تدخل عسكري تركي إيراني في هذه الدولة العربية
الميدان اليمني – متابعات
كتب المفكر والأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي، مقالاً تحدث فيه عن التحولات الاجتماعية والاقليمية لدخول الجيش التركي في سوريا.
وقال النفيسي في مقاله: يحق لنا الاعتقاد أن تركيا ستعيد إعمار المدينة السورية القادمة التي ستدخلها، مثلما يحق لنا الاعتقاد ان ايران ستحرق المدينة العراقية القادمة التي ستدخلها”.
وتابع بقوله: “ويحق لنا الاعتقاد ان تركيا ستعيد توطين السوريين على أرضهم في مدن تشيدها مثلما يحق لنا الاعتقاد أن ايران ستشرد العراقيين في منطقة تلوى الأخرى كما فعلت في جرف الصخر وجلبت الأعاجم من باكستان وأفغانستان لتذيب عروبة العراق في بوتقة العجمة بظنها”.
ويحق لنا الاعتقاد ان الجيش التركي سيطرد المليشيات الكردية (وليس الأكراد) من المدن والقرى العربية السورية دون أن يدمرها، مثلما يحق لنا الاعتقاد أن ايران ستدمر ما تبقى من مدن العراق كما فعلت المليشيات التابعة لها في الموصل.
وأكمل قائلاً: “يحق لنا ان نعتقد ذلك ولم تمض سويعات على دخول الجيش التركي الاراضي السورية. الجيش التركي ليس مؤسسة خيرية وهو يقوم بالأساس بحماية دولته لكنه في عملياته السابقة طرد عصابات داعش والمليشـ.ـيات الكردية دون تدمير للمدن وأعادت الدولة التركية إليها مقومات الحياة في ظرف عام ونصف وفتحت المدارس وقامت بطبع المناهج الدراسية العربية في انقرة وتضخم التعداد السكاني للمناطق المحررة من 350 ألف إلى مليون ونصف بسبب عودة للأهالي”.
وتابع مقاله بقوله: “نظلم الاتراك اذا قلنا لهم: إنكم استضفتم الشريد واقتسمتم رغيف الخبز والدواء معنا واعدتم بناء المدن لأنكم أتراك، وننصفهم اذا قلنا لهم: إن المجتمعات كالأفراد في نشأتها، فمن نشأ في بيت تحلى بأخلاقه ومن نشأ في الشارع بقى ابد الدهر حاقدا على ابناء البيوت متمنيا لهم السوء، وهكذا الشعوب التي تنشأ خارج حدود حضارة ومجتمع الأمة فتتخده خصما وهذه مشكلة شعوب المنطقة مع إيران”.
وقال: “إصرار إيران (فارس) على هدم المدن وتمزيق المجتمعات مؤشر على طبيعة منشئها ونوازعها وعلى أن الصراع في منطقتنا هو صراع نظم أخلاقية (خير وشر) يتميز كل يوم عن مفاهيم عاطفية جلبتها الدولة المعاصرة وذهبت بسببها”.
وكتب قائلاً: “الأرض التي سيدخلها الجيش التركي بشراكة اهلنا في سوريا ستصبح ملاصقة للموصل أي أن خط الحدود السياسية سيصبح “جدار برلين” الذي كان (في اوربا) فاصلا وهميا بين كتلتين إحداها حرة واخرى مخطوفة ثم سقط أمام إرادة الكتلة المخطوفة لتلتحم الكتلتان في طوفان جرف القارة”.
وأشار إلى أن: “دخول الجيش التركي في سوريا حدث اجتماعي اكثر منه عسكري، وحدث حتمي لأن التحولات الاجتماعية كالمناخية تهب حيث تقلبات الضغط ويدركها المزارع وينثر بذروه استعدادا لقدومها”.
وتابع قائلاً: “شكك أهلنا في سوريا (عامتهم وخاصتهم) طويلا في تدخل تركي ولو صدر عن سوريا صوت هادر مطالب بالتدخل لوجدت فيه تركيا ضالتها ولما تعثر وهم يرونه اليوم رأي العين مخلصا لهم من ابتلاع منظومة الشر الطائفية وطريقا أوحدا يعيد لمدنهم النظام والقانون، ولو أنهم استعدوا له لتقلصت الاخطاء التي يقع فيها الطرفان”.
وختم بقوله: “الموصل مخطوفة ولا تزال متعلقة بالوهم (عادت تستعد للانتخابات المحلية) ومتأخرة في المطالبة بتدخل تركي في منطقة ذهبت دولها وتتنافس القوى الخارجية على شكل خرائطها القادمة، ومتأخرة في الاستفادة من اشقائها في سوريا الذين وصلوا حدودها، والعاقل من اتعظ بغيره”.