دراسة أذهلت العلماء.. تشكّل “محيط جديد” يقسم القارة الإفريقية
قال باحثون في قسم الجيولوجيا في كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة نيروبي، أن صفائح تكتونية تتحرّك ضد بعضها على طول مناطق الصدع في قارة افريقيا، ما يؤدي إلى تشكيل مساحة بحرية جديدة في المنطقة.
وأوضح العلماء أن تشكّل المحيط الجديد في إفريقيا هو أمر مرجّح، لكنّه سيستغرق ملايين السنين.
وأشارت الدراسة أن هذه الحركة تُعدّ الحركة ذاتها التي كوّنت البحر الأحمر، ولكن بمعدل أبطأ بكثير.
وانخفضت سماكة الأرض حول الوادي المتصدّع من 40 كيلومترًا إلى 35 كيلومترًا خلال الثلاثة ملايين سنة الماضية، ولذا فإن التخلّص من خمسة كيلومترات يحتاج إلى سنوات تعدّ بالملايين.
إفريقيا قارة تتمتّع بتاريخ جيولوجي
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور علي حيدر، الباحث والمختصّ في إدارة الكوارث الطبيعية، أن هذه المنطقة تتمتّع بتاريخ جيولوجي، إذ إن قارة إفريقيا لم تكن موجودة قبل 630 مليون سنة.مشيرا في حديث إلى قناة “العربي”، من بيروت، إلى وجود مناطق متفرقة اصطدمت ببعضها خلال الفترة الزمنية بين 630 مليون سنة و530 مليون سنة الماضية، فبدأت ملامح القارة السمراء بالتشكّل.
وأضاف أن قارة إفريقيا لم تتشكّل وحدها، بل التصقت بها القارة الأميركية الجنوبية من جهة والصفيحة العربية من جهة أخرى؛ لكن منذ العصر الطباشيري انفصلت القارة الأميركية الجنوبية، وبقيت الصفيحة العربية ملتصقة بإفريقيا.
وأوضح أنه منذ 40 مليون سنة إلى الوراء، ظهرت في منطقة عفار القريبة من جيبوتي وتحديدًا عند باب المندب، ثلاث تشقّقات أحدها أدى إلى ظهور البحر الأحمر، والشقّ الآخر دخل في عفار والداخل الإفريقي حيث بدأت إفريقيا بالتفسّخ مع الوقت، أما الشقّ الثالث فذهب نحو المحيط الهندي.
وتابع حيدر أنه منذ 18 إلى 20 مليون سنة بدأ التشقّق بالدخول إلى داخل القارة الإفريقية مؤكدا أن الدراسة الحديثة تؤشر إلى أن الشقّ الذي دخل في إفريقيا ناشط على عكس ما كنا نظنّه في السابق، مشيرًا إلى وجود عاملين يتحكّمان بظهور هذا المحيط هما: النشاط البركاني، والصفائح التكتونية.
وأكد أن تشكّل هذا المحيط يستغرق ملايين السنين، مشيرًا إلى أن البحر الأحمر استغرق بين 15 و20 مليون سنة للتشكّل بمعالمه الواضحة.