إندونيسيا تخفّض أهداف طاقة الرياح لعام 2030

يستقبل قطاع طاقة الرياح في إندونيسيا تطورًا سلبيًا، كما من الممكن أن يقلل من قدراته الإجمالية المستهدفة بحلول نهاية العقد الحالي في عام 2030.

وخفَّضت الدولة الآسيوية مستهدفها من مشروعات الرياح إلى أقل من مستهدفات خطة تحول الطاقة عالميًا.

وحسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يمثّل ذلك تحديًا بشأن طموحات الحد من الانبعاثات الكربونية في منطقة جنوب شرق آسيا التي تُسهم بمعدلات كبيرة فيها.

وتعتمد إندونيسيا على مصادر الوقود الأحفوري لتوليد 80% من الكهرباء، ويستحوذ الفحم على الجانب الأكبر منها، وفقًا لإحصائيات صادرة في عام 2022.

وتحول عدة عوائق دون تحقيق مستهدفات الطاقة المتجددة في إندونيسيا، يتمثّل أبرزها في ارتفاع تكاليف مدخلات تنفيذ تلك المشروعات، بجانب المتطلبات التعاقدية المرهقة للمستثمرين، فضلًا عن سياسات دعم محطات الكهرباء العاملة بالفحم، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

طاقة الرياح في إندونيسيا

اقترحت وزارة الطاقة تنفيذ مشروعات لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في إندونيسيا بقدرات تقارب 5 غيغاواط بحلول عام 2030، وفق تفاصيل نشرتها وكالة بلومبرغ.

ويمثّل هذا الهدف تراجعًا بنحو 3 غيغاواط مقارنة بمخطط أعلنته الحكومة بموجب اتفاقية خطة شراكة التحول العادل لقطاع الطاقة -التي أطلقتها بالتعاون مع شركاء دوليين، أواخر عام 2022- لتنفيذ استثمارات بمشروعات الرياح بقدرات إجمالية 8 غيغاواط.

مشروع رياح بحرية
مشروع رياح بحرية – الصورة من موقع thejakartapost

وتتوقع وزارة الطاقة زيادة القدرات الإجمالية لمشروعات توليد الكهرباء من مشروعات الرياح في البلاد إلى 37 غيغاواط بحلول عام 2060، مقارنة بـ45 غيغاواط بحلول 2050 اُقترحت في خطة شراكة التحول العادل لقطاع الطاقة.

وأُعلنت اتفاقية خطة الشراكة عام 2022، بهدف توفير تمويلات تقارب 20 مليار دولار، على شكل منح وقروض من الدول الغنية والمصارف الدولية، لتسريع وتيرة مشروعات تحول الطاقة في البلاد.

وأسهم استمرار تمسّك إندونيسيا بالفحم بصفته مصدرًا رئيسًا لتوليد الكهرباء في تأخير تنفيذ بنود الاتفاق الدولي، لا سيما بسبب التشريعات التي تساعد على تفادي تكبد المشروعات الحكومية خسائر، ما ينطبق على محطات توليد الكهرباء الحكومية التي تعمل بالوقود الملوث للبيئة.

وأفادت الإحصائيات بأن مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في إندونيسيا استأثرت بـ0.3% فقط من توليد الكهرباء بالبلاد في عام 2022.

وبالعودة مرة أخرى إلى المستهدفات التي أعلنتها وزارة الطاقة الإندونيسية مؤخرًا، فإن إضافة قدرات تقارب 5 غيغاواط تقفز بنسبة إسهام مشروعات طاقة الرياح في إندونيسيا إلى ما يقارب 2% فقط من إجمالي قدرات توليد الكهرباء في البلاد.

تحديات وشكوك

يتوقع مراقبون أن تُسهم مشروعات طاقة الرياح في إندونيسيا بنسبة ضئيلة، مقارنة بتلك التي ستُسهم بها الطاقة الشمسية.

ويعكس الانخفاض في القدرات المتوقعة لمشروعات طاقة الرياح عدم ثقة الحكومة الإندونيسية بشأن إمكان تنفيذ مستهدفات اتفاق خطة الشراكة.

ويرنو الاتفاق إلى تحفيز الدولة الآسيوية على إزالة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، غير أن إعلان وزارة الطاقة مؤخرًا جعل مستهدفات الخطة غير قابلة للتحقق.

وأطلقت حكومة البلاد ومجموعة من الشركاء الدوليين، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، ما يُسمى اتفاق شراكة التحول العادل لقطاع الطاقة (JETP Indonesia).

وتضم مجموعة الشركاء الدوليين ممثلين حكوميين لدول: اليابان وأميركا وكندا والدنمارك والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والنرويج وإيطاليا والمملكة المتحدة، وفقًا لمعلومات منشورة على موقع اتفاق الشراكة.

معدات مملوكة لشركة بي تي بيراو لاستخراج الفحم بمنجم بينونغان في إندونيسيا
معدات مملوكة لشركة بي تي بيراو لاستخراج الفحم بمنجم بينونغان في إندونيسيا – الصورة من موقع phnompenhpost

تعهدات لم تتحقق

تضمَّن اتفاق شراكة التحول العادل أكبر حزمة تمويل للتحول في مجال الطاقة عالميًا، ويتضمن خطة شاملة للاستثمارات المستهدفة في مشروعات الطاقة المتجددة، ومن بينها طاقة الرياح في إندونيسيا.

إزاء ذلك، تعهدت الدولة الآسيوية بموجب الاتفاق بتخصيص 20 مليار دولار بوصفه مبلغًا أوليًا لتنفيذ تلك الاستثمارات، من بينها 10 مليارات يوفّرها الشركاء الدوليون بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ولم تجذب إندونيسيا سوى 1.5 مليار دولار في العام الماضي (2023) في صورة استثمارات بمشروعات الطاقة المتجددة، بقدرات إجمالية 574 ميغاواط، وفق تقرير صادر عن معهد اقتصادات الطاقة في شهر يوليو/تموز الماضي.

وجذبت إندونيسيا خلال النصف الأول من العام الجاري (2024) استثمارات تصل إلى 580 مليون دولار، ما يمثّل أقل من نصف المطلوب للعام نفسه، والبالغ 1.23 مليار دولار، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر