أسامة بن لادن

تفاصيل وحقائق تعرفها لأول مرة.. العثور على مفاجأة صادمة داخل المخبأ السري لـ”أسامة بن لادن” وهذا ما حدث عند اقتحامه (شاهد)

الميدان اليمني – وكالات

قبل مقتله في 2 مايو/أيار 2011، كان زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن، يعيشُ ضمن مجمع كبير في منطقة أبوت آباد – باكستان.

ففي المرحلة التي سبقت اكتشاف وكره ومقتله، كان الكثيرون يظنون أن بن لادن يتنقل من كهف إلى آخر ويعيش في منطقة قبلية نائية في باكستان. غير أن الحقيقة هي أن منزل بن لادن في أبوت آباد كان كبيراً، وتشاركه فيه العديد من الزوجات والأطفال وحفنة من التابعين له.

8 حقائق عن مخبأ أسامة بن لادن الأخير

وفي السياق، نشر موقع “history” مجموعة من الحقائق عن مخبأ أسامة بن لادن السري، والذي اقتحمته القوات الأمريكية في العام 2011 في عملية نوعية كشفت الكثير من الأسرار.

1- استقرار بعد هروب

بعد أحداث 11 أيلول في أميركا، أمضت عائلة بن لادن عدة سنوات تهرب من مكان إلى آخر بما في ذلك مدينة بيشاور الحدودية. إلا أنه بعد وقت من الزمن، اختار أنصار بن لادن أن تستقر العائلة، وكان ذلك في منطقة أبوت آباد التي زارها أسامة بن لادن وأحبّها.

وفي العام 2004، دفع صديق بن لادن المقرب إبراهيم سعيد أحمد (الاسم الحركي أبو أحمد الكويتي) ما مجموعه 48000 دولار للحصول على حفنة من الأراضي الصغيرة المجاورة للمخبأ، والتي كانت تشكل معاً فداناً تقريباً.

وقال المؤلفان أدريان ليفي وكاثرين سكوت كلارك في كتابهما الصادر عام 2017 “The Exile: The Flight of Osama bin Laden”، إن ابراهيم أحمد، الذي أطلق على نفسه اسم ““محمد أرشد” زعم أنه كان يشتري الأرض لعمه الذي يفر من نزاع دموي.

2- بناءٌ كبير وغير عادي

استأجر محمد أرشد شركة معمارية محلية لوضع خطط لبناء مبنى كبير من طابقين في العقار. وفعلياً، فإن الطابق الأرضي ضمّ 4 غرف نوم و 3 حمامات بالإضافة إلى مطبخ. أما الطابق الثاني فكان يحتوي على 4 غرف نوم و 4 حمامات. ولاحقاً، أضيف طابق ثالث والذي أصبح مكان إقامة أسامة بن لادن، وقد ضم غرفة نوم إلى جانب مكتب وحمام صغير ومطبخ.

وكان حجم المنزل الجديد غير عادي، لكن السمات التي أذهلت السكان المحليين كانت جدرانه. وفي الواقع، فقد طلب محمد أرشد من عامل بناء محلي، تشييد جدار بارتفاع 7 أقدام حول أحد المباني، ثم جدار سميك بارتفاع 18 قدماً حول المجمع بأكمله، تعلوه أسلاك شائكة.

مخبأ أسامة بن لادن الأخير في آبوت أباد

3- عدد الأشخاص الذين عاشوا في المخبأ غير واضح

أصبح المجمع معروفاً للسكان المحليين باسم وزيرستان هافيلي بسبب لهجة محمد أرشاد وشقيقه إبراهيم. ووفقاً لـ”history”، فإن هذين الرجلين كانا ينتميان إلى القاعدة، ولعبا دوراً في احتضان بن لادن ورعايته داخل المجمع، وكانا بمثابة جسراً بينه وبين العالم الخارجي. وفي بادئ الأمر، انتقل أرشاد وشقيقه مع عائلتيهما إلى المجمع، وبحلول نهاية العام 2005 وصل أسامة بن لادن ومعه 3 من زوجاته على الأقل والعديد من الأطفال الصغار إلى المكان. أما أبناء أسامة بن لادن الاكبر سناً وأزواجهم وأطفالهم، فزاروا المخبأ طوال السنوات القادمة.

4- عيشٌ في عزلة شديدة واكتفاء ذاتي

كان الساكنون في مخبأ بن لادن يتمتعون باكتفاء ذاتي وذلك لتقليل الاتصال بالعالم الخارجي. وفعلياً، كان المجمع يفتقر الى الهاتف أو خدمة الانترنت التي يسهل تتبعها، لكنه كان يحتوي على اطباق استقبال ترددات الاقمار الاصطناعية، الأمر الذي يسمح للساكنين بمشاهدة التلفاز.

كذلك، قام سكان المبنى بإحراق القمامة الخاصة بهم بدلاً من تجمعيها. ومع هذا، قام خالد نجل أسامة بن لادن بالكثير من أعمال الصيانة، وكان للمجمع دجاج وماعز وأرانب ونحل وبقر وحدائق.

وعاشت عائلة بن لادن منعزلة حتى عن أرشاد وشقيقه ومن معهما، إذ كان يفصل بينهم باب حديدي مقفل وموصود بالأقفال. ومع هذا، كان الشقيقان يغادران المجمع لأداء المهمات والذهاب إلى المسجد وأحياناً حضور الجنازات أو حفلات الزفاف أو الاحتفالات المحلية الأخرى. كذلك، فإن الأطفال المحليون مُنعوا من دخول المجمع، وعندما ركل أحدهم عن طريق الخطأ الكرة فوق السياج المحيط، أعطاه شخص من حاشية بن لادن داخل المجمع، مبلغاً من المال يزيد عن ضعف المبلغ المطلوب للحصول على كرة جديدة وذلك بدلاً من السماح له باسترداد الكرة المفقودة.

5- حياة بسيطة داخل المجمع مع لمسات غربية

كان سكان المجمع يعيشون من دون مكيفات هواء في الصيف. ومع هذا، كان أرشاد وشقيقه يشتريان الكثير من الحاجيات من السوق المحلية، بما في ذلك الكوكاكولا والبيبسي والحلوى. كذلك، جرى تخزين بعض الأدوية في المجمع، كما تضمن حاسوب أسامة بن لادن أفلام “ديزني” وألعاب فيديو أمريكية شهيرة. ومع هذا، كان بن لادن يستخدم صبغة لتغطية الشيب في شعره ولحيته.

6- أسامة بن لادن بقي محصوراً في مساحة صغيرة

أصبحت 2 من الغرف في الطوابق العليا من المجمع، المركز الإعلامي لبن لادن. على الجزء الخلفي من الباب، علق بن لادن الثوب (رداء الرجل العربي) الذي كان يرتديه أثناء تصوير مقاطع الفيديو لتوزيعها على المتابعين. كذلك، استقرت بندقية كلاشينكوف على رف فوق الباب، كانت الستائر الصفراء المزهرة تحجب الغرفة عن عيون فضولية، في حين امتلأت الجدران بمئات الأشرطة سواء أكانت صوتية أم فيديو. ومع هذا، كرس بن لادن ساعات كل يوم لرصد أخبار الصراع في كل من العراق وأفغانستان.

7- استخدام الحيل للتهرب من السلطات المحلية

أخفى محمد أرشاد وشقيقه عدد الأشخاص الذين يعيشون في المجمع، من خلال التأكد من تركيب ما لا يقل عن 4 عدادات كهربائية منفصلة.

ومع ذلك، خلص تقرير مجلس التحقيق الباكستاني إلى أن بن لادن كان محظوظاً للغاية لأنه لم يصادف أي شخص ملتزم بأداء وظيفته بأمانة، كما أنه ما من أحد تابع بناء طابق ثالث إضافي في المجمع من دون رخصة بناء.

8- خلافات داخل المجمع

حتى عندما كان الأمريكيون يستعدون لشن هجومهم على المجمع، كانت العلاقات تنهار داخل أسواره. لقد أصيب الأخوان أرشاد بالارهاق الشديد من خلال تلبية احتياجات عائلة بن لادن وأفرادها الآخرين الذين تزايد عددهم بكثرة. وعندها، حذر الأخوان أرشاد بن لادن، وأشارا إلى أنهما سيبحثان عن موالين ليحلوا محلهما في أدوارهما كسكرتير/حارس/ساعي/منسق مع العالم الخارجي، على أن يوافق بن لادن على عدم إضافة زوجة رابعة أو زيادة عدد الأشخاص الذين كان على الاخوين أرشاد تولي مسؤوليتهم.

وقبل حل النزاع بالكامل وإنشاء نظام جديد، وصل القوات الأمريكية الخاصة إلى المجمع، وتوفي بن لادن ومعه محمد أرشاد وشقيقه وبعض أفراد أسرهم.