تركيا تكشف عن سيارتها المحلية.. هذه أبرز خصائصها

قالت تركيا إنها تخطط لإنتاج ما يصل إلى 175 ألف سيارة سنوياً بموجب مشروعها لتصنيع سيارات كهربائية محلياً، وأن يستقطب استثمارات بقيمة 22 مليار ليرة (3.7 مليارات دولار) على مدى 13 عاما.
وكشفت أنقرة اليوم الجمعة، عن نموذجين أوليين للسيارة المحلية، في ولاية قوجة إيلي، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال أردوغان خلال مراسم التعريف بالسيارة وفقا لوكالة “الأناضول”، إننا “نشهد يومًا تاريخيًا بالنسبة إلى تركيا التي يتحول حلمها إلى حقيقة بعد 60 عامًا”، مشيرا إلى أن أكثر من 100 مهندس تركي واصلوا ليلهم مع نهارهم لانجاز مشروع السيارة المحلية.
وأعرب عن طموح تركيا لامتلاك سيارة مجبولة بجهود مصممين ومهندسين أتراك ومنتجة بتكنولوجيات محلية، توصل اسم تركيا للعالم أجمع، مشددا على أن تركيا لم تعد مجرد سوق للتكنولوجيات الجديدة بل باتت من ضمن البلدان المنتجة والمصدرة لها للعالم بأسره.

وشدد على أن بلاده “لم تحصل على ترخيص أو تفويض من أي جهة في مشروع السيارة المحلية فنحن من نحدد جميع أنواع الخصائص الفنية للسيارة بأنفسنا”، والتي وصفها بأنها “لن تلوث البيئة إطلاقًا لأنها ستعمل بدون انبعاثات تمامًا”.

وأشار إلى أنه عند الانتقال إلى الانتاج التسلسلي للسيارة عام 2022، ستنتج تركيا أول سيارة كهربائية محضة رياضية متعددة الأغراض (SUV) غير كلاسيكية في أوروبا، مؤكدا أن البنية التحتية لشحن السيارة المحلية في تركيا ستكون جاهزة بالكامل بحلول عام 2022.
وقاد أردوغان النموذج التجريبي عبر جسر معلق في حفل، اليوم الجمعة، في منطقة جبزي، شمال غرب البلاد.

وقبل الإعلان، نشر تحالف أنتج النموذج الأولي فيديو للسيارة مغلفة بغطاء أسود وتسير على طرق سريعة وفوق جسر.

دعم حكومي
وسيتلقى المشروع الجديد، الذي دُشن في أكتوبر/ تشرين الأول، دعماً حكومياً مثل الإعفاءات الضريبية، وإنشاء منشأة للإنتاج في مركز للسيارات في بورصة، شمال غرب تركيا، وفقاً لقرار رئاسي نُشر في الجريدة الرسمية للبلاد.
ومن المقرر أن يتم إنشاء المصنع في بورصة من قبل مجموعة الشركات المشرفة على تصنيع السيارة التركية المحلية، ومدة الاستثمار ستمتد لـ13 عاماً.

وقال بيان إنّ خمسة طرز من السيارة ستُنتج بقوة عاملة تزيد عن أربعة آلاف شخص، وأضاف أن الحكومة تضمن شراء 30 ألف سيارة بحلول 2035.

ومشروع إنتاج سيارة مُصنعة محلياً بالكامل، هدف منذ أمد طويل لأردوغان وحزبه الحاكم (العدالة والتنمية)، كما أن تركيا مُصدِّر كبير بالفعل للسيارات لأوروبا، والتي تصنعها محلياً شركات مثل “فورد” و”فيات كرايسلر” و”رينو” و”تويوتا” و”هيونداي”.

تطور الفكرة
وكشف أرودغان، للمرة الأولى، عن خطط في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لتدشين سيارة مُصنعة بالكامل في تركيا بحلول 2021.
وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، تم توقيع بروتوكول تعاون لتشكيل مجموعة مشتركة لمبادرة إنتاج السيارة المحلية، بمشاركة شركات مجموعة “الأناضول”، و”بي إم سي”، و”كوك” القابضة، ومجموعة “توركسيل”، و”زورلو” القابضة، واتحاد الغرف والبورصات التركية.

وفي 31 مارس/ آذار 2018، وقعت اتفاقية التأسيس والشراكة لـ”الشركة الصناعية التجارية المساهمة لمبادرة إنتاج السيارة التركية”.

وقال محمد غورجان قره قاش، الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة، في تصريحات سابقة، وفقاً لوكالة “الأناضول”، إنّ تركيا ستبدأ طرح سيارتها الكهربائية المحلية في الأسواق منتصف 2022، وإن السيارة ستكون جاهزة للقيادة الذاتية فور نزولها الأسواق بمستوى السيارات المنافسة نفسه.

وفي اجتماع نظمه اتحاد “أولوداغ” لمصدري صناعة السيارات، في مايو/ أيار الماضي، قال قره قاش إن المشروع تم التخطيط له جيدا بكل مراحله وبمنتهى الدقة، وإن الخطة تسير بالشكل المطلوب تماما.

وأضاف أن مجموعة مبادرة إنتاج السيارة المحلية “TOGG” ستشكل نظاماً بيئياً متنقلاً يضم وحدات الشحن وأدوات التوصيل والصناعات الجانبية في قطاع السيارات، وأن المجموعة تضم شركات يمكنها التعاون لإحداث طفرة في قطاع التكنولوجيا بتركيا.

وتابع “سنركز استثماراتنا في الفئة التي ستحقق نموا. سندخل السوق في 2020 بالسيارة الكهربائية SUV من فئة السيارات العائلية المدمجة ـ C segment، ونرغب في توجيهها لأسواق الصادرات بالاتحاد الأوروبي خلال عامين أو ثلاثة”.

ومن المخطط أن يبدأ الإنتاج التسلسلي للسيارة عام 2022، وعقب ذلك بسنتين أو ثلاث، سيتم الانفتاح على الأسواق الخارجية، وفي مقدمتها أسواق الاتحاد الأوروبي.

ويتكون المشروع من 3 مراحل، وتمتلك تركيا كافة حقوق الملكية الفكرية به. ومن المتوقع أن يساهم في اقتصاد البلاد بـ50 مليار يورو خلال 15عاما، وتقليص عجز الحساب الجاري بمقدار 7 مليارات يورو، إضافة إلى توفير 4 آلاف فرصة عمل بصورة مباشرة، و20 ألفا أخرى بطريقة غير مباشرة.

وبفضل منصة تكنولوجية جديدة طورتها شركة تركية ناشئة مع مهندسي الشركة المنتجة، أصبحت السيارة الذكية وكأنها مساعد شخصي لصاحبها، كما يمكن ربطها بكافة الأجهزة الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت، كما يمكن للسيارة الذكية أن تساعد في عدة أمور، مثل التسوق من الإنترنت، وتسليم المشتريات إلى السيارة حتى وإن لم يكن سائقها موجوداً.