الميدان اليمني – متابعة خاصة
أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن قيادة الجيش الإسرائيلي تتخذ خطوات تمهيدا للجوء المحتمل إلى سيناريو شن هجوم عسكري على برنامج إيران النووي، فيما أعلنت طهران عن أن قواتها أجرت تدريباً يُحاكي مهاجمة مفاعل ديمونة النووي في الأراضي المُحتلة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، أفيف كوخافي، أوعز للقوات المسلحة بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على إيران.
وأشارت الإذاعة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي، ضمن إطار هذه التحضيرات، أدخل تعديلات على البرامج التدريبية والتأهيلية الخاصة بالطيارين والملاحين، موضحة أن هذه التعديلات تخص المراحل المتقدمة من تلك البرامج التدريبية.
وأضافت بأن “التعديلات ستنعكس في الجزء الأكثر تقدماً من تدريب الطيارين قبل أن يصبحوا لائقين للنشاط العملياتي”، وأوضحت أنه “سيتم تغيير عملية التدريب بحيث تكون أكثر انسجاماً مع مخطط الأنشطة العملياتية الخاصة بشن هجوم على إيران”.
وكانت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية قد أكدت أن الكنيست وافق على ميزانية سرية إضافية من أجل دعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمليارات الشواكل، بهدف الاستعداد للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وأكدت أن لجنة المالية في الكنيست صادقت على ميزانية سرية إضافية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأكثر من 7.387 مليارات شيكل، وهي الميزانية التي جاءت الموافقة عليها بعد ماراثون برلماني استمر 8 ساعات متواصلة.
وأوضحت الصحيفة العبرية أنه يفترض زيادة ميزانية الجيش الإسرائيلي بما يزيد عن 7.3 مليارات شواكل، عن الميزانية الرسمية أو الميزانية العامة للدولة، التي تم التصديق عليها قبل شهرين، وهي ميزانية تم تخصيصها بهدف الاستعداد لمواجهة محتملة مع إيران.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت، في وقت سابق هذا الشهر، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أبلغ الولايات المتحدة أنه أصدر تعليماته للجيش، بالاستعداد للخيار العسكري ضد إيران.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية إن غانتس “أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائه معهما الخميس، 9 ديسمبر/كانون الأول 2021 في واشنطن، أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لهجوم على إيران”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل “ما زالت تنظر إلى الحلّ العسكري (…) على أنه الخيار الأخير، وذلك في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية” حول البرنامج النووي الإيراني.
في السياق ذاته، قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن “الأمريكيين لم يعبروا عن معارضتهم للاستعدادات الإسرائيلية لهجوم ضد إيران عندما أبلغهم غانتس بذلك”، وأضاف المصدر الذي لم تسمه الصحيفة: “لم يكن هناك فيتو”، وفق قوله.
إيران تتوعد إسرائيل
بالموازاة مع ذلك، قالت وسائل إعلام إيرانية إن تمرينات أجرتها القوات الإيرانية تُحاكي مهاجمة طهران لمفاعل ديمونة الإسرائيلي.
وقالت كالة أنباء “فارس” الإيرانية، إن “القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية أجرت محاكاة الهجوم على مفاعل ديمونة النووي في الكيان الصهيوني في مناورات الرسول الأعظم (ص) المشتركة الـ 17 التي جرت جنوب إيران قبل أيام”.
وأضافت الوكالة أنه “تم في هذا التمرين استهداف الانموذج المحاكي للمفاعل بـ 16 صاروخا باليستيا و5 طائرات مسيّرة انتحارية بنجاح ودقة عالية جداً”.
وكانت إسرائيل قد هددت مراراً بأنها ستقابل أي هجوم عليها بـ “رد قاسٍ”، ويوم الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، قال القيادي الكبير في “الحرس الثوري” الإيراني، غلام علي رشيد، إن بلاده “سترد رداً ساحقاً”، على أي هجوم قد تشنه إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية.
وكالة “نور نيوز” الإيرانية، التابعة لأعلى جهاز أمني في البلاد، نقلت عن رشيد قوله على هامش تدريبات عسكرية: “قواتنا المسلحة ستهاجم على الفور جميع المراكز والقواعد والطرق والمواقع التي استُخدمت لتنفيذ الاعتداء”.
وفي السياق ذاته، هدد القيادي في قوات التعبئة الشعبية الإيرانية (البسيج)، محمد طاهري، بتدمير مفاعل “ديمونا” النووي الإسرائيلي في حال تعرضت بلاده لهجوم إسرائيلي.
وقال القيادي الإيراني في تصريحات لموقع “إيران بالعربي” إن بلاده لا تهتم بالتهديدات الإسرائيلية الموجهة إليها، مؤكدا أن المناورات الأخيرة التي أجراها الحرس الثوري جاءت لتثبت لإسرائيل أن أصغر تهديد موجه إلى إيران سيتحول إلى تهديد لكل المنطقة.
وتضمنت المناورات الإيرانية التي بدأت الاثنين وانتهت الجمعة الماضية، إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز. وقال قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، إن المناورات كان هدفها تحذير إسرائيل، وسط مخاوف من خطط إسرائيلية محتملة لاستهداف مواقع نووية إيرانية.
وأكد حسين سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي: “كانت لهذه التدريبات رسالة واضحة جدا. رد جاد وحقيقي على تهديدات الكيان الصهيوني وتحذيره من ارتكاب أي حماقة”.
وتأتي هذه التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، بينما لم تحقق بعد المفاوضات في فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي تقدماً كبيراً، وتنفي إيران السعي إلى صنع أسلحة نووية، وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.
لكن مطالب كبيرة قدمتها حكومة إيران الجديدة خلال المحادثات زادت شكوك الغرب في سعي طهران لكسب الوقت، فيما تطوّر برنامجها النووي.
>> يمكنك متابعة المزيد من أخبار العالم الان عبر موقع الميدان اليمني.
تابعنا عبر جوجل نيوز لتصلك آخر الأخبار