الميدان اليمني – متابعة خاصة
أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الهجمات الصاروخية الأخيرة للحوثيين في اليمن على السعودية، كشفت عن ضعف وثغرات كبيرة في النظام العسكري الدفاعي للسعودية.
ولفتت الصحيفة في تقرير أعده غارد ماسلين، إلى أن الحوثيين ضربوا 10 صواريخ، وأطلقوا طائرة مسيرة ضد أهداف سعودية منذ نيسان/ أبريل، أصابت مطارات ومحطات تحلية وخط أنابيب مهما وأهدافا أخرى، ما رفع من حرارة المواجهة الأوسع بين أمريكا وإيران.
ويجد التقرير أن هجمات الحوثيين الصاروخية لفتت الانتباه إلى نظام الدفاع الصاروخي السعودي ومكامن ضعفه، فالجيش السعودي يعد من أفضل الجيوش جاهزية؛ وذلك بسبب الميزانية الدفاعية التي تعد الثالثة في العالم، ومئات المليارات من الدولارات التي أنفقت على شراء المقاتلات والمصفحات والمعدات العسكرية الأخرى، لكن دفاعات السعودية الصاروخية المصنعة في أمريكا، وهي صواريخ باتريوت، قدمت سجلا مختلطا عندما كان الأمر يتعلق باعتراض الصواريخ المنطلقة من اليمن، بالإضافة إلى أنها ليست مصممة لمواجهة الطائرات المسيرة.
ويورد الكاتب نقلا عن مسؤول سعودي، قوله: “تظهر الأحداث الأخيرة أننا أصبحنا مكشوفين فيما يتعلق بدفاعنا”، فيما رفض المتحدث باسم التحالف السعودي ضد الحوثيين التعليق بناء على طلب من الصحيفة.
وتفيد الصحيفة بأن السعودية زعمت أن نظام باتريوت كان ناجحا في الماضي، حيث اعترض في آذار/ مارس 2018 سبعة صواريخ سكود أطلقها الحوثيون، لكن لقطات الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي كشفت عن أن صواريخ باتريوت أخطأت هدفها، منها واحد دار دورة كاملة قبل أن يغوص في الأرض.
وينوه التقرير إلى أن قدرة الحوثيين على توجيه ضربات صاروخية بحسب ما يريدون تظهر أن السعودية، التي تعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، تورطت في حرب مكلفة، مضى عليها أربعة أعوام، ولم تعد قادرة على الانتصار فيها بشكل سريع.
ويقول ماسلين إن الحوثيين أظهروا بشكل متزايد براعة في توجيه هجمات صاروخية متنوعة المدى، وتسيير طائرات دون طيار، رغم الحصار الذي تفرضه السعودية لمنع وصول أسلحة من هذا النوع إلى البلد، مشيرا إلى أن آخر هجوم للحوثيين كان يوم الأحد عندما ضربت طائرة دون طيار مطار أبها، وهي المدينة القريبة من الحدود مع اليمن، وقتل شخص وجرح 21 آخرين، بحسب مسؤولين سعوديين، وقد استخدم الحوثيون في الأسبوعين الماضيين صواريخ كروز، ولأول مرة منذ عام 2017.
وتبين الصحيفة أن أساليب الحوثيين الجديدة تظهر استعدادهم لضرب البنية التحتية المدنية، الرئيسية في السعودية، كما حدث عند استهداف أرامكو، والمطارات الرئيسية في المملكة.
وقال المتحدث باسم الحوثيين في 20 حزيران/ يونيو: “تستطيع صواريخنا الباليستية والمجنحة والطائرات من الأنواع كلها ضرب أي هدف داخل حدود السعودية”، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين اتهموا طهران بتدريب الحوثيين وتقديم التصميمات لهم لتطوير الصواريخ.
ويرى المحلل المقيم في ألمانيا فابيان هينز، الذي يقوم بمراقبة الغارات اليمنية الأخيرة، أنه رغم جاهزية الجيش السعودي والمعدات التي يملكها فإنه ليس قادرا على مواجهة إيران والانتصار عليها، لافتا إلى أن طهران لدبها جيش نظامي أكبر، وقوات حرس ثوري ضاربة متخصصة في الحروب غير المتماثلة/ غير التقليدية.
وتفيد الصحيفة بأن القوة السعودية وضعت محل التطبيق في الحرب في اليمن، وقادت غارات جوية، وحصلت على دعم من السودان والإمارات العربية المتحدة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مشيرة إلى أن هذه الحرب كانت تعبيرا عن سياسة خارجية حازمة بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وصنعت أكبر كارثة إنسانية في العالم.
ويشير التقرير إلى أن هذه الحملة فشلت في هزيمة الحوثيين، ما ترك المملكة عرضة لهجمات انتقامية منهم، لافتا إلى أن طبيعة الدفاعات الصاروخية عادة ما تتغير، فحتى نظام القبة الحديدية يفشل أحيانا في اعتراض الصواريخ المنطلقة من غزة.
وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أن الحوثيين يستخدمون مزيجا من الصواريخ والطائرات المسيرة للعثور على مكامن ضعف في دفاعات السعودية.