الميدان اليمني – متابعة خاصة
هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برد، لا يمكن تخيله، في حال تضررت بلاده من سد النهضة الذي بنته إثيوبيا حول النيل، ويثور خلاف بين الدول المعنية حول قواعد ملئه وتشغيله.
وقال الرئيس “نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر، وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد”.
ولفت السيسي إلى أنه لم يسبق له أن تحدث بهذه اللهجة، وأنه لا يهدد، ولكن “المساس بمياه مصر خط أحمر… ومن يريد أن يجرب فليجرب”.
وأضاف أنه لا بد من التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لتعبئة وتشغيل سد النهضة. وقال “إذا تأثرت إمداداتنا من المياه فإن رد مصر سيتردد صداه في المنطقة”.
وشدد الرئيس المصري على أن العمل العدائي “قبيح” وله تأثيرات كبيرة تمتد لسنوات طويلة. وقال “التفاوض هو خيارنا” بشأن سد النهضة.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري ألمح قبل أيام، إلى أن بلاده قد تلجأ مجددا إلى مجلس الأمن بشأن ملف سد النهضة، معتبرا في الوقت ذاته أنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق.
وقال شكري في تصريحات متلفزة: “ما زالت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة، ومنع التوتر والتعقيد في العلاقة الثلاثية (بين مصر وإثيوبيا والسودان)، إذا ما كانت هناك نوايا خالصة للوصول إلى اتفاق”.
وتابع: “لدينا المسار الأفريقي في التفاوض، ونحن نعول عليه ونثق في حكمة رئيس الكونغو الديمقراطية وقدرته على رعاية المفاوضات خلال المرحلة المقبلة“، مؤكدا أن مصر ”ستتعامل بنفس درجة المرونة والانفتاح، ولكن في حدود ما تستطيع أن توفره للجانب الإثيوبي”.
وأشار إلى أن “اللجوء مرة أخرى إلى مجلس الأمن في ملف سد النهضة أحد السيناريوهات المطروحة”.
الموقف الإثيوبي
وسبق تصريح السيسي، تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، قال فيها إن بلاده أكدت للمبعوث الأميركي دونالد بوث ضرورة بناء مفاوضات سد النهضة على مرجعية اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015.
وشدد مفتي على حق إثيوبيا بالتنمية والاستفادة من نهر النيل كونها الرافد الرئيسي لمياهه.
وأضاف مفتي في مؤتمر صحفي أن أديس أبابا تحترم القوانين الدولية للمياه، وتؤكد على ضرورة حل أي خلاف عبر القنوات الدبلوماسية.
ويلتقي بوث وممثل الاتحاد الأوروبي بالخرطوم روبرت فاندول مع وزراء الطاقة والمالية والعدل السودانيين، وذلك في إطار مهمتهما التي تستمر حتى يوم غد الأربعاء، والتي تهدف إلى دفع مسيرة السلام ودعم التحول الديمقراطي في السودان، وبحث أزمة سد النهضة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن المبعوثين الأميركي والأوروبي استعدادهما للتوسط في أزمة سد النهضة، وأكدا على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن لإثيوبيا التمتع بالكهرباء، وللسودان سلامة أراضيه وتأمين سدوده، ولمصر حقوقها المائية.
ودخلت السودان ومصر في محادثات غير مثمرة مع أثيوبيا بخصوص سد النهضة، منذ أن بدأت العمل فيه عام 2011.
وتقول إثيوبيا التي حققت أهداف العام الأول في تخزين المياه، إنها ستمضي قدما في ملء خزان السد سواء توصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق فيما بينها أم لم تتوصل.
ويعد نهر النيل عصب الحياة في 10 دول يعبرها، إذ يوفر لها المياه والكهرباء.
ويخشى السودان ومصر من أن يجفف السد مواردهما المائية.
وتعتمد مصر على نهر النيل في الحصول على حوالي 97 في المئة من مياه الري ومياه الشرب، وتعتبر سد النهضة تهديدا للحياة فيها، بينما ترى إثيوبيا أن المشروع ضروري لتزويدها بالكهرباء ولتحقيق مشروعات التنمية فيها. وتطالب بما تسميه استفادة عادلة من مياه النيل.
ويلتقي النيل الأبيض والنيل الأزرق في الخرطوم قبل أن يعبر مصر ليتدفق نحو البحر الأبيض المتوسط.