الميدان اليمني – خاص – :
أصدر التجمع اليمني للإصلاح، بيانا عاجلا وهاما وُصف بأنه “بيان ناري يضع النقاط على الحروف”، حيال استمرار انهيار العملة الوطنية امام العملات الأجنبية، وتبعاته الكارثية على الاوضاع المعيشية لعامة اليمنيين. محملا التحالف المسؤولية، وواضعا 8 مطالب رئيسة عاجلة لإنقاذ العملة ومنع ثورة الجياع الوشيكة.
وقال تجمع الإصلاح في محافظة تعز، في بيانه، الصادر منتصف ليل الأربعاء: “تواصل العملة المحلية تدهورها الحاد وفقدان قيمتها أمام العملات الاجنبية، ويقابل ذلك ارتفاع متسارع ومؤسف للأسعار، خاصة السلع الاستهلاكية، ما يضاعف معاناة المواطن اليمني”. مبديا استغرابه من تجاهل الحكومة والتحالف له.
بيان تجمع الإصلاح، اعرب عن “أسفه الشديد للتجاهل الغريب من الجهات المسؤولة وعدم اتخاذ اجراءات فاعلة توقف تدهور العملة، وتضبط الوضع الاقتصادي في البلاد. مؤكدا وقوفه إلى جانب أبناء الشعب، خاصة أهالي تعز، الذين يكتوون بنار الحصار وارتفاع الاسعار الناجم عن انهيار العملة الوطنية”.
وحمل البيان “الحكومة والأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية وسياسية باستكمال الوقوف إلى جانب الشعب اليمني أمام الحرب الاقتصادية التي تنفذ اليوم بواسطة التلاعب بسعر العملة والتضييق على حياة المواطن في لقمة عيشه وهي أقذر الحروب على الإطلاق”.
منوها بأن هذا الوضع المأساوي الذي آل اليه اليمن واليمنيون والاقتصاد الوطني والعملة اليمنية “ما يوجب أن تنهض كل الأطراف المسؤلة بمسؤولياتهم والكف عن حالة التجاهل غير المبرر أمام انهيار العملة وتداعياتها والقيام برفع هذه الحرب المعيشية القاتلة التي تتزامن مع الحرب والحصار المستمر على شعبنا”.
وأرجع البيان الانهيار الاقتصادي المتسارع إلى جملة أسباب في سياق مطالبته بـ “ضرورة تصحيح الاختلالات المالية في الأوعية الإيرادية وتقليص النفقات الحكومية وخاصة النفقات بالعملة الصعبة، وكذا تصحيح الاختلالات الإدارية ومحاربة الفساد والفاسدين وتفعيل دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة”.
معتبرا أن “التدهور الاقتصادي وتدهور حياة الناس هو نتاج طبيعي لاستمرار انقلاب مليشيات الحوثي، وعدم التحرك الجاد في كافة الجبهات والذي من شأنه الإسراع بتحقيق النصر وإنهاء الانقلاب ومعه تنتهي كل الأوجاع والمآسي”. كاشفا عن أن مسار دعم الجبهات متعثر، من جانب التحالف العربي.
وحمل التجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في سياق توضيحه المعالجات اللازمة، مسؤولية التدهور المتسارع للريال اليمني امام العملات الأجنبية، وتبعاته، ومسؤولية وقف هذا التدهور ومنع تداعياته الكارثية على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
مطالبا “الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى الإسراع بوضع خطة إنقاذ اقتصادية عاجلة لوقف تدهور العملة وغلاء الأسعار وإعادة النشاط الاقتصادي للموانئ والمطارات وتصدير النفط والغاز واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإيقاف هذا التدهور،.. وتصحيح مسار دعم الجبهات المتعثر”.
كما طالب بيان التجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، بـ “تصحيح الاختلالات وتسليم رواتب الموظفين مدنيين وعسكريين بحيث يتناسب الراتب مع الحالة المعيشية الحالية وبما يغطي احتياجات المواطنين المعيشية”. مؤكدا أن التخلف عن ذلك يزيد “الوضع المآساوي الذي يحاصر معيشة المواطن اليومية”.
وطالب تجمع الإصلاح في محافظة تعز بضرورة “التسريع بتطبيق اتفاق الرياض بصورة جدية بشقية العسكري والسياسي وتشكيل الحكومة وعودتها إلى عدن لممارسة مهامها في التنمية ورعاية مصالح الشعب والقيام بالمسؤولية التاريخية لمواجهة كافة التحديات”. الأمر الذي يتحمل مسؤوليته قطبا التحالف (السعودية والامارات).
البيان توجه بمطالب للقوى السياسية والتجار، قائلا: “ندعو كافة القوى السياسية والاجتماعية وكل أبناء شعبنا الصابر إلى الوحدة والتضامن والتكافل ونشر قيم الرحمة في هذه الظروف الصعبة. كما ندعو التجار والميسورين إلى المساهمة الفاعلة في التخفيف من أثر هذه الحرب المعيشية على الناس والإبتعاد عن دوافع فرص الربح على حساب المواطن البسيط”.
وأكد التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، في ختام بيانه: أن “الظروف المأساوية التي خلفتها الحرب أثقلت كاهل الشعب اليمني، وأحدثت بالغ الأثر في حياته”. وأن “الربح الكبير هو في الرحمة والتضامن والعطاء والقناعة النبيلة ليتمكن شعبنا من عبور هذا النفق المظلم من حياة شعبنا وهو بإذن الله قريب كالأمل مشرق كالفجر بعد الظلام الدامس”.