كان الزواج في شوال، الشهر العاشر من التقويم الهجري، مكروهاً عند العرب قبل الإسلام، وذلك لعدة أسباب:
– التشاؤم من اسمه: اشتق اسم “شوال” من الفعل “شال” بمعنى “أزال” أو “حمل”، فكان العرب يتشاءمون من هذا المعنى، معتقدين أنه قد “يشيل” البركة من الزواج أو “يحمل” معه المتاعب.
– قلة الغذاء: كان شهر شوال يتزامن مع موسم الحر الشديد، ونقص في موارد الرزق، مما كان يُصعّب على الزوجين توفير احتياجاتهما الأساسية.
– انشغال الرجال بالحج: كان الرجال في ذلك الوقت ينشغلون بأداء فريضة الحج، تاركين زوجاتهم وحيدات لفترة طويلة، مما قد يُسبب لهم المشقة والوحدة.
لكن مع ظهور الإسلام، أبطل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذه الكراهية، وتزوج من السيدة عائشة رضي الله عنها في شهر شوال. وقد فعل ذلك لِردّ هذه العادة الجاهلية، وإثبات أن لا أساس لها من الصحة، وأن الزواج في أي شهر من السنة جائز ومبارك.
بل حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج في شوال، فقال: “تزوجوا في شوال، فإن فيه بركة”. رواه الترمذي.
ومنذ ذلك الحين، اختلف العلماء في حكم الزواج في شوال:
– الجمهور: ذهب جمهور العلماء إلى استحباب الزواج في شوال، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
– الحنفية: قال الحنفية بكراهية الزواج في شوال، لكن كراهية تنزيهية لا تحرمه.
وأياً كان الرأي الفقهي، فإن الزواج في شوال مباح، ولا حرج فيه شرعًا.
وأهم ما يجب مراعاته عند الزواج هو اختيار الزوج المناسب، والقدرة على تحمل مسؤوليات الزواج، والسعي لبناء أسرة سعيدة مباركة.
وهنا بعض الفوائد المحتملة للزواج في شوال:
– البركة:
استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
– التخفيف من ازدحام موسم الزيجات:
حيث يميل الكثير من الناس إلى الزواج في شهور أخرى مثل رمضان وشعبان.
– الاستفادة من أجواء العيد:
حيث يمكن مشاركة فرحة العيد مع العائلة والأصدقاء.
وأخيرًا، فإن الزواج في أي شهر من السنة جائز ومبارك، ولا ينبغي التردد في الزواج بسبب اعتقادات خاطئة أو عادات جاهلية.
وأهم ما يجب التركيز عليه هو اختيار الزوج المناسب، وبناء أسرة سعيدة قائمة على الحب والاحترام والتفاهم.
الوسومالزواج في شهر شوال شهر شوال شوال