في ظل انتشار مرض “جدري القرود” في العديد من دول العالم، أعلنت وزارة الصحة اليمنية حالة الاستنفار القصوى ورفع درجة الجاهزية والتأهب وتشديد الإجراءات الوقائية في جميع منافذ البلاد للتعامل مع حالات جدري القرود في اليمن.
ونفت وزارة الصحة اليمنية في بيان اطلع عليه “الميدان اليمني”، وجود أي إصابات حتى الآن بمرض جدري القرود في اليمن، بعد تداول نشطاء على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشخص مصاب بـ”جدري الماء” ومزاعم انتشار وباء “جدري القرود” في اليمن.
جدري القرود في اليمن
وقالت وزارة الصحة اليمنية، أنها “لم ترصد أي إصابة بمرض جدري القرود في اليمن حتى الآن”؛ مشيرة إلى ضرورة تجنب الإشاعات المثيرة التي تسبب الذعر والخوف في أوساط الناس.
وأكدت أنها بدأت “في رفع الإجراءات الوقائية للتعامل مع مرض جدري القرود والذي ظهر مؤخرًا في عدد من الدول في العالم”.
ووجهت وازرة الصحة في الحكومة اليمنية قطاع الرعاية الصحية الأولية وإدارة الترصد الوبائي وإدارة صحة الموانئ والمحاجر الصحية والمختبرات والإدارات المختصة برفع الاستعدادات وزيادة عمليات المراقبة للرصد والتقصي وتطبيق الإجراءات الاحترازية في المنافذ البحرية والجوية والبرية.
وحثت على “رصد أي حالات اشتباه بجدري القردة بالمنافذ أو بالمجتمع والتنسيق مع جهات الاختصاص وخصوصًا الإدارة العامة لصحة الحيوان والحجر البيطري بوزارة الزراعة اليمنية”.
كما وجهت بمنع دخول “أي حيوانات من الدول التي ظهرت فيها حالات جدري القرود”، مشددة على تدريب العاملين بالمنافذ والاستجابة السريعة لأي حالة اشتباه وإرسال عيناتها للمختبرات المركزية بوزارة الصحة.
وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية لم يتم عمل أي إجراءات احترازية في الوضع الحالي على جميع القادمين والمغادرين بين الدول، عطفًا على أن الوضع العالمي غير مقلق حتى اللحظة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أنه تم تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو/ أيار الجاري خارج البلدان التي ينتشر فيها المرض عادة.
وحتى الآن، تأكدت 100 إصابة في دول أوروبية، كما اكتشفت إصابات أخرى في أستراليا وكندا والولايات المتحدة. وتتركز 67 إصابة في تسعة بلدان ضمن الاتحاد الأوروبي، هي النمسا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والبرتغال والسويد، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
ما أعراض جدري القرود؟ وكيف يبدو جلد المصاب؟ وما مراحل تطور الآفات الجلدية لدى المصاب؟ وهل هناك حاجة للحصول على لقاح لمكافحة مرض جدري القردة؟
أعراض جدري القرود
تتشابه أعراض جدري القرود عند البشر مع أعراض الجدري ولكنها أخف من ذلك. يبدأ جدري القرود بالحمى والصداع وآلام العضلات والإرهاق، وذلك وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية CDC.
وتضيف المراكز الأميركية أنه يتمثل الاختلاف الرئيسي بين أعراض النوعين في أن جدري القرود يتسبب في تضخم الغدد الليمفاوية (تضخم العقد اللمفية) بينما لا يحدث ذلك في حالة الإصابة بالجدري.
عادة ما تكون فترة الحضانة (الفترة من الإصابة إلى ظهور الأعراض) لجدري القرود من 7 إلى 14 يوما ولكن يمكن أن تتراوح بين 5 و21 يوما.
يبدأ جدري القرود بـ :
- حمى
- صداع
- آلام العضلات
- آلام الظهر
- تضخم الغدد الليمفاوية
- قشعريرة
- إنهاك
في غضون يوم إلى 3 أيام (أحيانا أطول) بعد ظهور الحمى، يصاب المريض بطفح جلدي يبدأ غالبا على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تتطور الآفات الجلدية في جدري القرود خلال المراحل التالية قبل أن تسقط:
- لطاخات Macules
- حطاطات Papules
- حويصلات Vesicles
- بثرات Pustules
- قشرة Scabs
يستمر المرض عادة لمدة 2-4 أسابيع.
في أفريقيا، ثبت أن جدري القرود يتسبب في وفاة ما يصل إلى واحد من كل 10 أشخاص يصابون بالمرض.
انتقال جدري القرود بين البشر
يحدث انتقال فيروس جدري القرود عندما يلامس الشخص الفيروس من حيوان أو إنسان أو مواد ملوثة بالفيروس.
يدخل الفيروس الجسم من خلال الجلد المجروح (حتى لو لم يكن مرئيا) أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).
قد يحدث الانتقال من حيوان إلى إنسان عن طريق العض أو الخدش، أو تحضير لحم الأدغال، أو الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو مادة الطفح، أو الاتصال غير المباشر مع مادة الطفح، مثل الفراش الملوث.
قطرات تنفسية كبيرة
تقول المراكز الأميركية إنه يعتقد أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يحدث في المقام الأول من خلال قطرات تنفسية كبيرة.
ولا تستطيع قطرات الجهاز التنفسي عموما السفر لأكثر من بضعة أقدام، لذا يلزم الاتصال وجها لوجه لفترة طويلة.
وتشمل طرق الانتقال الأخرى من إنسان إلى إنسان الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو مادة الطفح، والاتصال غير المباشر بمواد الطفح، مثل الملابس الملوثة أو البياضات.
المثليون وثنائيو الجنس
أوضحت أن انتقال العدوى سجل “بشكل أساسي لدى الأفراد الذين يعرفون أنفسهم كمثليين أو ثنائيي جنس أو لدى الذكور الذين مارسوا الجنس مع ذكور” مشيرة إلى أن انتقال العدوى يمكن تفسيره من خلال “الاتصال الوثيق المتكرر الذي قد يمارسونه”.
ونقلت وكالة “بي إيه ميديا” البريطانية عن هوبكنز -وفقا لوكالة الأنباء الألمانية- تحذيرها من أن الأطباء يرصدون حالات عدوى محلية غالبا تكون لدى المثليين أو ثنائي الجنس.
ودعت إلى اليقظة لأدنى عارض، مضيفة أن الخطر على السكان بشكل عام “منخفض للغاية”.
لقاح جدري القردة وهل هناك حاجة للحصول عليه؟
حول ما إذا كان هناك حاجة للحصول على لقاح لمكافحة مرض جدري القردة، قالت سوزان “لا يوجد لقاح مباشر لجدري القردة، ولكننا نستخدم نوعا من لقاحات الجدري، كأمن للأشخاص المخالطين لحالات مصابة “.
وأضافت “بالنسبة للمخالطين، هذا اللقاح يقلل من خطورة الإصابة بالمرض، وهذا ما نركز عليه في جهود التطعيم الوقت الحالي”.
إجراءات منظمة الصحة العالمية
دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات ضد المزيد من الانتشار لمرض جدري القرود.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في جنيف الليلة الماضية أن “تحديد الحالات المؤكدة والمشتبه بها لجدري القرود، بدون أي تاريخ سفر، لمنطقة موبوءة في العديد من الدول يعد أمرا غير معتاد، وبالتالي، هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي بشأن جدري القرود وإجراء اكتشاف شامل للحالات والعزل (يتم تقديمه مع رعاية داعمة) ورصد المخالطين ورعاية داعمة للحد من انتقال المرض في المستقبل”.
ووفقا لهذه المنظمة، فإن الحالات التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن، بأوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا، أثرت بشكل كبير على الذكور الذين مارسوا الجنس مع ذكور وزاروا منشآت طبية. وبسبب حالة المراقبة التي مازالت محدودة، من المحتمل جدا أن تظهر الحالات بين مجموعات سكانية وبلدان أخرى.