار بقية السلع الأخرى مثل السُّكر والأرز إلى عنان السماء، في حين لا تملك الكثير من الأسر مرتبات وتعتمد بصورة أساسية على المواشي لتوفير لقمة العيش، حد قولهم.
يأتي هذا فيما تقف أسعار الدولار الأمريكي عند حدود الـ1000 ريال، في انهيار تاريخي لقيمة العملة المحلية، التي فقدت أكثر من 70% من قيمتها عما كانت عليه قبل حرب التحالف على اليمن في 2015.