بعد وفاته وعودته للحياة.. سياسي مشهور يكشف ما حدث له خلال رحلته إلى الدار الآخرة!

نعم هناك حياة بعد الموت وليس صحيحاً أن الجسد والروح ينتهيان معاً. هذا ما أكده السياسي والأكاديمي الفلسطيني الشهير صائب عريقات في مقابلة مذهلة يقول فيها إن قلبه توقف لأكثر من اربع دقائق ودخل عالم الموت ثم عاد الى الحياة ليروي ما حدث له وماذا شاهد في عالم ما بعد الموت.

ناقش أستاذ الفلسفة البروفسور الأميركي بيتر كريفت مسألة إثبات الحياة بعد الموت بطريقة علمية وفلسفية مبسطة، يدعو فيها إلى عدم إخضاع الظواهر الروحية إلى التحليل العلمي، لأن الروح غير خاضعة لقوانين العلم، ولا يمكن إدراكها وفهمها إلا عن طريق الإيمان.

والحقيقة أن مقالة البروفسور كريفت هي المحصلة النهائية التي سنخرج بها من دراستنا لتجارب الاقتراب من الموت، فالظواهر الروحية، تبقى عصية على قوانين العلم والطبيعة وتمثل التحدي الأكبر الذي يذكر الإنسان بعجزه عن إدراك كنهها، وتحذره من الغرور والمكابرة، بل تدعوه إلى التواضع والإخلاص في سيره إلى الله تعالى، واضعًا نصب عينيه، قوله تعالى (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).

تتجلى لنا في هذا المقال حقيقة أخرى، ألا وهي أن التفكير السليم القائم على الأسس العقلية والمنطقية، يصل إلى نفس النتائج المنطقية رغم اختلاف الديانات والمذاهب والأعراق، فقد أودع الله في عقل الإنسان وفطرته، ما يدله عليه ويوصله إليه، فالعقل هو الحجة الباطنة على الإنسان كما أن رسل الله تعالى حججه الظاهرة عليه.

يعوزنا الكثير للإيمان بوجود عالم ما بعد الموت، ما لم تكن هناك أدلة علمية، لكن مثل هذا الإيمان يصبح ممكنًا، إذا افترضنا إمكانية الإيمان دون الحاجة إلى دليل علمي، غير أن مثل هذا الافتراض ينقض نفسه ويصبح غير مقبول.

أيضًا لا يمكننا البرهنة على أن الأدلة العلمية هي الأدلة الوحيدة التي تكون مقبولة، وكذلك لا نستطيع أن نثبت أن الأدلة المنطقية والتجارب التي حصلت لكثير من الناس هي الأدلة المقبولة فقط.

إن الأمر لا يقوم على هذا ولا على ذاك بل هو يعتمد في الدرجة الأولى على الإيمان والعقائد الدينية، فالسبب الذي يحملنا على الاعتقاد بالحياة الآخرة، ببساطة هو عدم وجود سبب يضطرنا لعدم الإيمان بها، كما لا يوجد اعتراض على وجود مثل هذه الحياة لا يمكننا الإجابة عليه.

إن أهم الاعتراضات التي تظهر حال مناقشة مثل هذه المسألة هما اثنان:
الأول: طالما أنه لا يوجد هناك دليل قاطع على وجود الحياة بعد الموت، فإنه من غير المقبول إيماننا بها، كما يكون من غير المقبول أن نؤمن بنظرية الكون السالب، التي يصعب إثباتها، إن لم تكن مستحيلة، إلا أن رغبتنا في الاعتقاد بوجودها رغم عدم حضور الدليل، كاف لجعلنا نؤمن بوجودها.

وهنا.. إما أن يكون صاحب هذا الاعتراض قد عنى بكلمة الدليل مجرد الدليل القائم على التجارب أو أنواع أخرى من الدليل.

فإذا كان يعني الأنواع الأخرى، فمعنى ذلك أنه يتجاهل جميع الأدلة التي سنوردها، والتي تدل على وجود مثل تلك الحياة. أما إذا كان يعني بكلمة الدليل ذلك الدليل التجريبي فسيكون لدينا الكثير من الأدلة.

إن أكثر الاعتراضات العلمية افتراضًا هو الإصرار على الدليل العلمي، حيث يكون الإيمان بعالم الآخرة أمرًا غير مقنع دون وجود مثل هذا الدليل. إن مثل هذا الاعتراض يشبه الجدل حول وجود الخالق بيننا على الأرض، كما لو كنا نقول إننا لم نجده في زجاجة الاختبار، أو كما قال رواد الفضاء الأوائل من الاتحاد السوفيتي سابقًا، إننا ذهبنا إلى الفضاء الخارجي لكننا لم نجد الله.

إن مثل هذا القول يريد أن يجعل الله كما لو كان شيئًا كيميائيًا أو نيزكًا فضائيًا، فالرحلة بالتاكسي عبر أراضي (كليفلاند)، لا يمكنها إثبات وجود كويكبات (الكويزارز) في الفضاء، كذلك لا يمكن للتجارب المختبرية نفي وجود الخالق، أو نفي وجود الروح وخلودها، عن طريق تحليل الدماغ كيميائيًا.
إن صاحب هذا الاعتراض يناقض نفسه، فاعتقادنا بوجود بعض الأشياء خارج النظام لا يمكننا نفيها اعتمادًا على مراقبتنا لحركة ذلك النظام، كما لا يمكن للسمكة الذهبية نفي وجود مالكها الآدمي خلال مراقبة الماء داخل الوعاء.
الثاني: إن الاعتراض الأقوى على وجود عالم الآخرة ومحاولة دراسة الروح على أنها شيء مادي.
نحن نعرف أنه لا توجد حياة فكرية في الدماغ بعد موته فانفجار الدماغ يتلف الأفكار، لأن الوعي يبدو مرتبطًا بالمادة مثلما يرتبط الضوء بالقنديل، فحالما ينفد الزيت ينطفئ الضوء.
إن الجسم وجهازه العصبي يشبه القنديل والوعي هو الضوء.. النشاط اللامادي، وبعبارة أخرى يكون الوعي ظاهرة وليس سببًا كالحرارة المتولدة في السلك المربوط بجهاز نتيجة التيار الكهربائي، أو يشبه الدخان الذي تطلقه ماسورة السحب في المحركات. إننا نراقب المظاهر المادية للوعي فقط، مثل صفة الكلام التي تنتهي بموت الجسد، فنحن لم نر الروح تنتهي من الوجود، لأننا لم نر الروح على الإطلاق.. فقط رأينا استظهاراتها على الجسد ولا يمكننا أيضًا الجزم بأن الجسد هو آلة الروح المستقلة عنه والتي تستمر في الوجود بعد موته، أو إذا ما كان الجسد هو سبب وجود الروح المعتمدة عليه، والتي تموت بموت الجسد. كل تلك الأمور افتراضات لدراسة هذه الحقائق، فعندما يشل الجسد، يبقى العقل والإرادة يعملان رغم حرمانهما من التعبير، والموت ببساطة عبارة عن شلل تام.