[ad_1]
تتزايد إعلانات مشروعات إنتاج الهيدروجين النظيف المخططة حول العالم بصورة متسارعة، وسط توقعات بتضاعُف قدرة إنتاجه العالمية بحلول عام 2030، في إطار مبادرات تحول الطاقة وخفض الانبعاثات.
ومع ذلك، ما تزال 90% من القدرة الإنتاجية المتوقعة للهيدروجين النظيف بنهاية العقد الحالي، في مراحل التخطيط المبكرة، ولم تصل إلى مرحلة الاستثمار النهائي بعد، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وشكّلت مشروعات الهيدروجين الأزرق، التي وصلت إلى قرارات الاستثمار النهائية في 2023، قرابة 76% من إجمالي قرارات المشروعات التي وصلت لهذه المرحلة منذ عام 2019 (من حيث سعة المشروع).
كما مثّلت قدرة مشروعات الهيدروجين الأخضر التي وصلت لهذه المرحلة في 2023 فصاعدًا، قرابة 52% من إجمالي قدرة المشروعات التي وصلت إلى قرارات الاستثمار النهائية منذ بداية تطوير هذا الوقود النظيف.
ومن حيث الإنتاج الفعلي، تشير البيانات التاريخية إلى أن بناء قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر ظلّ ضعيف النمو ومتأخرًا بصورة كبيرة، مقارنة ببناء القدرات الإنتاجية الخاصة بنظيره الأزرق، حيث يمثّل النوع الأول نحو 4% فقط (0.2 مليون طن سنويًا) من إجمالي إنتاج الهيدروجين النظيف الذي يضم النوعين معًا.
دعم إنتاج الهيدروجين النظيف
يبلغ معدل النمو السنوي للزيادة المعلنة المتوقعة في سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر من عام 2023 إلى عام 2030 نحو 115%، وهو ما يقرب من 4 أضعاف معدل نمو الهيدروجين الأزرق البالغ (31%)، بحسب تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للغاز.
وعلى الرغم من هذا الزخم القوي في النمو، فإن الزيادة المعلنة في سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق بحلول عام 2030 تظل غير كافية لتلبية مسار الحياد الكربوني، ما يشير للحاجة إلى دعم سياسي قوي.
وسوف تؤدي البنية الأساسية للغاز الطبيعي دورًا حاسمًا في دعم توسيع نطاق إنتاج الهيدروجين النظيف من خلال توفير المواد الخام، وتقليل التكاليف المرتبطة بالبنية التحتية.
وركّز الفاعلون في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف على توفير المواد الخام لصناعات مثل المصافي، وإنتاج الأسمدة، والمواد الكيميائية القائمة على الميثانول.
ومع ذلك، فإن استعمال الهيدروجين النظيف وقودًا ما يزال في مراحله المبكرة، ولا يشكّل سوى 1% من الطلب الإجمالي على الهيدروجين، بحسب مشهد استعمالات الهيدروجين العالمية الذي تتابعه وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية منتظمة.
ومنذ 2024، ما تزال قدرة إنتاج الهيدروجين النظيف محدودة نسبيًا، إذ تلبي 4% فقط من إجمالي الطلب على الهيدروجين، ونتيجة لذلك، كانت غالبية إنتاج الأمونيا والميثانول حتى الآن تعتمد على الوقود الأحفوري.
نمو الهيدروجين الأزرق والأخضر
يأتي أغلب النمو في إنتاج الهيدروجين الأزرق مدفوعًا بشركات النفط والغاز التي تستفيد من بُنيتها التحتية وقدراتها الحالية.
وبحلول 2030، ستزيد مشروعات الهيدروجين الأزرق الجديدة من القدرة الإنتاجية العالمية بمقدار 7 أضعاف، لتصل إلى 29 مليون طن سنويًا، مع وجود 83% منها في مرحلة التخطيط، و3% في مرحلة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي منذ عام 2023.
وفي الوقت الحالي، يقع أغلب منشآت الهيدروجين الأزرق العاملة في أميركا الشمالية وآسيا، حيث تتصدر الولايات المتحدة وكندا والهند وباكستان الإنتاج.
ويشهد الهيدروجين الأزرق تطورات متسارعة، بينما ينمو الهيدروجين الأخضر بصورة أبطأ، ومن المتوقع أن يمثّل 4% فقط من إجمالي الإنتاج التشغيلي للهيدروجين النظيف في عام 2024.
ومع ذلك، يمكن أن يتغير هذا الأمر مع إدخال الحكومات سياسات وحوافز لإعطاء الأولوية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية للهيدروجين الأخضر إلى 31 مليون طن سنويًا، متجاوزةً بذلك قدرة إنتاج الهيدروجين الأزرق المتوقع وصولها إلى 29 مليون طن سنويًا بحلول التاريخ نفسه.
وتوجد غالبية مشروعات الهيدروجين الأخضر حاليًا في مرحلة ما قبل الموافقة النهائية، حيث وصل نحو 4% فقط من المشروعات إلى قرار الموافقة النهائية.
ومع ذلك، تسارعت وتيرة الموافقات التراكمية على مشروعات الهيدروجين الأخضر حسب القدرة منذ عام 2019، مع زيادة ملحوظة في الأشهر الـ18 الماضية.
وحاليًا، يُستعمل نحو 47% من الهيدروجين في شكله الأصلي مادةً خامًا، في حين تُحوَّل الـ53% المتبقية إلى مشتقات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تحرك عالمي لدفع الإنتاج
تدرك الحكومات الحاجة إلى دعم تنظيمي أكبر لتحقيق التزامات خفض الانبعاثات، والعمل على تطوير إنتاج الهيدروجين النظيف.
ففي الولايات المتحدة، يقدّم برنامج مراكز الهيدروجين النظيفة الإقليمية تمويلًا بقيمة 7 مليارات دولار لإنشاء 7 مراكز إقليمية للهيدروجين النظيف، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفي أوروبا، أكملت المملكة المتحدة أول جولة لتخصيص الهيدروجين في أوروبا، حيث قدّمت ملياري جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار) لدعم 11 مشروعًا للهيدروجين الأخضر.
وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تستثمر أستراليا 4 مليارات دولار أسترالي (266 مليون دولار أميركي) في برنامج لإنتاج الهيدروجين النظيف، كما أطلقت اليابان برنامجًا مماثلًا، بحسب التقرير.
ويركّز العديد من سياسات دعم الهيدروجين النظيف على كثافة الكربون بدلًا من طرق الإنتاج، مع إدخال بعض البلدان متطلبات أكثر صرامة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link