شهدت الأسواق العالمية هزة قوية عقب الإعلان عن إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد “ديب سيك” (DeepSeek) التابع لشركة صينية ناشئة تحمل الاسم ذاته. وتمكنت الشركة، التي تتخذ من مدينة هانغتشو مقراً لها، من تحقيق نجاح مذهل خلال الساعات الأولى من إطلاق تطبيقها، مما أدى إلى خسائر ضخمة في أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى.
شركة ناشئة تهدد عمالقة التكنولوجيا
تأسست “ديب سيك” قبل عامين كمشروع جامعي يهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي عام بمستوى قريب من ذكاء الإنسان، وهو هدف لم تحققه حتى الآن أي من الشركات التكنولوجية الكبرى. تعتمد الشركة نموذجاً فريداً يقلل من استهلاك الذاكرة ويخفض التكاليف التشغيلية بشكل كبير، ما جعل تقنيتها تنافس تطبيقات كبرى مثل “تشات جي بي تي” (ChatGPT) من شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI).
تطبيق يجذب الملايين في ساعات
أصبح تطبيق “DeepSeek AI” الأكثر تحميلاً على متجر تطبيقات أبل في بريطانيا وعدة دول أخرى، بفضل تقديمه خدمات ذكاء اصطناعي مجانية كانت تتطلب اشتراكات مالية لدى المنافسين. وأشاد خبراء بقدرته على معالجة المهام المعقدة، مثل الرياضيات والبرمجة، باستخدام قوة حوسبة أقل بكثير.
ردود فعل السوق: خسائر بالمليارات
مع انتشار أخبار التطبيق الجديد، تعرضت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية لضغوط هائلة، حيث تكبدت شركة “إنفيديا” خسائر قياسية تجاوزت ضعفي القيمة السوقية لشركة مثل “كوكاكولا”. كما شهدت شركات كبرى أخرى، مثل “أوبن إيه آي” و”ميتا” و”غوغل”، تراجعاً في أسهمها نتيجة القلق من قدرة “ديب سيك” على تقليص التكاليف وتقديم خدمات منافسة.
رسالة من الصين
ليانغ وينفينغ، مؤسس “ديب سيك” والمدير السابق لصندوق تحوط كمي، صرّح قائلاً: “لقد اعتادت الشركات الصينية لفترة طويلة على تقليد الابتكار الغربي، لكننا الآن نتجه لأن نصبح قادة عالميين في مجال الذكاء الاصطناعي”.
تداعيات على المدى البعيد
بينما تواجه الشركات الأميركية ضغوطاً لإعادة تقييم استثماراتها، استفادت شركات مثل “أبل” من هذا التحول، وسط توقعات بأن النموذج الجديد قد يغير قواعد اللعبة في سوق الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبقى التساؤل مطروحاً: هل ستتمكن الشركات الأميركية من الرد على هذا التحدي الصيني في الوقت المناسب؟