عبدالباري عطوان يفجر مفاجأة عن صدام حسين
الميدان اليمني – متابعات
فجر الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان، مفاجأة بشأن حقيقة محاولة اغتيال الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”.
ونفى عبد الباري عطوان هذه الأنباء، مشيرًا إلى أن تلك التسريبات، من نسج الخيال.
وأكد عطوان أن هناك محاولات فاشلة لاغتيال حسن نصرالله وقاسم سليماني، وقيادات شيعية بارزة في المنطقة.
وتساءل عطوان: هل فعلا فشل “الموساد” في اغتيال صدام حسين؟ ولا يريد تصفية سليماني؟ ما هي أسباب محاولات التلميع الإعلامية المكثفة لجهاز “الموساد” الإسرائيلي هذه الأيام وابراز أدوار “جميلاته” في الإطاحة بالقيادات العربية الفاعلة؟
لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هــنــــا)
فيما يلي، نص مقال عبدالباري عطوان كما ورد:
تمتلئ أجهزة الاعلام الإسرائيلية هذه الأيام بالتحقيقات والتحليلات، التي تمجد جهاز “الموساد” الإسرائيلي وتبرز قصص اغتيالاته التي استهدفت العديد من الشخصيات العربية والإسلامية المهمة، ابتداء من الشيخ احمد ياسين، مؤسس حركة “حماس”، ومرورا بالشهيد عباس موسوي، امين عام حزب الله عام (1994)، حتى ان يوسي كوهين رئيس الجهاز، خرج عن سريته، وأعطى مقابلة لصحيفة “باميشبجا” الإسرائيلية الناطقة باسم المتدينين المتشددين زعم فيها ان عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الإيراني ممكنة، ولكنه ليس موضوعا على قائمة الاغتيالات بعد، واكد ان عملاء “الموساد” اغتالوا عددا من قادة “حماس” في الخارج في الفترة الأخيرة خاصة في دبي وماليزيا، ولكن الحركة عتمت على ذلك، ولم تتهم “الموساد”.
[ads3]هذه الهجمة الدعائية وفي هذا التوقيت بالذات، تأتي لتحقيق عدة اهداف دفعة واحدة:
الأول: التغطية على العمليات الفاشلة الأخيرة للجهاز لاغتيال شخصيات مهمة، مثل اللواء سليماني، والسيد حسن نصر الله، امين عام “حزب الله”، وضرب مخازن ومعامل للصواريخ الباليستية الدقيقة في الضاحية الجنوبية لبيروت بارسال طائرتين مسيرتين جرى اسقاطهما بكفاءة عالية، وتفكيك العديد من الخلايا التجسسية الإسرائيلية في لبنان مؤخرا.
الثاني: محاولة “تلميع” صورة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومحاولة إرهاب قادة محور المقاومة واجهزته الأمنية السرية الذين حققوا إنجازات استخبارية امنية كبيرة تؤكد رجحان كفة اجهزتهم في هذا الاطار وآخرها افشال محاولة لاغتيال اللواء سليماني، وضرب ست ناقلات نفطية في الخليج دون ترك أي اثر، ورصد دقيق للمنشآت النفطية السعودية ووضع الخطط لاختراق دفاعاتها.
[ads4]الثالث: التمهيد لحملة اغتيالات جديدة، حيث كشف رونين بيرغمان، محرر الشؤون الاستخبارية في “نيويورك تايمز” و”يديعوت احرونوت” عن وجود خطط في هذا الاطار، موحيا بإمكانية نقلها الى مرحلة التنفيذ العملي في المرحلة المقبلة.
هذه الحملة الدعائية الإسرائيلية تأتي في اطار الحرب النفسية الإسرائيلية ضد محور المقاومة، وهي حرب خسرتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على اكثر من جبهة، ومنذ اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي، وعماد مغنية في دمشق، لم ينجح جهاز “الموساد” الإسرائيلي في تنفيذ أي عملية كبرى ضد قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية والإيرانية.
جهاز “الموساد” الإسرائيلي رسم لنفسه صورة اسطورية مُضللة باستهداف بعض الشخصيات السهلة، وفي مناطق رخوة امنيا في بعض الدول العربية، ولكن الصورة تغيرت الآن، ولم تعد الساحة خالية له، في ظل بروز محور المقاومة، وتطور اذرعته وأجهزته الأمنية، وزيادة كفاءتها في مجالي الرصد والتنفيذ، وتفكيك العديد من الشبكات الأمنية الإسرائيلية.
[ads5]الزمن الذي كان يرسل فيه جهاز الموساد الفتيات الجميلات لاصطياد بعض قيادات المقاومة مثل تسبني ليفني اشهرهن، للايقاع بهم، وتسهيل عملية اغتيالهم، لم يعد من الممكن تكراره بالقدر نفسه في الأوقات الراهنة، صحيح ان منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تشكل خطرا كبيرا على دولة الاحتلال من خلال عمليات المقاومة، والاغتيالات، والهجمات على سفارات إسرائيلية في مختلف انحاء العالم قد جرى تدجينها ونزع انيابها ومخالبها من خلال اتفاقات أوسلو، وحصار قيادتها في رام الله، ولكن هناك مؤشرات تؤكد بوادر بزوغ مرحلة جديدة، وبأجيال جديدة، ومقاومة مختلفة للاحتلال.
الروايات التي يروج لها جهاز “الموساد” حاليا مثل محاولة اغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بتفخيخ تمثال الجندي المجهول في ساحة الشهداء ببغداد هي غالبا من نسج الخيال، في محاولة لإعادة “الهيبة” ورد الاعتبار لجهاز امني دخل مرحلة الشيخوخة، في ظل نشوء أجهزة عربية وإسلامية موازية اكثر حداثة، فاذا كان جهاز الموساد قد حقق بعض الاختراقات في العقود الخمسة الماضية، فان ذلك يعود الى ضعف الخصوم وتخلف اجهزتهم الأمنية، وهو ضعف وتخلف تراجع امام الأجهزة الحديثة ومعداتها المتطورة، وشبابها الذي تعلم في احدث الاكاديميات الأمنية العالمية في الشرق والغرب على حد سواء.
[ads4]تظل هناك نقطة محورية، وهي ان اعتراف قادة “الموساد” بتنفيذ عمليات إرهابية استهدفت شخصيات قيادية عربية، ربما يعطي المبرر القانوني والأخلاقي لأجهزة عربية واسلامية مضادة لتنفيذ عمليات اغتيال على اعلى المستويات خارج نطاق الأراضي المحتلة، والتخلي عن الاستراتيجية القديمة.
فاذا كان الحرس الثوري الإيراني يتصدر قائمة الإرهاب الامريكية والاوروبية، وكذلك حركتا “حماس” و”الجهاد ا لاسلامي”، والشيء نفسه ينطبق على “حزب الله”، فما الذي يحول دون نقل العمليات الانتقامية الى كل مكان يتواجد فيه الإسرائيليون؟ الا يُقدم هؤلاء، ومباهاتهم الاستفزازية المتزايدة في ممارسة الإرهاب والاغتيالات الحافز للثأر؟
المصدر: رأي اليوم