الحرب النووية تشتعل.. الحرس الثوري يستنفر ويعلن رسمياً وقوف أمريكا وراء “كورونا” وروسيا والصين تتوعدان بسحق واشنطن والكونغرس يعلن الخطة الطارئة

الحرب تشتعل وقوف أمريكا وراء “كورونا”

الميدان اليمني – تقرير خاص

فجأة وبدون سابق إنذار تفشى فيروس كورونا “الغامض المنشأ” في جميع البلاد التي لاتحبها أميركا، وسط إصرار على نشر حالة من الهلع المتعمد بدأت تكشف شيئاً فشيئاً حجم الاستثمار المنتظر.

ووسط تدفق التكهنات الرامية لفك شيفرة فيروس كورونا الغامض والمستجد، تبرز تساؤلات عدة رصدها “الميدان اليمني”، من ضمنها “هل لانتشار كورونا أبعاد سياسية فعلا؟ وما دلالات الأرقام الأخيرة عن خطورته لاسيما في منطقة الشرق الأوسط؟”.

وظهر فيروس “كورونا” المستجدّ في الصين، في كانون الأول / ديسمبر 2019، فأعلنت الأخيرة حالة الطوارئ. موجة هلع عامة سادت البلاد. خسائر بشرية تتعاظم كل يوم. ثم شيئاً فشيئاً خسائر اقتصادية مُعتَبرة: توقّفت بعض القطاعات. تراجع مؤشر المشتريات الصيني لقطاع الصناعات التحويلية. تلقّت قطاعات أخرى مثل السفر والبناء وتجارة التجزئة ضربة كبيرة.

الحرب تشتعل وقوف أمريكا وراء “كورونا”

ووفق مذكّرات مجموعة “وود ماكنزي” الاستشارية، كان شهر شباط بمثابة ضربة اقتصادية للصين، حتى إنّ معظم الخبراء تنبّأوا بأن يتراجع نمو الاقتصاد الصيني في الربع الأول من العام بشكل ملحوظ.

هنا، كثُر الهمز واللمز: لماذا الصين تحديداً؟! بدأت نواة نظرية المؤامرة تظهر. فالصين أصلاً هي ثاني أقوى اقتصاد بعد اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية، وهي تواجه لذلك حرباً تجارية طويلة الأمد معها.

أكثر بوادر إيمان الناس بنظرية المؤامرة، ظهر من خلال التداول الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي لفيلم “عدوى” (Contagion)، الصادر عام 2011، وقد أثار مدى التشابه بين الفيلم والحالة الخاصة بالفيروس الجديد جدلاً واسعاً على مستوى عالمي، وجعله الأكثر رواجاً بين الأفلام الأخرى التي تتحدَّث عن الحروب البيولوجية، والتي ارتفعت أعداد مشاهداتها، كفيلم “اثنا عشر قرداً” (12 Monkeys) 1995، و”دلتا فورس” (Delta Force) (1986)، و”اندلاع مميت” (Deadly Outbreak) (1995)،و”الفريق دريم” (D.R.E.A.M. Team) (1999)، و”مهمة مستحيلة” (Mission Impossible)(2000).

انتشر “كورونا” بعد الصين في الدول المجاورة. في كوريا الجنوبية تحديداً، حيث أعلن الرئيس مون جي حالة طوارئ اقتصادية، داعياً إلى اتخاذ تدابير للحدّ من الأضرار التي لحقت باقتصاد الصين. في هذه الأثناء، لم تُسجّل إصابات في الهند. وازداد الحديث عن المؤامرة.

ولكن! حدث ما جعل تفشّي الإيمان بهذه النظرية أكثر من تفشّي الفيروس ربما… إنها إيران. البلد الوحيد الذي تخطّت نسب الوفيات فيه ما يقارب 18٪، فيما نسبة الوفيات التي تُسجّل، في العادة، من هذا الفيروس هي 2٪.

ولأنّ انتشار “كورونا” في إيران كان واسعاً، وأصاب شخصيات في صفوف القيادات، ثم انتشر إلى البلدان المجاورة، وما أتبعه من حدّ للسياحة الدينية، وبالتالي من تراجع لإيرادات الدولة منها، وازدياد الأعباء الاقتصادية عليها، وازدياد الضغط النفسي والسياسي عليها… كل ذلك حوّل الشكوك بالمؤامرة الأميركية عند البعض إلى يقين.

وبعد اقتراب الصين من إعلان تحكمها في انتشار “كورونا” دخلت إيران على الخط، وسط حالة من التهويل العالمي المقصودة ذاتها، وانتشار دعوات لإغلاق كل منافذ التعامل مع طهران بذريعة “كورونا”.

وفي آخر إحصائية لعدد ضحايا فيروس كورونا في إيران، رصد “الميدان اليمني”، اليوم الجمعة تصريحاً لوزارة الصحة الإيرانية، أعلنت فيه ارتفاع عدد وفيات فيروس كورونا في البلاد إلى 124 والمصابين إلى 4747.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة: “ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد إلى 4747 وعدد الوفيات إلى 124 وعدد المتعافين إلى 913”.

وأضاف جهانبور: “خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط أحصينا 1234 إصابة بفيروس كورونا الجديد ووفاة 17 شخصا”.

وأمس الخميس، أعلنت إيران، تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس لنهاية العام الفارسي الجاري وإيقاف جميع الأنشطة الرياضية في البلاد بسبب تفشي فيروس “كورونا” المستجد.

الحرب تشتعل وقوف أمريكا وراء “كورونا”

في وقت يواصل فيه كورونا الانتشار في مختلف دول العالم وحصد ضحاياه، برزت نظرية إيرانية جديدة تعزز نظريات سابقة، حيث أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أمس الخميس، أن فيروس كورونا يحتمل أن يكون هجوما بيلوجياً أمريكياً يستهدف الصين أولا ثم إيران وباقي دول العالم.

وقال سلامي، في تصريحات أمس الخميس، “فيروس كورونا يحتمل أن يكون هجوما بيولوجيا أمريكيا يستهدف الصين أولا ثم إيران وبعدها ينتقل إلى باقي نقاط العالم”.

وأضاف سلامي قائلا: “نحن اليوم في حرب مع هذا الفيروس وسوف ننتصر عليه”.

هذا الاتهام يأتي في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس بات مترسخاً في إيران نظرا لصعوبة احتوائه من خلال التجهيزات الصحية المتواضعة المتوافرة.

ثمّ كان انتشار فيروس “كورونا” المستجد بعد إيران في إيطاليا بشكل سريع، وبنسبة أقل في ألمانيا.

إزاء هذا الواقع، ظهر النائب الروسي فلاديمير جيرينوفسكي، ليعلن أنّ فيروس “كورونا” المستجد هو “استفزاز أميركي” للصين، واضعاً الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهنة بين البلدين، بقوله: “يخشى الأميركيون عدم قدرتهم على تجاوز الصين، أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها”.

ورأى أن كل شيء سينتهي خلال شهر، أي في أواخر شهر آذار / مارس، ملمّحاً إلى أنّ هناك أشخاصاً يعيش معظمهم في سويسرا، أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل بيع علاج هذا الفيروس.

وقبل حديث النائب الروسي، اعتبر الخبير الروسي إيغور نيكولين الذي عمل في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية، بين عامي 1998 و2003، أنّ الأميركيين اختاروا مدينة ووهان الصينية لنشر الفيروس الجديد لأنّ فيها معهداً لعلم الفيروسات يؤمّن لهم غطاءً.

حتى إنّ النائب في الكنيست الإسرائيلي أورلي ليفي، اعتبرت أنّ وباء “كورونا” انتشر لأنه “أُنتج كحرب بيولوجية”.

وقالت “ليفي”: “دعونا لا نكون سُذَّجاً، نحن نعرف أن وباء كورونا انتشر لأنه أُنتج كحرب بيولوجية”.

روسيا والصين تتوعدان بسحق واشنطن

ونشرت مجلة “ناشيونال إنترست” تقريراً الشهر الماضي، أشار إلى إن التكهنات بشأن مصدر كورونا أخذت أبعادا جيوسياسية، حيث رجح معلقون سياسيون في روسيا بأن الفيروس يعد “سلاحا بيولوجيا أميركيا” يستهدف موسكو وبكين.

ونشر موقع “Zvezda” الروسي، الذي تموله وزارة الدفاع، مقالا في أواخر الشهر الماضي، تحت عنوان “فيروس كورونا: الحرب البيولوجية الأميركية ضد روسيا والصين”.

ويبدأ المقال بعرض بعض الخسائر التي تعرض لها الاقتصاد الصيني بسبب كورونا، ليدعم أدلته بشأن “المؤامرة الأميركية”، مضيفا “ذلك يهدف إلى إضعاف بكين في الجولة المقبلة من المفاوضات التجارية مع واشنطن”.

وبعدها، تستعرض المادة الجدال القائم بشأن الشكوك الروسية حول وجود مختبرات الأبحاث البيولوجية الأميركية في عدد من الدول، مثل جورجيا وأوكرانيا وأوزبكستان، على الرغم من توقيع أميركا اتفاقية جنيف بشأن الأسلحة البيولوجية في 1975.

وأضافت “هذه المختبرات تخبئ وراءها نية خبيثة، لاسيما بعد انتشار تقارير مفادها أن المختبر الحيوي الأميركي في جورجيا قد اختبر أسلحة بيولوجية قاتلة على مواطنين جورجيين”.

من جهته، ذكر زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، فلاديمير جيرينفوكي في تصريحه لمحطة إذاعية في موسكو، أن “كورونا” فيروس يقف خلفه البنتاغون بمساعدة شركات الأدوية بهدف “خلق أوبئة محلية يمكن أن تدمر مجموعة مختارة من السكان دون الانتشار في دول أخرى”.

الأمر نفسه صرح به السياسي الروسي إيغور نيكولين لعدد من المنابر الإعلامية، إذ قال إن اختيار ووهان لنشر كورونا، كان بسبب احتضانها معهد ووهان لعلم الفيروسات، الذي يقدم للبنتاغون والمخابرات الأميركية غطاء مريحا لإجراء تجاربهم البيولوجية.

وبينما تسعى الدول جاهدة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد بتطبيق إجراءات احترازية تحول دون انتشاره، يواصل المرض حصد الأرواح حول العالم، والإضرار باقتصاديات بلدان كثيرة.

وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون أول 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

وأعلنت الصين اليوم الجمعة تسجيل 30 حالة وفاة إضافية جرّاء فيروس كورونا، ما يرفع إلى 3042 عدد الوفيات بالفيروس المستجد في البلاد منذ ظهوره أواخر 2019.

وبلغ عدد الإصابات الجديدة 143 حالة في البلاد، وهي زيادة طفيفة مقارنة باليوم السابق (139)، ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 80552 حالة، وفقا لأرقام صادرة عن اللجنة الوطنية للصحة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وارتفع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس إلى 12 عندما أبلغت مقاطعة كينغ في واشنطن عن أحدث الوفيات.

ومن بين الوفيات، شهدت واشنطن 11 حالة بينما وقعت حالة في كاليفورنيا، وكانت معظم حالات الإصابة التي رصدت في واشنطن مرتبطة بتفش في منشأة تقدم الرعاية للمرضى المسنين في ضاحية كيركلاند بمدينة سياتل، بينها ست حالات وفاة.

من جهته، وافق الكونغرس الأميركي، الخميس، على خطة طارئة لصرف 8.3 مليارات دولار، بهدف تمويل حملة مكافحة فيروس كورونا المستجد في وقت تتزايد الإصابات به في الولايات المتحدة.

وصوّت مجلس الشيوخ بشبه إجماع (96 صوتا مؤيدا وصوت واحد رافض) لصالح هذا التمويل الاستثنائي الذي جرى التوافق بشأنه مسبقا بين النواب الجمهوريين والديمقراطيين، وجرى التصويت عليه الأربعاء في مجلس النواب.

وتهدف الخطة إلى تحسين “استعداد” السلطات العامة لمواجهة الوباء و”تصديها” له، وفق السناتور الديمقراطي باتريك ليهي الذي رحب ايضا بالنص الذي جرى تحضيره والاتفاق بشأنه “في تسعة أيام”.

وسيخصص جزء من هذا المبلغ لتمويل الأبحاث وتطوير اللقاحات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

جدير بالذكر أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم حتى الآن قد وصل إلى 100330، في حين بلغ عدد الوفيات 3408، وشفي من المرض 55694.

للمزيد من الأخبار إضغط (هــنــــــا)

لمتابعة صفحتنا على فيسبوك إضغط (هـــنــــــــا)