محمكة العدل الدولية
محمكة العدل الدولية

التلغراف : قضية إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تختبر “مزاعم الغرب بالتفوق الأخلاقي”

صحيفة الغارديان ومقال بعنوان “ليست إسرائيل وحدها التي تُحاكم، وإنما تختبر جنوب أفريقيا مزاعم التفوق الأخلاقي للغرب”، كتبته نسرين مالك.

ترى الكاتبة أن القضية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية، تتهمها فيها بـ”ارتكاب إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في غزة، تتعلق في جوهرها بشيء أوسع من تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على غزة، وهو كشف الفارق بين الواقع الفلسطيني وكيف تصفه القوى السياسية الغربية المهيمنة على العالم.

وتتحدث الكاتبة عن تباين بين الرأي العام الشعبي في الدول الغربية، المطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وبين موقف حكومات تلك الدول.

وتضيف: “منذ أسابيع، امتد الغضب من الأحداث في غزة إلى الشوارع في جميع أنحاء أوروبا. ومع ذلك، فقد تم تجاهل هذا الغضب، أو رفضه، أو حظره، أو التشهير به من قبل القادة السياسيين. إن التأييد الشعبي لوقف إطلاق النار، والذي يبلغ الآن أكثر من 70 في المئة في بريطانيا، لا ينعكس في مواقف الحكومة أو المعارضة”.

“وعلى الصعيد العالمي، لم تترجم إدانة العنف من جانب منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وحتى البابا (بابا الفاتيكان) إلى إجراءات ذات معنى من جانب القادة السياسيين. وعرقلت الولايات المتحدة قرارا للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار”.

واعتبرت الكاتبة أن كل هذا يعكس ما قيل لمؤيدي فلسطين لسنوات: “إن موقفكم هامشي. فهو لا يقوم على دليل أو أخلاقيات، بل على التحيز والتطرف ومؤخرا على ما يسمى ‘اليقظة’. وبعبارة أخرى، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني معقد، ومن الأفضل تركه للكبار”.

وكان هذا الموقف يرتكز دائما على حقيقة أنه حتى لو كان الدعم لفلسطين شعبيا، فإنه لم يكن قويا. ونادرا ما انتقل من الشوارع إلى قاعات السلطة، وعندما كان يحدث ذلك، كان من الممكن دائما حجب أو تشتيت مثل هذه المشاعر، وفق الكاتبة.

لكن تقديم القضية أمام محكمة العدل الدولية “تحدى هذه الصورة، سواء في المظهر أو في الجوهر. من المهم سماع الأشياء التي لم تؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية، والتي وُضحت في المحكمة بالشكل الذي يتناسب مع خطورتها”.

وتتابع الكاتبة: “ومن المهم أن تكون هذه الادعاءات مرتبطة باتفاقيات جنيف وقانون حقوق الإنسان. ومن المهم أن يتم التحدث بها في إطار رسمي وقانوني، ينطق بها المحامون ويستمع إليها القضاة”.

وتُظهِر قضية محكمة العدل الدولية كيف أن المنطق الغربي بدأ يضعف، وأن قدرته على الإقناع تتضاءل في عالم متعدد الأقطاب، كما أن حقيقة أن جنوب أفريقيا هي التي رفعت القضية لا تغيب عن بال أحد، لأنها رمز لويلات الاستعمار والاستيطان والفصل العنصري والظلم واسع النطاق، وفق الكاتبة، ولذلك ليس من المستغرب أن يأتي الدعم المعرب عنه لجنوب أفريقيا بالكامل من بلدان في الجنوب العالمي.

وترى الكاتبة أن القضية ترمز إلى مواجهة أوسع نطاقاً، إذ يبدو أنها تتساءل، من داخل نفس المؤسسات التي أنشأتها الدول الغربية، عما إذا كانت البنية التحتية لحقوق الإنسان هذه حقيقية، أو أنها مجرد مسرح يقام لخدمة نظام طبقي دولي.

وترى الكاتبة أن القضية – ومن ورائها الصراع في غزة – جعل الحلفاء الغربيين في موقف يضطرهم لتقويض أنظمتهم ومؤسساتهم الحقوقية أو تجاهلها، ما يؤدي إلى فقدان مصداقيتهم.

وتضيف: “عندما تكون على الجانب المعارض للأمين العام للأمم المتحدة، والعديد من منظمات حقوق الإنسان، وتعترض على تقديم طلب إلى محكمة عالمية قمت بالانضمام إلى عضويتها – وفي حالة الولايات المتحدة وبريطانيا، المحكمة التي أنشأتها أنت – فأنت حينئذ تقوم بهدم بيتك بنفس الأدوات التي بنيته بها”.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

عاجل: صنعاء تكشف عن انجاز أمني كبير جدا وغير مسبوق

كشف مصدر أمني، أن الأجهزة الأمنية تمكنت تحقيق انجاز امني كبير وغير مسبوق، تمثل في …