الميدان اليمني – وكالات
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء اليوم الثلاثاء حظر جميع واردات النفط والغاز الروسية، على وقع تصاعد التوتر الروسي الغربي، وفيما تدخل العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية يومها الثالث عشر.
وجاء القرار بعد تصويت مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، على قانون يشرّع حظر استيراد الطاقة من روسيا، في تصعيد جديد بالعقوبات الأميركية على موسكو بعد إعلان الأخيرة الحرب على أوكرانيا.
وقال بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض: “سنحظر جميع واردات النفظ والغاز والطاقة. هذا يعني أن النفط الروسي لن يكون مقبولا بعد الآن في موانئ الولايات المتحدة وسيُوجّه الشعب الأميركي ضربة أخرى قوية لبوتن” مضيفا أن قرار الحظر اتُخذ “بتنسيق وثيق” مع الحلفاء.
وأضاف بايدن إن العقوبات تهدف إلى إلحاق الأذى بالرئيس بوتين، وأنه تم تنسيق قرار حظر واردات النفط الروسي مع عدد من الشركاء.
وخاطب الأميركيين قائلا إن أسعار البنزين سترتفع مع حظر النفط الروسي.
وعقب إعلان بايدن حظر جميع واردات النفط الروسية، قفز خام برنت صعودا فوق 132 دولارا للبرميل.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن قرار حظر النفط الروسي سيشمل الفحم الحجري والغاز الطبيعي المسال.
وأبقت صادرات الطاقة على التدفق الثابت للنقد إلى روسيا بالرغم من القيود الشديدة المفروضة على قطاعها المالي.
وكان البيت الأبيض قد قال إن بايدن يعتزم التحدث صباح الثلاثاء ليعلن “إجراءات لمواصلة محاسبة روسيا على حربها غير المبررة والتي لم تنتج عن استفزاز على أوكرانيا”.
وتتصرف الولايات المتحدة بمفردها في هذا الصدد، ولكن بالتشاور الوثيق مع الحلفاء الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل أكبر على إمدادات الطاقة الروسية.
يأتي ذلك، فيما رفضت ألمانيا، أكبر مشتر للنفط الخام الروسي، خططا لحظر واردات الطاقة. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز يوم الاثنين، إن ألمانيا تسرع من خططها لتوسيع استخدامها لمصادر الطاقة البديلة، لكنها لا تستطيع وقف واردات الطاقة الروسية بين عشية وضحاها.
وتعتمد أوروبا بشدة على روسيا في النفط الخام والغاز الطبيعي، لكنها أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة حظر المنتجات الروسية.
بينما تعتمد الولايات المتحدة بدرجة أقل بكثير على الخام والمنتجات النفطية من روسيا، لكن فرض حظر سيساهم في دفع الأسعار لمزيد من الصعود والإضرار بالمستهلكين الأميركيين الذين يعانون بالفعل أسعارا عند مستويات تاريخية مرتفعة في محطات الوقود.
وصعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2008 بسبب تأخيرات في عودة محتملة للخام الإيراني إلى الأسواق العالمية وفي الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون حظر الواردات الروسية.
حرب بين القوى العظمى
جاءت هذه التصريحات بعدما طلب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي من القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا منع اندلاع “أي حرب بين قوى عظمى”.
كما قال ميلي الذي يجري جولة في أوروبا للتأكيد على عزم بلاده الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي بمواجهة الهجوم الروسي، للجنود الأميركيين المنتشرين في قاعدة جوية قرب كونستانتسا في جنوب رومانيا “علينا التأكد من قدرتنا على الاستجابة السريعة، وإظهار قوتنا وتصميمنا ودعمنا للحلف لمنع أي عدوان إضافي من الروس، ومنع اندلاع حرب بين القوى العظمى”، وفق تعبيره.
توتر غير مسبوق
كما جاءت تلك المواقف الروسية وسط أزمة حادة بين الكرملين والبيت الأبيض الذي فرض عقوبات “مؤلمة” على روسيا، على خلفية العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا.
وكانت القوات المسلحة الروسية قد بدأت عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 تلبية لطلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين طلبتا المساعدة من روسيا لإنهاء اعتداءات القوات التابعة لنظام الحكم الأوكراني عليهما، حسب تعبير الحكومة الروسية.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يفعله نظام الحكم الأوكراني بسكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في منطقة دونباس بالإبادة الجماعية.
وأضاف الرئيس الروسي خلال خطاب مفاجئ له فجر الخميس: “روسيا ستنفذ عملية عسكرية خاصة في دونباس تستهدف حماية الشعب، والظروف تتطلب تحركًا حاسمًا من موسكو”.
وهدد بوتين حلف الناتو مؤكدًا أن أي محاولة للتدخل الأجنبي خلال العملية العسكرية في منطقة دونباس بأوكرانيا ستؤدي إلى نتائج لم يرها العالم.
وحذر الرئيس الروسي من أن موسكو سترد، فورا، على أي محاولة من الخارج لعرقلة العملية العسكرية؛ وسوف يؤدي ذلك الرد إلى نتائج لم تواجه أبدا في تاريخ أولئك الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية.
وفي رسالة موجهة إلى أوكرانيا أكد بوتين أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، وفي حالة أي تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور.
كما أسفرت العملية عن توتر غير مسبوق بين موسكو والغرب، لاسيما الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي حذرت من أن أوروبا تمر بأخطر مرحلة أمنية وسياسية على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية.