واصلت مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا مسار الهبوط الممتد منذ العام الماضي وحتى النصف الأول من العام الجاري 2024، بعد نموها لمدة عقد كامل، بحسب بيانات جديدة في 16 سوقًا أوروبية.
وتراجعت مبيعات المضخات الحرارية بجميع أنحاء أوروبا بنسبة 47% في النصف الأول 2024، مع فقد المستهلكين حماستهم للتحول عن سخانات الغاز، ما زاد الضغط على خطة الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعمل المضخات الحرارية في أوروبا على تسخين المباني أو تبريدها باستعمال الكهرباء لنقل الحرارة من -وإلى- الأرض أو الهواء الخارجي، والتي تُعدّ حلًا لإزالة الكربون من التدفئة المنزلية، عند تشغيلها بالطاقة المتجددة في أوروبا.
وبلغت مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا بالأشهر الستة الأولى من عام 2024، قرابة 765 ألف مضخة في 13 دولة أوروبية كبيرة، منها فرنسا وإيطاليا وألمانيا والسويد، التي تمثّل مجتمعة 80 % من السوق.
انخفاض مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا
انخفضت مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا إلى 2.64 مليون خلال العام الماضي 2023، مقارنة بنحو 2.77 مليون وحدة مبيعة في عام 2022، بسبب ارتفاع فوائد القروض وانخفاض أسعار الغاز.
ورغم ذلك، سجلت المبيعات 1.44 مليونًا في النصف الأول من العام الماضي 2023، بفضل برامج تحفيز الأسر على ترك سخانات الغاز وشراء هذه المضخات، بحسب جمعية المضخات الحرارية الأوروبية (EHPA).
وفقدت المضخات الحرارية الأوروبية جاذبيتها مع ارتفاع تكلفتها، ونقص عمال التركيب المؤهلين، وتردد برامج الدعم التي كانت حكومات أوروبا تمنحها لمواطنيها، كما جاء في تقرير حديث نشره موقع فاينانشال تايمز.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حدّد في عام 2022 هدفًا يتمثل في تركيب ما لا يقل عن 10 ملايين مضخة حرارية إضافية بحلول عام 2027، بعد أن أدى الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.
كانت ألمانيا تأمل في أن تصبح رائدة بالتحول إلى التقنية الجديدة، لكن القانون الذي طُرح العام الماضي لتشجيع الناس على استبدال مضخات حرارية بالسخانات التي تعمل بالغاز والنفط أثارَ معارضة شعبية واسعة النطاق؛ ما دفع الحكومة للتراجع عنه، ثم تخفيف شروطه.
ويرى المحلل في بنك الاستثمار الأميركي جيفريز غروب (Jefferies)، لوك سوسامز، أن الصعوبات التي يواجهها قطاع المضخات الحرارية في أوروبا تُبيِّن بوضوح مدى حجم تحديات مسار تحول الطاقة والحياد الكربوني في أوروبا.
مبيعات 2024 ستقل عن 1.5 مليون وحدة
يشير تعثُّر مبيعات المضخات الحرارية بالنصف الأول من العام إلى أن المبيعات المتوقعة ستقل عن 1.5 مليون وحدة في عام 2024، لتعود إلى مستويات 2019، بعد الطفرة الأخيرة التي حققتها خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب التقرير.
وقفز الاستثمار في المضخات الحرارية بنسبة 75%، لتبلغ 23 مليار يورو (25.6 مليار دولار) بين عامي 2020 و2023، وفقًا لأرقام شركة أبحاث بلومبرغ (NEF)، قبل أن يتباطأ الإنفاق عليها منذ ذلك الحين بدرجة كبيرة؛ بسبب انخفاض الدعم في دول مثل ألمانيا وإيطاليا.
وجاء الهبوط في مبيعات المضخات الحرارية وسط مخاوف بخصوص مسار إزالة الكربون في أوروبا، إذ ترى الصناعات أن مئات الأهداف التي حددتها المفوضية الأوروبية في قانون المناخ الخاص بالصفقة الخضراء في عام 2019 متشددة للغاية.
ودعا رئيس جمعية المضخات الحرارية الأوروبية، بول كيني، المفوضية الأوروبية الجديدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لعكس مسار تباطؤ السوق، ووعدت المفوضية بوضع “خطة عمل” للمساعدة في توجيه وتوسيع نطاق الاستثمارات في المضخات الحرارية عبر الاتحاد.
وحُدِّدَ نشر الخطة في نهاية عام 2023، لكن لم تُصدَر بعد، على الرغم من دعوات 15 دولة عضوة -منها إسبانيا وفرنسا- إلى “تحديد اتجاه واضح” لقطاع المضخات الحرارية في مايو/أيار الماضي.
ومن المقرر أن تضيف رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، ملف الإسكان إلى حقيبة مفوض الطاقة، عندما تبدأ الهيئة الجديدة أعمالها في وقت لاحق من هذا العام، بعد نتائج الانتخابات الأخيرة على مستوى الاتحاد خلال يونيو/حزيران 2024.
موضوعات متعلقة ..
اقرأ أيضًا ..
Source link