الميدان اليمني – متابعة خاصة
أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، إطلاق عشرات الصواريخ في محيط مواقع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا، ردا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان، فيما دوت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى وهضبة الجولان.
وأصدر حزب الله اللبناني الجمعة بيانا يعلن فيه إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في تصعيد وصفته الأمم المتحدة بأنه “خطير”.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبنّى فيها حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في لبنان والمدعومة من إيران، استهداف مواقع إسرائيلية، منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019.
وقال الحزب في بيان إنه “عند الساعة 11:15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة وردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي قامت مجموعات في المقاومة الإسلامية بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.
ودوت انفجارات في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، تبعها تصاعد أعمدة دخان من منطقة مزارع شبعا، قبل أن ترد القوات الإسرائيلية بقصف مدفعي عنيف على المنطقة.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن صفارات الإنذار أطلقت اليوم الجمعة في عدة بلدات إسرائيلية في شمالي البلاد.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن القبة الحديدية لم تسقط كل الصواريخ وإن قسما منها سقط في مناطق مفتوحة في الجولان.
הירי לצפון | לפי הערכה ראשונית, הירי בוצע מדרום לבנון@rubih67 @ItayBlumental pic.twitter.com/GukdLQXWcs
— כאן חדשות (@kann_news) August 6, 2021
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن دخانا يتصاعد من منطقة مزارع شبعا المحتلة، وقد تبنى حزب الله قصف أراض مفتوحة في محيط مواقع إسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أن “أكثر من 10 صواريخ أطلقت من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، معظم الصواريخ اعترضها نظام الدفاع الجوي”، مضيفا أن الصواريخ الأخرى سقطت في مناطق غير مأهولة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله، وأنها ردت عليه بقصف مدفعي مؤكدا عدم رغبته بالتصعيد على الحدود، بموازاة إعلان استعداده لذلك وذلك على وقع توتّر تشهده المنطقة الحدودية منذ يومين.
وأضاف إن البلدات المجاورة للحدود اللبنانية، تعيش “حالة اعتيادية كاملة”.
ومن جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالمدفعية مناطق جنوبي لبنان ردا على إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية.
وبعد فترة توقف تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق مفتوحة في محيط تلال كفرشوبا اللبنانية.
وأفادت وسائل إعلام أن القوات الإسرائيلية تستخدم القذائف الفوسفورية في قصف محيط تلال كفرشوبا، وأفاد باندلاع حرائق جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت أن مقاتلات حربية إسرائيلية حلقت بكثافة في أجواء منطقة العرقوب (جنوبي لبنان).
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية عقدت اجتماعات وبداءت مشاورات عسكرية بحضور نفتالي بينيت وبيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي.
واعتبرت صحيفة هآرتس أن مجرد تمكّن حزب الله من إطلاق أكثر من 10 صواريخ على الأراضي الإسرائيلية دون أن تعرف المخابرات بذلك قبل الإطلاق، يجب أن يقلق الجيش الإسرائيلي.
وقالت إنه كان يجب إحباط مثل هذا الحادث حتى قبل الإطلاق. و”هناك خلل في العمليات والاستخبارات، ويجب على الجيش الإسرائيلي فحص ذلك”.
“وضع خطير جدا”
وحذرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجمعة من “وضع خطير جدا” على وقع التصعيد. وأعلنت في بيان أن “قواتنا رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطير جدا”، وحثت “جميع الأطراف على وقف إطلاق النار”.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمنون شيفلر لصحافيين “لا نرغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكننا بالطبع مستعدون لذلك”. وأضاف “سنعمل ما هو مطلوب”.
والخميس، شنّت القوات الإسرائيلية للمرة الأولى منذ سنوات غارات جوية على جنوب لبنان ردا على إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاهها، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
وفي تصريح، أكد الجيش الإسرائيلي أن آخر غاراته الجوية المعلنة على لبنان تعود للعام 2014 ووقعت في أعقاب تبادل لإطلاق النار شهدته المنطقة الحدودية. واستهدفت تلك الغارات الحدود مع سوريا.
ولم تستهدف إسرائيل بغارات جوية منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجنوب اللبناني.
ويعود آخر توتر عسكري بين الطرفين إلى العام 2019 حين استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية في هجوم قال إنه رد على هجومين “إسرائيليين” ضدّه في سوريا ولبنان.
وكان حزب الله توعد في حينه بالرد على مقتل اثنين من عناصره في آب/أغسطس 2019 في غارة إسرائيلية قرب دمشق، كما اتهمها بشنّ هجوما بطائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية، معقله في بيروت.