“المنزل المعجزة” في لوس أنجلوس: كيف صمد أمام الحرائق المدمرة؟

وسط الحرائق المدمرة التي اجتاحت ولاية لوس أنجلوس الأمريكية وأتت على أحياء كاملة، أثار منزل في منطقة ماليبو دهشة العالم بعد بقائه صامدًا دون أن يلحق به أي ضرر، ما دفع البعض لوصفه بـ”المنزل المعجزة”.

المنزل، الذي يملكه رجل الأعمال الأمريكي ديفيد ستاينر، تبلغ قيمته أكثر من 9 ملايين دولار ويتكون من ثلاثة طوابق. ورغم أنه ليس مقر إقامة دائم لستاينر، إلا أن تصميمه الفريد وهندسته المعمارية أثبتا فعالية لافتة في مواجهة الحرائق. وقال ستاينر، في تصريحات لشبكة “أي بي سي” الأمريكية: “صمود المنزل يعود إلى الهندسة المعمارية الرائعة، التصميم الخرساني، جهود رجال الإطفاء، وربما القليل من الحظ أو المعجزة”.

وعزا خبراء السلامة من الحرائق، مثل دانييل فاسيليفسكي من شركة “برايت فورس إلكتريكال”، بقاء المنزل إلى استخدام مواد بناء مقاومة للحريق، مثل الجص، المعادن، والحجر، إضافة إلى أسقف مصنوعة من الطين أو المعدن، ونوافذ ذات زجاج مزدوج تمنع الحرارة من اختراقها.

وأكد فاسيليفسكي أن التخطيط الدقيق والسلامة البنيوية لعبا دورًا رئيسيًا في حماية المنازل من النيران، مشيرًا إلى أهمية الأساسات العميقة التي تجعل الهياكل أكثر قدرة على مقاومة تأثير الحرارة. وأوضح: “المواد المستخدمة ليست مجرد خيار جمالي أو اقتصادي، بل هي قرار يحدد قدرة المبنى على تحمل ظروف الحرائق الشديدة”.

وقدم فاسيليفسكي مثالًا آخر على فعالية البناء المقاوم للحرائق، مشيرًا إلى قصر الممثل الشهير توم هانكس في باسيفيك باليسيدز، الذي ظل غير متأثر رغم أن النيران امتدت إلى المناطق المحيطة به. وأشار إلى أن القصر يتميز بهيكل من الخرسانة المسلحة وسقف مقاوم للحرائق، ما جعله محصنًا ضد الجمر والحرارة.

تعكس هذه المنازل الصامدة أهمية تبني تقنيات البناء الحديثة لمواجهة تحديات الطبيعة المتزايدة، خاصة في المناطق المعرضة للحرائق.