[ad_1]
اكتسب الغاز الصخري في الصين زخمًا خلال السنوات الأخيرة، ليكون عنصرًا حيويًا في إستراتيجية الطاقة، مع اتجاه مستويات الإنتاج للارتفاع خلال السنوات الـ10 الماضية.
وبذلت الحكومة الصينية، على مدار العقد الماضي، جهودًا متضافرة لتعزيز استخراج مصادر الغاز غير التقليدي؛ بهدف تقليل الاعتماد على الواردات ودعم أمن الطاقة في البلاد.
وأسهمت هذه الجهود بوصول متوسط إنتاج الغاز الصخري في الصين إلى 2.51 مليار قدم مكعبة يوميًا في العام الماضي (2023)، ارتفاعًا من 0.02 مليار قدم مكعبة يوميًا فقط في 2013، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وجاءت الزيادة بعدما أصبحت الصين واحدة من 4 دول على مستوى العالم، تنتج كميات تجارية من الغاز الصخري، مع الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين.
أهمية الغاز الصخري في الصين
في عام 2023، نجحت شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) في استخراج الغاز الطبيعي من تكوينات صخرية من العصر الكمبري، في حوض سيتشوان على عمق يزيد على 14.760 ألف قدم، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الاثنين 30 سبتمبر/أيلول 2024.
وتعدّ هذه المرة الأولى التي تشهد فيها الصين إنتاج غاز طبيعي مجديًا تجاريًا من هذا التكوين العميق، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقد أظهر بئر (زي 201) -على وجه الخصوص- قدرات إنتاجية استثنائية، إذ ضخّ 26.1 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز.
ويمثّل ذلك نقطة تحول مهمة في تعزيز استخراج الغاز الصخري في الصين من تكوينات العصر الكمبري؛ ما قد يفتح حقبة جديدة من الإنتاج على نطاق واسع.
شركات الإنتاج
تتصاعد أهمية تطوير إنتاج الغاز الصخري في الصين، بصفته مصدرًا رئيسًا للإمدادات المحلية، وخاصة أن بكين تعدّ أحد أبرز المستوردين الرؤساء للغاز عبر خطوط الأنابيب، كما أنها أكبر مستورد للغاز المسال في العالم.
وفي العام الماضي، بلغ متوسط واردات الصين من الغاز الطبيعي 16 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يمثّل 42% من إجمالي الإمدادات في البلاد، مقارنة بـ15% في 2010، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبالفعل، تستخرج شركتان نفطيتان مملوكتان للدولة (البترول الوطنية الصينية، وسينوبك) الغاز الصخري من حوض سيتشوان، حيث تستهدفان تكوين لونغماكسي.
وهذا التكوين الجيولوجي، الذي يقع على عمق متوسط يبلغ نحو 11.500 ألف قدم، واعد بصفة خاصة؛ بسبب عمقه الضحل نسبيًا مقارنة بالتكوينات الأخرى في المنطقة.
ومنذ 2013، وسّعت الشركات الوطنية من معرفتها بتكوينات الصخرية، وطبّقت أساليب أكثر تقدمًا لزيادة إنتاج الغاز الصخري في الصين.
وعلى الرغم من هذه التطورات، ما يزال الغاز الصخري يشكّل 12% فقط من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في الصين، المقدَّر بـ21.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2023، حيث يُعزى هذا التقدم البطيء إلى التحديات الجيولوجية والتكاليف المرتفعة.
جهود حكومية
في محاولة لتحفيز نمو إنتاج الغاز الصخري في الصين، نفّذت الحكومة هيكلًا ضريبيًا جديدًا في 2018، بخفض ضريبة الموارد من 6% إلى 4.2%، ما وفّر حافزًا للشركات للاستثمار في هذا القطاع، ومُدَّت هذه السياسة حتى ديسمبر/كانون الأول 2027.
وبعد إصدار الخطة الخمسية الـ14 في الصين في 2021، جددت الحكومة التزامها بدعم تطوير موارد الغاز الطبيعي غير التقليدي.
وفي 2023، أنتجت البلاد في المتوسط 8.6 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي من التكوينات غير التقليدية مثل، الغاز الحبيس والغاز الصخري والغاز المستخرج من طبقات الفحم (تغويز الفحم).
وبحسب تقييم إدارة معلومات الطاقة الأميركية في 2015، فإن إجمالي كمية موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج من الناحية الفنية في 7 أحواض للغاز الطبيعي في الصين، يُقدَّر بنحو 1115 تريليون قدم مكعبة.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول من حيث احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج في العالم:
ويتركز أكثر من 50% (626 تريليون قدم مكعبة) من تقديرات موارد الغاز الصخري في الصين هذه، في حوض سيتشوان.
وتبرز المنطقة الجنوبية الغربية لحوض سيتشوان بصفتها مركزًا لاستكشاف الغاز الصخري في الصين؛ بسبب مزيجها الفريد من المزايا الجيولوجية؛ إذ إن التضاريس المسطحة للمنطقة وتوافر المياه والبنية الأساسية تجعل من السهل الوصول إلى موارد الغاز الصخري ونقلها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link