بعد حظر “تيك توك”.. تطبيق صيني بديل يغزو أمريكا

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أوقف تطبيق “تيك توك” الصيني خدماته في الولايات المتحدة، استجابةً للقوانين التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهديد الأمن القومي وجمع بيانات المستخدمين. يأتي ذلك وسط مخاوف كبيرة لدى نحو 170 مليون مستخدم أمريكي، حيث أصبح التطبيق غير متاح على متجري “آبل” و”غوغل”، في انتظار الحلول القانونية المحتملة.

ورغم إعلان “تيك توك” عن وجود مفاوضات لإيجاد حل يعيد التطبيق إلى العمل، إلا أن الوقت نفد أمام المنصة التي مُنحت مهلة حتى الأحد الماضي لفصل نفسها عن شركتها الأم الصينية “بايت دانس”.

خسائر اقتصادية هائلة

حذر التطبيق من الخسائر الكبيرة التي سيواجهها صانعو المحتوى والشركات الصغيرة جراء الحظر. وأشار إلى أن نحو 7 ملايين شركة صغيرة تعتمد على “تيك توك” للتسويق والإعلان ستخسر أكثر من مليار دولار شهرياً، إضافة إلى خسائر بقيمة 300 مليون دولار يتكبدها مليونا منشئ محتوى. ومن المتوقع أيضاً أن تنخفض الإيرادات الإعلانية العالمية للمنصة بنسبة 29% بحلول عام 2025.

منصة بديلة بنفس المخاطر

في ظل غياب “تيك توك”، ظهر تطبيق صيني آخر يدعى “ريد نوت” كبديل محتمل للأمريكيين، رغم تبنيه سياسات مثيرة للجدل مماثلة. التطبيق، الذي تأسس عام 2013، شهد تزايداً كبيراً في عدد مستخدميه بعد هجرة مئات الآلاف من مستخدمي “تيك توك” إليه. ورغم ذلك، يفرض “ريد نوت” على مستخدميه الموافقة على مشاركة بياناتهم مع الحكومة الصينية، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية وأمن البيانات.

ردود أفعال صينية وأمريكية

وصفت السفارة الصينية في واشنطن الحظر بأنه “قمع غير عادل” باستخدام سلطة الدولة، وتعهدت باتخاذ خطوات لحماية مصالحها. على الجانب الآخر، منح الكونغرس الإدارة الأمريكية سلطات واسعة لحظر تطبيقات صينية أخرى، ما يزيد من احتمالية تصاعد التوتر بين البلدين.

نمو صيني في الذكاء الاصطناعي

في الوقت الذي تشهد فيه التطبيقات الصينية حظراً في أمريكا، تتواصل الطفرة الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية التقنية، حيث تستثمر الصين بشكل كبير في مجالات الحوسبة واسعة النطاق ومعالجة البيانات، مما يدعم الابتكارات التقنية ويثير منافسة متزايدة مع الولايات المتحدة.

ختاماً، يبدو أن معركة التطبيقات الصينية في السوق الأمريكي لم تنتهِ بعد، فيما يترقب المستخدمون مستقبل المنصات البديلة في ظل تصاعد المخاوف بشأن الخصوصية والسياسات الرقمية.

اترك تعليقاً