دخل أكبر مشروع لإنتاج المعادن الأرضية النادرة في العالم حيز التشغيل؛ ما يمنح دفعةً إضافيةً لجهود دعم الإمدادات العالمية من تلك العناصر الإستراتيجية الداخلة في العديد من التطبيقات التقنية المهمة، مثل السيارات الكهربائية وغيرها.
وبدأت أعمال البناء رسميًا في المشروع الذي تحتضنه الصين خلال أبريل/نيسان (2023)، بمشاركة أكثر من 90 شركة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي هذا المشروع في إطار مساعي بكين الحثيثة لسدّ الطلب المحلي والعالمي على تلك العناصر الكيميائية الحيوية؛ ما يضيف ضغوطًا كبيرةً على الموارد الطبيعية في البلد الآسيوي.
وبدءًا من عام 2022، وضعت التقديرات إجمالي احتياطيات العالم من المعادن الأرضية النادرة عند نحو 130 مليون طن، تمتلك الصين 44 مليون طن منها، أو ما يعادل نسبته 33.8%.
وتضم العناصر الـ17 التي تشكّل المعادن الأرضية النادرة: اللانثانوم، والسيريوم، والبراسيوديميوم، والنيوديميوم، والبروميثيوم، والسماريوم، واليوروبيوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، والهولميوم، والإربيوم، والثوليوم، والإيتربيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.
أعلنت شركة تشاينا نورثرن رير إيرث غروب هاي تيك كو (China Northern Rare Earth Group High-Tech Co) التابعة لمجموعة باوتو للحديد والصلب (Baotou Iron and Steel Group) دخول المرحلة الأولى من مشروع تحديث الصهر الأخضر حيز التشغيل في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في مدينة باوتو الواقعة في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم شمال الصين.
ويمثّل هذا إطلاقًا رسميًا لما يُعدّ أكبر مشروع لإنتاج المعادن الأرضية النادرة في العالم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة في صحيفة غلوبال تايمز الصينية.
يمثّل مشروع إنتاج المعادن الأرضية النادرة في العالم خطوة بالغة الأهمية نحو تعزيز استقرار ومرونة سلسلة تلك الصناعة الإستراتيجية في الصين، وما يقترن بها من سلاسل الإمدادات، وكذلك ضمان أمن الموارد الرئيسة في البلد الآسيوي.
وفي مارس/آذار (2023) قالت شركة تشاينا نورثرن رير إيرث غروب هاي تيك، إنها تخطط لضخّ استثمارات ضخمة في المشروع المذكور، تصل قيمتها إلى 7.8 مليار يوان (1.1 مليار دولار).
*(اليوان الصيني =0.14 دولارًا أميركيًا).
يشتمل المشروع على سعة إنتاجية جديدة تحلّ محلّ خطوط الإنتاج القديمة، مع وصول تقنية المعالجة والمعدّات والحماية البيئية والسعة الإنتاجية مستويات رائدة عالميًا.
وقالت الشركة، إن خط الإنتاج في المشروع لديه القدرة على تبديل المواصفات القياسية للمنتجات والنماذج بشكل مرن وفقًا لطلب العملاء؛ ما يلبي الطلب المتنامي على منتجات المواد الخام المختلفة.
وستسرّع الشركة وتيرة إنجاز دعم المشروعات لمرحلتها الأولى؛ ما يعزز من كفاءة المعدّات والعمليات اللازمة لضمان التشغيل السلس والفاعل لخطّ الإنتاج.
وعلى أساس تشغيل المرحلة الأولى وظروف السوق، ستجهّز شركة تشاينا نورثرن رير إيرث غروب هاي تيك كو لبناء المرحلة الثانية من أكبر مشروع لإنتاج المعادن الأرضية النادرة في العالم.
وقال نائب سكرتير اللجنة الحزبية لمجموعة باوتو للحديد والصلب، إن إنجاز المشروع وتشغيله له أهمية كبيرة في تعزيز الميزة التي تتمتع بها الشركة، ووضعها في طليعة سلسلة صناعة المعادن النادرة؛ ما يعزز أمن الموارد الاستراتيجية في الصين، ويرسّخ ريادتها في سوق معالجة تلك المعادن، في تصريحات أدلى بها خلال مراسم إطلاق المشروع.
وفي العام الماضي (2023)، كانت الصين مسؤولة عن نحو 60% من استخراج المعادن الأرضية النادرة عالميًا، ونحو 90% من عمليات المعالجة والتكرير، وفقًا لبيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تهيمن الصين -حاليًا- على سوق العناصر الأرضية النادرة؛ إذ تزوّد أكثر من 80% من إجمالي تلك المعادن عالميًا، وأثارت تلك الهيمنة الصينية المثيرة لقلق الغرب، مخاوف دول عديدة بشأن تعرُّض سلاسل الإمدادات لديها للخطر، إلى جانب التداعيات الجيوسياسية.
وسجل إنتاج الصين من المعادن الأرضية النادرة مستوى قياسيًا في عام 2024، ليصل إلى 270 ألف طن، بعد أن حدّدت وزارتا تقنية المعلومات، والموارد الطبيعية الصينيتان في أغسطس/آب الماضي، الدفعة الثانية من حصص الإنتاج عند 135 ألف طن.
وفي عام 2023، أصدرت الصين دفعات من حصص ناتج تعدين المعادن النادرة لأول مرة؛ إذ لامس الإجمالي السنوي 255 ألف طن، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وارتفع إجمالي الحصص الصادرة من تعدين المعادن الأرضية النادرة في الصين، حتى الآن هذا العام، بنسبة 5.88% عن الرقم المسجل لعام 2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..