الميدان اليمني – وكالات
عززت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها العسكرية في منطقة الخليج العربي بشكل لافت ومتسارع، خاصة مع استقدامها للغواصة النووية (جورجيا) رفقة حاملتي طائرات، في تأهب عسكري واضح يرسم ملامح عملية عسكرية محتملة ضد إيران بمساندة إسرائيلية.
ودخلت الغواصة النووية الأمريكية “يو إس إس جورجيا” التي تعد الأقوى في العالم في وقت سابق هذا الأسبوع، محملة بصواريخ “توماهوك” وسفينتين حربيتين إلى مياه الخليج بعد مدة وجيزة من إعادتها حاملة طائرات إلى هناك وتحليق قاذفتين إستراتيجيتين في أجواء المنطقة.
وتأتي هذه التحركات وسط تكهنات بعمل عسكري أميركي محتمل ضد إيران قبل رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
فقد أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية أن غواصة الصواريخ الموجهة (يو إس إس جورجيا) (USS Georgia) التي تعمل بالطاقة النووية عبرت مضيق هرمز إلى الخليج، إلى جانب السفينتين الحربيتين اللتين تحملان صواريخ موجهة (يو إس إس بورت رويال) و(يو إس إس فلبين سي).
وقالت القيادة -في بيان- إن وجود غواصة الصواريخ الموجهة “يو إس إس جورجيا” في منطقة عمليات الأسطول الخامس للولايات المتحدة يظهر قدرة البحرية الأميركية على الإبحار والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي.
وأضافت أن الغواصة قادرة على دعم العمليات الروتينية والطوارئ، مشددة على أن وجودها في المنطقة يظهر التزام الولايات المتحدة تجاه الشركاء الإقليميين والأمن البحري.
وتابعت أنها تتوفر على مجموعة كاملة من القدرات للبقاء على استعداد للدفاع ضد أي تهديد في أي وقت. ونشرت البحرية الأميركية صورا للغواصة منفردة ومع سفن حربية أثناء عبورها مضيق هرمز.
ووفق القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، فإن الغواصة مزودة بقدرات اتصالات فائقة وقدرة على حمل ما يبلغ 154 صاروخ كروز للهجوم الأرضي من طراز توماهوك.
من جانبها، أفادت تقارير إعلامية في واشنطن بإن الغواصة النووية “يو إس إس جورجيا” تحمل 66 فردا من القوات الخاصة.
وأضافت أن من الواضح أن هذا التحرك يأتي في سياق رسائل الردع التي تبعث بها إدارة ترامب إلى إيران.
وأشارت إلى أن إرسال الغواصة والسفينتين الحربيتين يأتي قبيل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني مطلع يناير/كانون الثاني الماضي عن طريق غارة جوية أميركية استهدفته عقب وصوله إلى مطار بغداد الدولي.
وأوضحت أن هذا التحرك يتزامن مع تطورات من بينها إطلاق 8 صواريخ على المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية ببغداد، واقتراب موعد خفض القوات الأميركية في العراق إلى 2500 جندي.
وأفادت التقارير من واشنطن بأنها المرة الأولى منذ سنوات التي تعلن فيها واشنطن دخول إحدى غواصاتها منطقة الخليج.
وفي خطوة موازية أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، عبور غواصة عسكرية إسرائيلية قناة السويس إلى البحر الأحمر الأسبوع الماضي، وذلك بالتنسيق مع السلطات المصرية بسبب التوتر بين إسرائيل وإيران ولمنع أي محاولة رد إيرانية، حيث نقلت قناة “كان” عن مسؤولين استخباراتيين قولهم إن “إسرائيل حاولت من خلال هذا الوجود البحري نقل رسالة إلى طهران”.
وزاد التوتر عقب مقتل العالم الإيراني فخري زادة الشهر الماضي، بعملية اغتيال وسط طهران، وتوعدت إيران برد “حاسم ومزلزل” على قتلة زادة بعد أن وجهت أصابع الاتهام لواشنطن وحليفتها تل أبيب بالوقوف وراء العملية.
وحذرت الإدارة الأمريكية حينها من ردة فعل إيرانية قد تطال جنودها في الشرق الأوسط وخاصة في العراق، وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” فإن ترامب أبلغ مستشاريه استعداده إصدار أوامر برد مدمر إذا قتل أي أمريكي بهجمات منسوبة لإيران بالعراق، تزامنا مع نقل حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى.
ورفعت القوات الأمريكية والإسرائيلية تأهبها العسكري خلال الأيام الماضية تحسبا لأي هجمات إيرانية متوقعة على مواقعها العسكرية والدبلوماسية، مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل قائد فليق القدس الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية في بغداد، وفي الأيام الأخيرة لحكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتوعد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي في وقت سابق من الأسبوع الجاري بالرد على أي هجمات إيرانية تطال قواته في المنطقة.
وقال في تصريحات صحفية خلال زيارة مفاجئة للعراق وسوريا، “نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا وأصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، والرد على الهجمات المتوقعة إن اقتضى الأمر”، مضيفا “أرى أننا في وضع جيد جدا وأننا سنكون مستعدين مهما قرر الإيرانيون وحلفاؤهم أن يفعلوا”.
وتزامنت التصريحات مع استهداف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد بالصواريخ الأحد الماضي وأسفرت عن أضرار مادية، ليكون الهجوم الثالث على مبان عسكرية ودبلوماسية أمريكية في العراق منذ توقيع (هدنة) مع القوات العراقية الموالية لإيران في تشرين الأول الماضي.
تلك التطورات تأتي في سياق ضغوط أمريكية وإسرائيلية تجاه إيران ومع توقعات أمريكية بشن إدارة الرئيس دونالد ترامب عملية عسكرية موسعة ضد إيران في الأيام الأخيرة لولايته الرئاسية.
وقبل أقل من أسبوعين، حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز “بي-52” (B-52) فوق مياه الخليج، وحينئذ أكد قائد عسكري إيراني أنهما حلّقتا على بعد 150 كيلومترا من المجال الجوي الإيراني.
وقبل ذلك بأيام أمرت واشنطن حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس نيميتز” (USS Nimitz) مع مجموعتها من السفن الحربية بالعودة إلى منطقة الخليج، وتمت هذه الخطوة في سياق توتر أعقب اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
لكن ناطقة باسم البحرية الأميركية نفت أن تكون هذه العودة مرتبطة بأي “تهديدات” بعد اغتيال فخري زاده في عملية تعهدت طهران بالرد عليها.
وردا على التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة، قالت إيران إنها ترصدها، وإنها سترد بشكل صارم في حال تعرضت لأي اعتداء.
وتتحدث تقارير إعلامية عديدة عن إمكانية أن يقدم ترامب في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض على توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو احتمال يأخذه مسؤولون ومشرّعون أميركيون على محمل الجد.