الميدان اليمني – وكالات
استبقت روسيا انتخابات الأسد، التي يعتزم إجراءها منتصف العام الجاري، بضربة قوية وإعلان غير متوقع، قد يتسبب بقلب الطاولة على نظامه.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مشاركته في مؤتمر “الشرق الأوسط” لنادي “فالداي الدولي للحوار” المنعقد في العاصمة موسكو، أنه لا يمكن لنظام الأسد إجراء أي انتخابات في البلاد.
وأضاف “لافروف” أن “إجراء تلك الانتخابات يتطلب التوصل إلى دستور جديد لسوريا”، وهو ما لم يتم رغم الجولات التي عقدتها اللجنة الدستورية السورية، مشيرا إلى أن النزاع في سوريا يبدو أنه في وضع مجمد، وأن استمراره على النحو الذي هو عليه الآن يهدد بانهيار الدولة السورية، وفقًا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأشار لافروف إلى أن القرار الاممي لا يشترط صياغة دستور في سوريا قبل تنظيم الانتخابات، وأن هناك اتفاقاً على أن تتضمن الجولة المقبلة للجنة الدستورية السورية عنصراً جديداً يميزها عن كافة الجولات السابقة، مضيفاً أن موسكو تعمل عبر اتصالاتها مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن وممثلي الحكومة والمعارضة السوريين، على دفع الأطراف للتقارب.
وقال: “الاجتماع المقبل للجنة الدستورية الذي كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان ولا نزال نأمل في إمكانية إجرائه في موعده، يتوقع أن يكون جديداً نوعياً، لأنه للمرة الأولى تم الاتفاق على يعقد رئيسا وفدي الحكومة والمعارضة خلاله لقاء مباشراً فيما بينهما”.
وأضاف لافروف أن بيدرسن عبر عن ترحيبه بهذا الاتفاق، “الذي ساعدت روسيا في التوصل إليه ونأمل بأن يتحقق”. وكان بيدرسن قد أكد الثلاثاء أنه يعمل على إجراء اتصالات من أجل تنظيم جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
ويقول وزير الخارجية الروسي لافروف إن النزاع في سوريا، في وضع مجمد قد يهدد بانهيار الدولة السورية، وهو ما ترجمه الباحث السياسي فراس فحام بمجموعة إشارات تدلل على إفلاس خيارات موسكو حيث قال “لم يعد أمام روسيا ما تفعله” فعلى الصعيد الميداني اصطدمت بالانتشار العسكري التركي والأمريكي شمال غربي سوريا وشمال شرقها، مما أفقدها القدرة على الحسم العسكري.
وعلى الصعيد السياسي لم تتمكن روسيا من فرض فتح معابر تكون بمثابة متنفس للنظام السوري، ولم تحدث أي اختراق في ملف تعويم النظام عربياً، كما أنها لم تحصل على نتائج مرضية من قمتها الثلاثية مع قطر وتركيا، فضلاً عن تصاعد الضغط الأمريكي.
ويبدو أن التصريحات الروسية تشير حسب رؤية فحام، إلى تهديدات مبطنة بانهيار الدولة السورية، بالتالي مفاقمة الوضع الإنساني وموجات لجوء جديدة غير مرغوبة بالنسبة للدول المانحة وخاصة أوروبا، وتخويف مبطن بتفشي الحالة الميليشيوية جراء غياب مؤسسة عسكرية رسمية، مما يعني تهديد الخليج وإسرائيل بالميليشيات الإيرانية.
وتأتي التصريحات الروسية بعد موقف غربي وأمريكي حاسم من إجراء الأسد للانتخابات الروسية، حيث توعدت معظم دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بعدم الاعتراف بأي انتخابات يجريها الأسد في ظل الظروف الحالية.
الجدير بالذكر أن روسيا حاولت مرارًا إعادة إنتاج النظام، وخصوصًا في الفترة الأخيرة، عبر جولة قام بها وزير الخارجية “لافروف” لعدد من البلدان بهدف إعادة التطبيع مع الأسد، والسماح بعودة عضويته للجامعة العربية، لكن معظم تلك الجهود باءت بالفشل.