الحوثيون يبدأون الانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى في الحديدة ويكشفون السبب.. والحكومة تعتبرها مسرحية

ميناء الحديدة

الميدان اليمني – متابعة خاصة

بدأ الحوثيون، اليوم السبت، الانسحاب من ميناء رئيسي بمحافظة الحديدة، في خطوة مهمة لتنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبدأت قوات الحوثيين عملية الانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى في محافظة الحديدة بموجب اتفاق السلام الذي تم إبرامه برعاية الأمم المتحدة والذي كان متوقفا منذ شهور.

وذكرت وكالة “رويترز”، إن فرقاً من الأمم المتحدة تشرف على إعادة انتشار الحوثيين في ميناء الصليف، الذي يستخدم في نقل الحبوب، بينما توجهت فرق أخرى إلى ميناء رأس عيسى النفطي لبدء تنفيذ انسحاب الحوثيين من هناك.

وأشارت الوكالة نقلاً عن شهود عيان أن الحوثيين انسحبوا من ميناء الصليف وسلموه لقوات “خفر السواحل”.

ولم يصدر حتى اللحظة تعليق رسمي من الأمم المتحدة حول عملية الانسحاب التي يتم تقديمها كجزء من تنفيذ اتفاق استوكهولم الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين.

ومن المتوقع أن تترك الحكومة اليمنية أيضا مواقع على مشارف مدينة الحديدة في مرحلة الانسحاب المبدئية، قبل تنفيذ مرحلة ثانية ينسحب فيها الطرفان لمسافة أبعد.

من جهته قال محافظ الحديدة المعين من قبل الحكومة الشرعية “الحسن طاهر” إن هذه الانسحابات لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من خطوات.

وعبر المحافظ، في مداخلة مع قناة “العربية” السعودية، عن رفضه لهذه الخطوة التي وصفها بـ”المسرحية”وأضاف “سنظل الطرف الرئيسي في أي اتفاق”.

وقال المحافظ إن ما يجري في الحديدة هو محاولة تغطية على فشل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وأن اتفاق إعادة الانتشار من الموانئ نص على مراقبة ثلاثية وإزالة الألغام.

وانتقد وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” رصدها “الميدان اليمني”، عرض الحوثيين بشأن إعادة الانتشار ووصفه بأنه غير دقيق ومضلل.

وأضاف: “عرض المليشيا الحوثية لإعادة الانتشار من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بدءا من يوم السبت غير دقيق ومضلل، واستنساخ لمسرحية تسليم المليشيا ميناء الحديدة لعناصرها، فأي انتشار أحادي لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد، هو مراوغة وتحايل لا يمكن القبول به”.

من ناحيته قال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي، اليوم السبت، في تغريدة على “تويتر” رصدها “الميدان اليمني”، إن الانسحاب أحادي الجانب للقوات التابعة لها من ثلاثة موانئ رئيسية، “جاء نتيجة لرفض دول العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم”، تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي يمهد الطريق أمام السلام.

ويعيش اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة “الشرعية” المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

وقتل ما لا يقل عن 6800 مدني في الحرب المستمرة منذ 4 سنوات في اليمن، وجرح حوالي 10700 شخص ، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وتوفي الآلاف بسبب سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية السيئة.

ويشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لثلثي سكان اليمن، وكان لإغلاقه أثر كارثي على الشعب اليمني الذي وصل إلى مشارف المجاعة.

وقد اتفق الطرفان المتحاربان بموجب هدنة برعاية الأمم المتحدة على الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى.

لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.

ويشكل عرض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة الخطوة المهمة الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار.

وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت الطرفين مرارا السماح فتح مخازن الميناء التي تحوي كميات كبيرة من الحبوب تكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر.

ولم يتمكن عمال الإغاثة من الوصول للمخازن على مدة خمسة شهور، وحذرت الأمم المتحدة من إمكانية تلف مخزون الحبوب .