منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية

الرياض في ورطة حقيقية.. السعودية تطلق نداء استغاثة عاجلة لإنقاذها بعد نفاد مخزون الصواريخ الاعتراضية وتطلب مساعدة طارئة من دول الخليج لمواجهة الخطر الأكبر

الميدان اليمني – متابعة خاصة

أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، بأن المملكة العربية السعودية تناشد جاراتها في الخليج لمساعدتها في تجديد مخزونها من الصواريخ الاعتراضية الخاصة بمنظومتها الدفاعية من طراز “باتريوت” الأمريكية، بعدما أوشك مخزونها على النفاد، في الوقت الذي تكافح فيه لصد ضربات الحوثيين، في انتظار موافقة الولايات المتحدة على مبيعات صواريخ باتريوت.

يأتي هذا التحرك من المملكة في الوقت الذي تُكثف فيه جماعة “الحوثي” في اليمن من هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة، على أنحاء مختلفة في السعودية.

الصحيفة نقلت عن مسؤول أمريكي وصفته بـ”البارز”، قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن “تدعم هذه التحركات الرامية إلى شراء صواريخ من الخليج”، وسط مخاوف من نفاد مخزونات الرياض من صواريخ باتريوت في ظرف “أشهر”.

ورأى المسؤول أنه “لا بد أن تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لعمليات نقل الصواريخ الاعتراضية”، وأضاف أن “الحالة طارئة، والسعوديون يمكنهم الحصول على هذه الصواريخ من أماكن أخرى في الخليج، ونحن نحاول المساعدة في ذلك، وقد يكون البديل الأسرع لصفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة”.

كذلك أكد شخصان مطلعان على المحادثات بين السعودية وجيرانها، أن الرياض تقدمت بالفعل بهذه الطلبات. وقال أحدهما: “هناك نقص في الصواريخ الاعتراضية. والسعودية تطلب بعضاً منها من أصدقائها، ولكن لا يتوفر الكثير منها”.

في حين قال المصدر الآخر للصحيفة البريطانية، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ألمح إلى هذا الموضوع خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، في ديسمبر/كانون الأول، واتصلت المملكة بعد ذلك بدول المنطقة مباشرة.

تُشير الصحيفة إلى أنه ليس واضحاً حتى الآن ما إذا كان جيران السعودية قد أمدّوها بهذه الصواريخ.

عادةً ما كانت تحصل السعودية على معظم أسلحتها من الولايات المتحدة، لكن قدرتها على شراء الأسلحة من واشنطن تعقدت، بسبب انتقادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي لسلوك المملكة في حرب اليمن.

لكن رغم ذلك، قال مسؤول بارز في إدارة بايدن للصحيفة -لم تذكر اسمه- إن واشنطن “تعمل عن كثب مع السعوديين ودول شريكة أخرى لتغطية أي نقص”.

مسؤول أمريكي آخر لفت إلى أن الحوثيين كثفوا هجماتهم على المملكة، العام الماضي، وقال إن “الرد على هذه الهجمات باستخدام هذا النوع من الصواريخ الاعتراضية يعني أن معدل استهلاكهم لها سيكون أسرع مما توقعوه من قبل”.

رأى المسؤول الأمريكي أن “الحل ليس المزيد من الصواريخ الاعتراضية فحسب، ولكن من الضروري التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة في اليمن”.

كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، قد تحدثت عن التكلفة العالية للحصول على صواريخ أنظمة الباتريوت، وقالت إن تكلفة الصاروخ الواحد في المنظومة الدفاعية الأمريكية مليون دولار، بينما لا تزيد تكلفة الصاروخ أو المسيَّرة التي يطلقها الحوثيون على 10 آلاف دولار فقط.

وقرر بايدن تجميد صفقات الأسلحة الهجومية للسعودية وذلك بعد دخوله البيت الأبيض وأنهى كذلك الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين. وتعهد أيضا بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة وانتقدها على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي على أيدي عملاء سعوديين، ويقاوم التقدميون في الحزب الديمقراطي أي دعم للمملكة.

وقامت واشنطن في العام الماضي بإعادة نشر عدد من أنظمة باتريوت في السعودية. وأكد المسؤولون الأمريكيون أنهم ملتزمون بالدفاع عن المملكة، وأقرت وزارة الخارجية قبل فترة بيع 280 صاروخ جو-جو. ورفضت الوزارة في كانون الأول/ ديسمبر محاولة من الحزبين منع صفقة أسلحة بقيمة 680 مليون دولار.

وقال المسؤول الأمريكي البارز إن 280 صاروخ جو-جو ستقدم مساعدة كبيرة، لكن السلاح يستغرق وصوله إلى السعودية وقتا، مضيفا أن السعوديين بحاجة للصواريخ الاعتراضية لمساعدتهم في الوقت الصعب. وقال إن واشنطن باتت صعبة على السعوديين و”حتى القول إننا ملتزمون بالدفاع عن السعودية كلام فيه مخاطرة في هذا المناخ”.

وأخبر وزير الدفاع لويد أوستن مؤتمرا في الشرق الأوسط، عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر أن الولايات المتحدة “تقوم وبشكل كبير بزيادة قدرات السعودية للدفاع عن نفسها”.

وتقود السعودية تحالفا منذ 2015 بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. ودعمت الولايات المتحدة وبريطانيا الحملة في البداية، لكن طريقة إدارة الحرب أدت لانتقادات وضغوط على الحكومتين لوقف الدعم العسكري.

ويقول سيث جونز، مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن هناك اعترافا من واشنطن بالتهديد الحوثي المتزايد على المملكة، وهناك قلق من بحث المملكة عن السلاح من الصين لو لم تجد الدعم من الولايات المتحدة. ويحاول الجناح المركزي في الحزب الديمقراطي الوقوف ضد الجناح المتقدم “نريد الدفاع عنهم (السعوديون) ضد أعدائهم وإحباط التحرك الصيني”، كما قال.

>> يمكنك متابعة المزيد من أخبار السعودية اليوم عبر موقع الميدان اليمني.

تابعنا عبر جوجل نيوز لتصلك آخر الأخبار

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

انتبهوا.. الانذار المبكر يصدر تحذير هام يشمل 10 محافظات ستشهد هطول امطار رعدية شديدة مع حبات البرد خلال الساعات القادمة

حذر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر الإخوة المواطنين والمزارعين على وجه الخصوص من تساقط حبات …