الميدان اليمني – متابعة خاصة
بعد غياب أي أخبار عنها لعدة أشهر، نُشرت صورة حديثة تُظهر الشيخة لطيفة “المفقودة”، ابنة الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي، على حساب عبر موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام.
وأثارت الصورة متداولة للشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، جدلا واسعا بين النشطاء على مواقع التواصل بعد تقارير عن احتجاز والدها لها وأخرى عن تعرضها للتعذيب والقتل.
الصورة، التي تم تحميلها على انستغرام قبل يومين، يبدو أنها التقطت في “مول الإمارات” بدبي. وقد تم نشر الصورة على حساب سيونيد تايلور العضو السابق في البحرية الملكية البريطانية، التي تمكنت رادها ستيرلينغ، مُؤسسة مجموعة “معتقل في دبي”، من تحديد هوية السيدة.
وتظهر الصورة الفتاة التي يفترض أنها الشيخة لطيفة، في مول الإمارات، تجلس برفقة فتاتين غربيتي المظهر، ويظهر خلفهم إعلان عرض سينمائي لفيلم “ديمون سلاير”، الذي أطلق في الإمارات أول أيام عيد الفطر في 13 من أيار/مايو الجاري.
الشيخة لطيفة في مول الإمارات
وفي البداية نشر حساب باسم “ليندا” الصورة، التي كان متاحًا لأي شخص مطالعتها، قبل تحول الحساب من عام إلى خاص.
وقالت رادها ستيرلينغ أن الصورة يظهر فيها الشيخة لطيفة ومدربة للقفز بالمظلات، إضافة إلى سيونيد تايلور.
وأضافت ستيرلينغ: “نسعى للحصول على توضيح من دبي ونأمل أن تكون لطيفة بخير. إذا افترضنا أن الصورة أصلية، فهذا يشير إلى أن الإمارات تنوي ربما السماح للطيفة بالعودة إلى الحياة العامة كما ورد في بيانهم الأخير”.
في حين يبدو أن الصورة تم التقاطها خلال فترة جائحة فيروس كورونا، وذلك لظهور كمامات على الطاولة التي جمعت الشيخة لطيفة مع السيدتين.
ونقلت بي بي سي عن كينيث روس من منظمة هيومان رايتس ووتش، قوله إنه بافتراض أن الصورة حقيقية، فقد يعتبر ذلك “دليلا على أن الشيخة لطيفة حية، لكنه لا يوضح حالتها النفسية أو الجسدية ولا ظروف حياتها وحريتها الشخصية”.
من جانبه، قال ديفيد هاي، المؤسس المشارك لحملة Free Latifa و Detained International ، لشبكة سكاي نيوز الأمريكية: “نؤكد وجود العديد من التطورات الهامة والإيجابية المحتملة في الحملة.
وتابع “لا ننوي تقديم المزيد من التعليقات في هذه المرحلة ، سيصدر بيان آخر في الوقت المناسب”.
اختفاء الشيخ لطيفة
هذا وأثار اختفاء لطيفة عن الحياة العامة مخاوف بشأن سلامتها بعد أن زُعم أن والدها الزعيم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كان يحتجزها في الحبس الانفرادي.
وانتشرت رسائل فيديو مسجلة سرا في وقت سابق من هذا العام تظهر لطيفة تقول أنها محتجزة ضد إرادتها منذ عام 2018.
وتم القبض على الأميرة البالغة من العمر 33 عامًا أثناء محاولتها الفرار عبر بحر العرب. ويُزعم أن الكوماندوز خطفوا لطيفة وأعادوها إلى والدها في دبي.
ويأتي أسرها بعد اختطاف أختها الأميرة شمسة ، 39 عاماً.
وفي عام 2000 ، فرت شمسة من ملكية عائلتها في Longcross في سيارة رينج روفر.
ولكن تم إحباط محاولة هروبها عندما تم انتزاعها من شوارع كامبريدج ونقلها إلى دبي على متن طائرة خاصة.
وكانت حكومة بوريس جونسون واجهت ضغوطاً لمحاولة التدخل في قضية لطيفة.
ووصف وزير الخارجية دومينيك راب الشريط بأنه “مقلق للغاية”. لكن مجلس اللوردات قيل له في فبراير / شباط إن المملكة المتحدة لم تجر أي تحقيقات دبلوماسية بشأن وضع لطيفة.
ويشار إلى أنه في أحد المقاطع التي سجلتها الأميرة قبل بضعة أشهر، شرحت كيف أُعيدت قسراً إلى دبي بعدما قاومت وقاتلت.
وبينت تعرضها إلى الضرب والتخدير والاستجواب حتى نُقلت إلى مكان شديد الحراسة وانها محرومة من استنشاق الهواء النقي حتّى.
ولفتت إلى وجود خمسة عناصر من الشرطة في الخارج وشرطيتين رفقتها داخل الفيلا.
وأضافت: “أشعر بالقلق على سلامتي وحياتي كل يوم (…) أخبرني عناصر الشرطة أنني سأظل في السجن طوال حياتي وأنني لن أرى الشمس من جديد”، موضحةً أن “الوضع يزداد يأساً كل يوم”.
ونبّهت شبكة (بي بي سي) على أن مقاطع الفيديو الأخيرة سُجّلت على مدى عدة أشهر على هاتف حصلت عليه “لطيفة” سراً، بعد نحو عام من القبض عليها وإعادتها إلى دبي قسراً، وأن أصدقاءها اتخذوا قرار بث اللقطات في هذا التوقيت لانقطاع التواصل معها وقلقهم على حياتها.
وقالت تينا جاوهاينين، صديقة الأميرة لطيفة التي كانت تدربها على “الكابويرا” لفنون القتال، وشاركتها في محاولة الهرب، لـ BBC: “إن وقتاً طويلاً مرّ منذ انقطاع الاتصال بلطيفة”.
واشارت إلى أنها قررت نشر المقاطع عقب تفكير طويل وتابعت: “أشعر أنها تريدنا أن نكافح من أجلها، ولا نستسلم”.
حاولت لطيفة الهرب مرتين سابقاً، للتخلص من حياة تقول إنها حرمت فيها من فعل أي شيء تريده بحرية. الأولى – بحسب BBC- حين كانت في عمر الـ16 عام 2011.
والثانية في 24 شباط/ فبراير عام 2018. وفي المرتين رافقتها جاوهاينين وكان رجل الأعمال الفرنسي هيرفي غوبير في انتظارهما قبل تمكن الكوماندوز الإماراتي من العثور على الأميرة وإعادتها.
روت الأميرة هذه التفاصيل في مقطع بُث للمرة الأولى عام 2018، وتسبب في صدمة لكشفه الوجه الآخر لأحد أغنى حكام الإمارات، بن راشد، الذي كان اسمه وسيرته قد ملآ السمع والبصر بالإنجازات التي حققها في تحويل مدينة دبي إلى إحدى أهم الوجهات السياحية والتجارية العالمية.
ويقود أصدقاء الأميرة حملة لم تتوقف لإطلاق سراحها – #FreeLatifa – منذ ذلك الحين.
من حمام غرفتها، وعلى مدى بضعة أشهر، سجلت الأميرة لطيفة ما تعرضت له منذ إعادتها إلى الإمارات واعتقالها قسراً. قرر أصدقاؤها نشر اللقطات قبل أشهر لانقطاع التواصل بها وقلقهم على سلامتها.
وحظيت اللقطات الجديدة للأميرة لطيفة، وقتها باهتمام عالمي وتعالت الدعوات إلى تحرك الأمم المتحدة للتحقيق والحفاظ على سلامة الأميرة الشابة.
وفي أول رد فعل رسمي، قال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إنه سيستجوب مسؤولي الإمارات بشأن الأميرة لطيفة. وذكر متحدث أن مجموعة العمل الأممية المعنية بالاحتجاز التعسفي قد تبدأ تحقيقاً عقب تحليل مقاطع الفيديو التي تتحدث فيها لطيفة.
ويعدّ ظهور المقطع الأخير للشيخة لطيفة محرجاً بشكل خاص للأمم المتحدة، إذ مع تزايد المخاوف بشأن مصير الأميرة الشابة في 2018، قامت مبعوثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان آنذاك، ميري روبنسون، بزيارة للعائلة لتقصي وضعها في العام نفسه. بعد الزيارة، وصفت روبنسون لطيفة بأنها “شابة مضطربة”، قائلةً إن أسرتها تعتني بها.
أخيراً، دافعت روبنسون عن نفسها زاعمةً أن “أسرة الشيخة لطيفة خدعتها بشكل مروع” بعدما أخبرتها بأن لطيفة كانت تعاني “الاضطراب الثنائي القطب”.
وأوضحت الخبيرة الحقوقية الدولية: “أشعر بقلق إزاء مصير لطيفة. لقد مر كثير من الوقت، ولذا أعتقد أن الموضوع يجب أن يخضع لتحقيق”.
تحرك الأمم المتحدة يأتي في ظل تغير في المشهد الدولي تقوده إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي يشدد منذ تسلم منصبه على عدم التسامح مع خروق حقوق الإنسان. وهذا ما ينذر بفتح ملفات مسكوت عنها، بعضها يتصل بالعائلات الاكثر نفوذًا وثراءً في الخليج.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية البريطانية قبل أشهر القضية بـ”المثيرة للقلق”، مؤكدةً نيتها متابعة التطورات عن كثب برغم عدم وجود صلة لها بالأمر.
يذكر أن بن راشد تعرضت سمعته لضربة قاسية، ولا يزال في قلب دعوى حساسة أخرى تتعلق بالعنف الأسري أمام المحكمة العليا البريطانية.
وكانت زوجته السادسة الأميرة هيا بنت الحسين، قد فرت رفقة طفليها منه عام 2019 ثم تقاضى الطرفان حول حضانة الطفلين.
وفي آذار/مارس عام 2020، قضت المحكمة البريطانية لصالح هيا الحسين – شقيقة ملك الأردن- وطرح أثناء المحاكمة أن حاكم دبي أمر بخطف اثنتين من بناته، هما لطيفة وشقيقتها الكبرى الأميرة شمسة.