تركيا تخطط لإنتاج 570 ألف طن سنويًا من المعادن الأرضية النادرة

يحظى قطاع التعدين في تركيا بمكانة متميزة في الأسواق العالمية، ويُسهم بنسبة كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني بصفته أحد أهم صادرات أنقرة.

وتملك أنقرة إمكانات كبيرة من الموارد المعدنية، وتحتلّ ترتيبًا متقدمًا عالميًا في صادرات الرخام والفسبار والترافرتين والكروم والزنك والرصاص، بالإضافة إلى أنها تملك احتياطيات هائلة من الذهب.

ووفقًا لتحديثات قطاع التعدين في تركيا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت أنقرة، اليوم الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، مذكرة تفاهم مع الصين حول التعاون في مجال الموارد الطبيعية والتعدين.

وُقِّعت مذكرة التفاهم خلال لقاء جمع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الموارد الطبيعية الصيني وانغ غوانغ هوا، على هامش المؤتمر الدولي للتعدين، في مدينة تيانجين الصينية.

تستهدف مذكرة التفاهم تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعدين والموارد الطبيعية، وتحديد فرص التعاون في مجال المعادن الحيوية في أنقرة وبكين ودول أخرى، وتشجيع التعاون في مجالات تقنيات التعدين والرقمنة.

المعادن الأرضية النادرة في تركيا

قال ألب أرسلان بيرقدار، إن المشروعات المشتركة التي ستُطَوَّر بين الصين وتركيا في مجال التعدين تتمتع بإمكانات كبيرة، في الوقت الذي تمرّ فيه صناعة التعدين عالميًا بفترة حرجة، بحسب بيان وزارة الطاقة التركية.

جانب من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا والصين – الصورة من حساب “بيرقدار” في منصة إكس (16 أكتوبر 2024)

وتابع بيرقدار، في تدوينة بحسابه في منصة “إكس”، قبل قليل: “من خلال الاتفاقية التي وقّعناها، نهدف إلى تعزيز تعاوننا في جميع مجالات التعدين، وخاصة في المعادن الحيوية، والعمل معًا في تركيا”، مُعربًا عن أمله أن تعود الاتفاقية بالفائدة على البلدين، وأن تتحول إلى مشروعات ملموسة في أسرع وقت ممكن.

وأشار وزير الطاقة التركي إلى استهداف بلاده إنشاء مصنع لإنتاج نحو 570 ألف طن سنويًا من المعادن الأرضية النادرة.

وأضاف بيرقدار أن تركيا تسعى إلى إضافة ثاني أكبر احتياطي للمعادن الأرضية النادرة عالميًا، الذي اكتُشِف في منشأة بيلك أوفا بمدينة إسكي شهر، الواقعة في شمال غرب البلاد، على بعد نحو 233 كيلومترًا غرب العاصمة أنقرة.

وتُستعمل العناصر الأرضية النادرة، المُكتَشَفة في إسكي شهر، بالعديد من المجالات، مثل الطيران والدفاع وصناعة الفضاء والطب الحيوي.

رؤية تركيا في مجال التعدين

أوضح بيرقدار أنه شرح رؤية أنقرة في مجال التعدين، خلال حضوره المؤتمر الدولي للتعدين الذي عُقد في الصين بمدينة تيانجين، مشيرًا إلى أن الاستثمار في المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة يؤدي دورًا مهمًا في الرؤية التركية لتحوّل الطاقة.

وتابع: “المعادن الحيوية، التي لا غنى عنها لمنتجات التكنولوجيا الفائقة، مواد خام مهمة تشكّل سياسات البلدان”، مؤكدًا أن أنقرة تُجري تقييمًا لفرص التعاون الدولي كافة، ذات المنفعة المتبادلة.

وزير الطاقة التركي خلال المؤتمر الدولي للتعدين في الصين – الصورة من حسابه في منصة إكس (16 أكتوبر 2024)

وفي الوقت الحالي، تواجه صناعة التعدين مخاطر كبيرة في أنحاء مختلفة من العالم بسبب الصراعات والتوترات، بالإضافة إلى الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

لقاءات على هامش المنتدى

على هامش المؤتمر الدولي للتعدين في مدينة تيانجين، التقي وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، وزير الصناعة والتكنولوجيات الجديدة في طاجيكستان، شيرالي كبير.

وقال بيرقدار، إن اللقاء شهد تقييم فرص التعاون التي يمكن تطويرها في مجال التعدين بين أنقرة ودوشنبه، موضحًا أنه اتُّفِق على اتخاذ خطوات ملموسة من خلال إجراء الدراسات الفنية في أسرع وقت ممكن.

الموارد المعدنية في تركيا

شهد العام الماضي (2023) عدّة اكتشافات جديدة للعديد من المعادن المهمة بمناطق في تركيا مثل الزنك عالي الجودة، الذي اكتُشف في مناطق شرق وجنوبي الأناضول، بالإضافة إلى اكتشافات للنحاس جرت في ولاية إلازيغ شرقي الأناضول.

لقاء بيرقدار بوزير الصناعة في طاجيكستان على هامش المؤتمر الدولي للتعدين – الصورة من حسابه في منصة إكس (16 أكتوبر 2024)

وتحتلّ أنقرة المركز الأول عالميًا في قائمة مُصدّري الرخام والفسبار والترافرتين، والمركز الثاني في قائمة مصدّري خام الكروم، والمركز الثالث في قائمة مصدّري الحجر الطبيعي ومعدن البور، والثامن عالميًا في قائمة مصدّري الزنك، والمركز العاشر في قائمة مصدّري الرصاص.

ويُعدّ إنتاج تركيا من الذهب هو الأكبر بين دول الاتحاد الأوروبي، كما تحتل المرتبة الـ11 في احتياطيات الذهب عالميًا، ويُمكنها زيادة إنتاجها من الذهب إلى 100 ألف طن، خلال 10 سنوات، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعكس هذه البيانات الإمكانات الكبيرة والآفاق الواعدة لقطاع التعدين في تركيا، وتُبرز ضرورة ضخ استثمارات جديدة في قطاع التعدين وزيادة عمليات التنقيب، إذ تُطبّق أنقرة الإجراءات المتعلقة بالبيئة وصحة الإنسان وسلامته في قطاع التعدين باستعمال التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة، تحاكي تلك التي تُطبَّق في الدول المتقدمة.

وتتّسم استثمارات قطاع التعدين، عمومًا، بكونها استثمارات طويلة الأجل ومحفوفة بالمخاطر، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى ميزانيات كبيرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Source link
شارك هذا الخبر