لماذا حظرت عدد من الدول تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” رغم ميزاته المجانية المذهلة؟

بعد أيام فقط من إطلاقه وتحقيقه انتشاراً واسعاً، واجه تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” حظراً في عدة دول، وسط مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن القومي.

الميدان اليمني – تقنية

إيطاليا كانت من أوائل الدول التي اتخذت هذا القرار، إذ فتحت هيئة حماية البيانات الإيطالية (Garante) تحقيقاً في ممارسات الشركة فيما يخص جمع البيانات. وبعدما اعتبرت استجابة الشركة “غير كافية تماماً”، حظرت الحكومة التطبيق وأزالته من متاجر Apple وGoogle داخل البلاد، وفقاً لصحيفة Independent.

وفي بيان رسمي، أوضحت الهيئة التنظيمية أن “ديب سيك” لا يعترف بخضوعه للتشريعات الأوروبية، ما دفعها إلى إصدار قرار بتقييد معالجة بيانات المستخدمين وفتح تحقيق موسع.

مخاوف أمنية في تايوان وأستراليا

في تايوان، قررت وزارة الشؤون الرقمية منع استخدام التطبيق في المؤسسات الحكومية والشركات المملوكة للدولة والمدارس العامة، مشيرة إلى أن التكنولوجيا الصينية تشكل “تهديداً للأمن القومي للمعلومات”، خاصة فيما يتعلق بإمكانية نقل البيانات عبر الحدود وتسريبها.

أما في أستراليا، فقد فرضت الحكومة حظراً على استخدام التطبيق داخل أنظمتها، بعدما خلص تحليل أمني إلى أن “منتجات وخدمات ديب سيك تشكل مستوى غير مقبول من المخاطر الأمنية”. لكن الحظر لا يشمل المواطنين العاديين، رغم دعوة المسؤولين لهم لتوخي الحذر بشأن استخدام البيانات عبر الإنترنت.

كوريا الجنوبية ودول أوروبية تعبر عن القلق

كما حظرت كوريا الجنوبية الوصول إلى التطبيق في عدة وزارات رئيسية، بما في ذلك وزارات الدفاع، والصناعة، والخارجية، إلى جانب هيئة الطاقة النووية.

وفي أوروبا، أبدت هيئات تنظيمية في فرنسا، أيرلندا، بلجيكا، وهولندا مخاوفها بشأن ممارسات جمع البيانات التي يعتمدها “ديب سيك”، ما يضع التطبيق تحت مزيد من التدقيق القانوني في القارة.

خسائر اقتصادية وتأثير عالمي

لم تتوقف تداعيات “ديب سيك” عند المخاوف الأمنية، إذ أدى نجاحه السريع إلى زلزال في قطاع التكنولوجيا، حيث انخفضت أسهم شركة Nvidia – التي تهيمن على صناعة أشباه الموصلات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي – بنسبة 17%، ما كلفها نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.

ما هو “ديب سيك”؟

“ديب سيك” هو تطبيق ذكاء اصطناعي صيني تم تطويره في مدينة هانغتشو بواسطة رجل الأعمال ليانغ فينغ عام 2023. يتميز بقدرته على تقديم أداء مماثل لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل ChatGPT، لكن بتكلفة أقل بكثير.

ومنذ إطلاقه في 20 يناير، تصدر التطبيق قائمة الأكثر تحميلاً على متجر Apple خلال أيام، ما أثار قلق الشركات الغربية الكبرى التي استثمرت مليارات الدولارات في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة.

هل تواجه “ديب سيك” المزيد من القيود؟

مع تزايد الحظر والرقابة، لا يزال مستقبل “ديب سيك” خارج الصين غير واضح، خاصة مع احتمالات أن تحذو دول أخرى حذو إيطاليا وتايوان وأستراليا في فرض مزيد من القيود.