سعر خام برنت يفقد 4 دولارات في أقل من 24 ساعة.. ما السبب؟

خلال أقل من 24 ساعة، خسر سعر خام برنت ما يزيد عن 4 دولارات، ليهبط من مستوى 78.12 دولارًا أمس الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول، إلى نحو 73.7 دولارًا بحلول منتصف اليوم الثلاثاء.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لحظيًا أسعار النفط الخام، فإن سعر برميل النفط عالميًا ينخفض لليوم الثاني على التوالي، مع تراجع المخاوف بشأن إمكان استهداف إسرائيل منشآت النفط الإيرانية.

وسجل سعر خام برنت، في نهاية تعاملات أمس الإثنين تراجعًا بنسبة 2%، إلّا أن التراجع الإجمالي لم يتجاوز 1.5 دولارًا عن سعر بداية التعاملات، وهو ما عدّه الخبراء انحسارًا ضعيفًا لسعر برميل النفط.

إلّا أن حجم الخسائر التي يشهدها سعر خام برنت اليوم تجاوز التوقعات، لا سيما مع انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 74 دولارًا للبرميل، وهبوطها بنسبة 5%، الأمر الذي يعمّق خسائرها في مستهل تعاملات الأسبوع على مدار يومين.

سعر خام برنت اليوم

بحلول الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (02:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، تراجع سعر خام برنت بنسبة 5%، إذ تراجعت العقود الآجلة للخام القياسي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 5%، إلى 73.7 دولارًا للبرميل.

كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنحو 3.60% إلى 70.22 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي ترصدها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى الرغم من أن انخفاض سعر خام برنت كان بطيء الوتيرة خلال تعاملات يوم الإثنين، فإنه يعدّ استكمالًا لسلسلة انخفاضات سعرية تشهدها الأسواق على مدى الشهرين الماضيين، وبلغت ذروتها في الربع الأول من شهر سبتمبر/أيلول الماضي 2024، عندما تراجع سعر برميل النفط إلى أقل من 69 دولارًا.

وكانت أسعار النفط العالمية قد أغلقت تعاملاتها الأسبوع الماضي، الذي انتهى يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على خسائر، بالرغم من أن الجلسات كانت حافلة بعمليات جني الأرباح، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

وكانت مكاسب الأسبوع الماضي قد تعززت مع تزايد مخاوف المستثمرين من تقلُّص إمدادات النفط العالمية، لا سيما مع إعلان إسرائيل وجود نية لاستهداف منشآت النفط الإيرانية، وهو ما تراجع عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الإثنين، بإعلانه أن قوّاته ستستهدف منشآت عسكرية، وليست نووية أو نفطية.

تحليل أسعار النفط

يعلّق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على تراجع سعر خام برنت اليوم، بالقول، إن آخر شيء تريده إسرائيل هو إغضاب أصدقائها وأولئك المحايدين في الصراع، من خلال ضرب منشآت تصدير النفط الإيرانية.

ولفت إلى أنه كان قد كتب قبل 10 أيام مؤكدًا أن هذه الضربة من شأنها أن ترفع أسعار النفط، كما توقّع -حينها- أن تضرب إسرائيل المصافي المحلية لإحداث الضرر بالنظام واقتصاده، ولكنها لن تستهدف المنشآت الخاصة بالتصدير.

وأضاف: “سيتراجع سعر خام برنت من مستوياته الحالية، لكننا نعتقد أن المشاركين في السوق خلصوا إلى أن القصص الهبوطية الصادرة عن بلومبرغ، وفاينانشال تايمز، وول ستريت جورنال، ليست ذات مصداقية، وأن أوبك+ جادة بشأن تحقيق التوازن في السوق”.

وكان الدكتور أنس الحجي قد أوضح خلال مساحة “أنسيات الطاقة“، التي قدّمها في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري 2024، أن ضرب إسرائيل منشآت النفط الإيرانية لن يترك أثرًا كبيرًا في أسواق النفط العالمية، إذ إنها لن تضرب جزيرة خرج التي يُصدّر منها 90% من نفط إيران، وأن الضربات قد توجَّه لبعض المصافي، أو مصانع البتروكيماويات.

عوامل أخرى لانخفاض الأسعار

بالإضافة إلى المخاوف المرتبطة بتقلّص الإمدادات، التي كانت سببًا في احتفاظ سعر خام برنت ببعض قوّته، والتي عاودت الأسعار الانخفاض مع تبددها، هناك عوامل أخرى أسهمت في تراجع أسعار النفط، أبرزها المخاوف من الطلب الصيني.

بالإضافة إلى ذلك، خفضت منظمة “أوبك”، أمس الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول، توقعات لنمو الطلب على النفط عالميًا خلال العام الجاري، والذي تُمثّل الصين الجزء الأكبر منه، وفق ما جاء في تقرير أصدرته المنظمة.

وفيما يتعلق بالطلب الصيني على النفط في هذه التوقعات، فقد رأت أوبك أنه سينمو بمقدار 580 ألف برميل يوميًا فقط خلال 2024، في مقابل توقعاتها السابقة بأن يشهد الطلب الصيني نموًا بمقدار 650 ألف برميل يوميًا.

في الوقت نفسه، خفضت المنظمة توقعاتها لنمو الطلب على النفط عالميًا خلال 2025 إلى 1.64 مليون برميل يوميًا من 1.74 مليون برميل يوميًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

هل توقعات سيتي بنك واقعية؟

في مقابل ذلك، توقّع بنك “سيتي غروب” الأميركي أن السيناريو الأساس لتحركات سعر خام برنت -في المتوسط- بنهاية 2024 سيكون عند 74 دولارًا للبرميل، وسينخفض إلى 65 دولارًا للبرميل خلال الربع الأول من العام المقبل 2025.

إلّا أن البنك توقّع أيضًا أن تؤدي التوترات في منطقة الشرق الأوسط لارتفاع سعر خام برنت إلى 120 دولارًا للبرميل، أمّا السيناريو الأسوأ والأكثر تشاؤمًا، فتمثَّل في انخفاض السعر إلى 55 دولارًا مع انحسار مخاطر المعروض بعودة الإنتاج النفطي لحالته الطبيعية من جانب دول أوبك+.

وتعليقًا على تقرير “سيتي بنك”، قال الدكتور أنس الحجي، إن هذه سيناريوهات تعتمد على الفرضيات، إذ إن انخفاض أسعار النفط تحت مستويات اليوم مشكوك فيه، إلّا في حالتين يندر حدوثهما، وهما حرب أسعار تأديبية أو ركود اقتصادي عالمي.

ولفت الحجي إلى أنه في هاتين الحالتين، سينخفض سعر خام برنت بأكثر مما يتوقعه البنك الأميركي، ولكنه في المقابل يرى أن وصول أسعار النفط إلى 120 دولارًا للبرميل يتطلب إغلاق طاقة إنتاجية ضخمة، وهذا أمر يندر حدوثه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Source link
شارك هذا الخبر