كشف قبطان السفينة البريطانية “مارلين لواندا”، أفيلاش راوات، عن تفاصيل الاستهداف الذي تعرضت له ناقلة النفط في خليج عدن مطلع العام الجاري، إثر هجوم بصاروخ باليستي أطلقته قوات صنعاء. وروى القبطان في تصريحات نقلتها وكالة بلومبرغ، كيف احترقت السفينة لمدة تقارب 20 ساعة، بعد أن أصاب الصاروخ خزاناً يحتوي على مادة نفطية قابلة للاشتعال، مهدداً بانفجار كارثي إذا وصلت النيران إلى الخزانات الأخرى.
ووفقاً لراوات، وقع الهجوم في 26 يناير الماضي، بينما كانت السفينة تحمل شحنة تقدر بنحو 700 ألف برميل من النفثا، وهي مادة تستخدم في صناعة البنزين والبلاستيك. وقال القبطان إنه كان يتناول عشاءه عندما أصاب الصاروخ السفينة، مسبباً اهتزازاً عنيفاً وشعوراً بالخطر الفوري. وأضاف: “ظهرت حفرة كبيرة على سطح السفينة، واندلعت النيران بشكل هائل، ولم أكن أعلم ما إذا كانت هناك ضربات أخرى قادمة أم لا”.
وأشار تقرير بلومبرغ إلى أن النيران ارتفعت إلى أكثر من 15 متراً، ما دفع راوات وطاقمه إلى إطلاق نداء استغاثة، بينما عملوا على مكافحة الحريق باستخدام نظام غاز خامل ورغوة، لكن الموارد نفدت بسرعة. وواصل الطاقم جهودهم باستخدام مياه البحر، فيما انضمت فرقاطات فرنسية وأمريكية لتقديم المساعدة.
وأكد القبطان أنه تلقى توجيهات بإخلاء السفينة من الشركة المالكة، إلا أنه رفض المغادرة، وظل يقود عملية مكافحة الحريق. وأوضح أن البحرية الهندية تدخلت لاحقاً، حيث تم وضع صفيحة معدنية كبيرة فوق الخزان المشتعل لحرمان النيران من الأكسجين، قبل استخدام المزيد من الرغوة ومياه البحر لإخمادها بالكامل.
استمر الحريق قرابة 20 ساعة، وظل القبطان مستيقظاً طوال 36 ساعة متواصلة لإدارة الموقف. وعن تلك اللحظات، قال: “لقد نسيت أن الإنسان يحتاج إلى النوم… كان الأمر مرعباً للغاية، ولا تزال صورة النيران تطاردني”.
ويعد هذا الهجوم، وفقاً لتقرير بلومبرغ، أحد أبرز العمليات التي نفذتها قوات صنعاء خلال حملتها ضد السفن المرتبطة بدول مثل إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى أن هذه الحملة التي بدأت أواخر العام الماضي لا تزال مستمرة.