الفلكي “محمد عياش” يسرد أمثال مدهشة في نجم “علب” أول نجوم الخريف ويكشف حقائق صادمة عنه

أقوال وأمثال في معلم نجم علب
أول معالم نجوم الخريف

#الفلكي_محمد_عياش : هُناك العديد من الأقوال والأمثال التي يزخر بها الموروث الفلكي والشعبي في اليمن، والتي لها من المعاني والدلالات مايُحاكي الواقع ويتطابق معهُ في الكثير من الأحيان، وبما تحتويه ايضاً من نصائِح وإرشادات عده، والذي نسعى من خلال هذا المنشور إلى التذكير بها وإحياء هذا الموروث الجميل الذي يكاد يندثر، وذلك بعرضِنا مع الشرح بعضاً من تلك الأمثال، والتي خصصنا وجمعنا مِنها مايتحدث هُنا عن أول معلم من معالم نجوم موسم الخريف “نجم علب”، والذي يبدأ معلمه في الـ19 من يوليو ـ 6/تموز، ويستمر حتى الـ31 من يوليو ـ 18/تموز .

ومن هذهِ الأمثال مايلي :

** (لا تشكي القيظ ولا تلومه .. إلا العلب لاسامرت نُجومه)، إشاره إلى أن الأجواء الغائمه مع ليالي أيام معلم نجم العلب، قد تُبشر بالخير وهطول الأمطار، بِخلاف الأجواء الصحوه ليلاً، التي قد تُدلل على العكس من ذلك وإلى ضعف هذهِ الإحتماليه، وحينها قد تزيد شدة الحر والجفاف بصوره قد تفوق أيام موسم القيظ “الجَحر”.

** (في علب .. سِت جَحر وسِت بحر)، أي أحياناً ومع بعض الأعوام قد تمر السِت الأيام الأولى من بدايته دون نزول المطر فيها (جَحر العلب .. يبس عروق الزراعه)، (جَحر العلب .. قطع حبال المساني)، وتُسمى أيضاً بـ جَحر الخريف (جَحر الخريف .. يرد القوي ضعيف)، أي يُضعِف الزرع فيها ويُصاب بالضمور، وتليها بعد ذلك سِتة أيامٍ مُمطره، إلا أنهُ ومع هذا العام بحسب المؤشرات.. فإن الأجواء ستكون مُبشره بالخير وهطول الأمطار في أغلب مناطق البلاد من بِداية الموسم إن شاء الله.

** (شِز مالك في علب .. يشرب وإلا لازِد شِرب)، أي حرثه خفيفه بين أتلام الزرع، وخاصةً في حال تأخر هطول المطر مع الأيام الأولى منه، فإن هذا الفعل قد يجعلها تتحمل الجفاف والعطش، وكذلك قد يُساعد فيما بعد في تثبيت جذورِها وعدم إنجراف التربه وحمايتها من السقوط عند إنهِمار الأمطار الغزيره عليها، والتي قد يُصاحبها هبوب الرياح الشديده غالباً مع أمطار هذا المعلم، وكما يُقال في المثل أيضاً (إذا دخل علب .. شوّل ولِب)، أي بعد الحراثه الخفيفه للأرض بين الأتلام، يُفضل لم التُراب وكَدمه حول جذور الزرع لتثبيتِها أكثر.

** (علب مثمّن المال)، أي أن أيام معلم نجم علب تُبين الأرض الخصبه من غيرها، وذلك من خلال مقاومة الزرع للعطش وحرارة الجو، في حال تأخر نزول المطر.

** (أنا علب أنا علب .. شمسي ونودي تلتهب .. ودهنتي ماتقتلب .. ورايبي مايشترب)، (علب علب .. إما مطر وإلا شمس تِلهب)، (يالله بعلبه تِلب .. وإلا شموس تحرق عروق الطنب)، وهُنا وفي هذه الثلاثة الأمثال وصف لِشدة الرياح (نودي) وإستمرار حرارة الشمس اللاذعه مع أيام معلم نجم العلب، وإجتماع ذلك ايضاً بجانب الخير في نفس الوقت مع هطول الأمطار وإخضرار المراعي، والذي قد يزيد ذلك من كِثرة إدرار الأبقار للألبان التي قد تكون نِسبة الدسم (الدِهنه) فيها كبيره، وكذلك زيادة رابي الحليب عند هزه، والذي لا يُفضل في كل الأحوال شُربهِ مع وجود هذهِ النسبه العاليه من الدسم قبل فصلِها وإستخراجها.

** (علب مطره يخلب .. وشمسه تصلب)، (علب أعيَب .. إن بَكر خرب .. وإن شرّق صلب)، أي أن أيام معلم نجم علب قد يشوبهُا العيب دائماً، فإذا جاءت الأمطار مُبكراً مع بدايته.. فإنها قد تكون غزيره وتروي الأرض، ولكنها وفي نفس الوقت قد تُلحِق بعض الأضرار وقد تتسبب في جرف بعض الحقول والمُدرجات الزراعيه، وكذلك قد ينتج عنها تصدع بعض المنازل والبيوت الشعبيه ذات البناء الضعيف أو القديمه والمُتهالكه، وخاصةً في المناطق الريفيه؛
وإن قَلت أو تأخرت الأمطار في هذا المعلم، فإن ذلك قد يزيد من حرارة الجو ومن شدة الجفاف وتصلب الأرض.

** (أنا علب عوائِد الجود ما كَذب .. أنا أخلي كل جِربه تِهب)، (أنا عليبا .. إن طِبت أخلي الدنيا ثَريبَا .. وإن خِلت .. أخلي الدنيا زَريبا)، أي أن جادت أيام معلم نجم علب بفضل من الله بالأمطار.. فإنها تأتي بالخير على المال “الأرض” وكذلك على الزرع الذي يستفيد منها كثيراً وخاصةً مع هذه الفتره من العام لِنمو محاصيل الحبوب المُختلفه، والعكس إن شح هطول الأمطار خلال أيامه، و “الثريب” تعني النعمه والخير، و “الزريب” من الشده والجفاف؛
كما أن هطول الأمطار الغزيره مع أيام هذا المعلم، قد يُبشر ذلك بتواصلها لاحقاً، وبوتيره أعلى في بعض الأحيان مع دخول معلم نجم سهيل الذي يتبعهُ في الأول من شهر أغسطس، وكما يُقال في المثل (إن جَاد علب فانا سهيل .. وإن فسِل فانا سحيل).

** (علب علبّها .. وسهيل ربَاها .. والروابِع اُمها واباها)، وهنا يصف عوائِد الأمطار والفائده من هطولها خلال أيام هذه المعالم من موسم الخريف، بدايةً من نجم الـ علب ثم سهيل فالروابع الأولى فالثانيه أو الأخيره، والتى تُساهم هذه الأمطار بشكلٍ كبير في رعاية ونمو مُختلف المزروعات من المحاصيل الزراعيه وخاصةً محاصيل الحبوب، وشَبه هذهِ المعالم كما الاُم والأب في عنايتِهم لابنائِهم.
ــ ــ ــ

أخيراً نسأل من الله العلي القدير، أن يمُنَّ علينا من بركات السماء في هذه المواسم المطيره.. مايروي بهِ الأرض، ويُنبِتُ بهِ الزرع، ويُبارك لنا بهِ في الثمار، وأن يسقينا فيها من الغيث الهنيئ المِدرار الشاملِ لِجميع النواحي والأمصار، وأن يرزُقنا من الخير كُلِه وينشر علينا رحمته.

(إنشر وشارك المنشور لإحياء هذا الموروث)