الميدان اليمني عينك الثالثة على وقائع الميدان ومستجداته
الميدان اليمني – متابعة خاصة
توافقت ردود أفعال الجانب السعودي وقيادات الشرعية في التعاطي مع البيان الصادر عن نائب رئيس البرلمان اليمني “عبدالعزيز جباري” ورئيس مجلس الشورى “أحمد عبيد بن دغر”، فيما اعتبرت أطراف أخرى البيان تأكيداً للمؤكَّد وتحقيقاً لمصالح شخصية.
وكان “بن دغر وجباري” أصدرا بياناً أكدا فيه فشل الخيار العسكري في اليمن، واتهما التحالف بالذهاب باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عمليات “عاصفة الحزم”، وداعيا إلى وقف الحرب، وحوار وطني شامل.
وفيما اعتبر مراقبون بيان “جباري” و”بن دغر” في إطار البحث عن موطئ قدم لهما لدى القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الشأن اليمني؛ عكست صحيفة “عكاظ” السعودية وجهة نظر السلطات في الرياض بمادة كتبها مساعد رئيس تحرير الصحيفة والمعني بالشأن اليمني “عبدالله آل هتيلة”.
وقالت الصحيفة إن البيان يمثل مطالبة بعزل الرئيس ” هادي” ويعكس أهدافاً شخصية لمصدريه، وقد مثَّل رأي “عكاظ” تأكيداً على رفض السعودية أي تحركات تتجاوزها في الشأن اليمني، وفق محللين.
من جانبها، تبنت حكومة الشرعية ذات الموقف السعودي، وتداولت الأوساط الإعلامية بيانين أحدهما صادر عن نائبين في مجلس شورى “الرئيس هادي ” والآخر عن برلمانه، حيث اعتبر الأول ما أورده بيان “بن دغر” و”جباري” تجاوزاً للإجماع، فيما عبَّر الثاني عن رفضه إياه وقال إن الأمر صادم، واتفق البيانان الرافضان في امتداح الجانب السعودي.
بالمقابل، قالت جماعة الحوثي -على لسان ناطقها الرسمي ورئيس وفدها التفاوضي “محمد عبدالسلام”- إن البيان الصادر عن “جباري” و”بن دغر” يؤكد حقيقة فشل (التحالف)، ويؤكد أنه يستخدم من وصفها أدواته لتحقيق مآربه، كما أنها تثبت صوابية موقف مواجهة التحالف.
وأشار “عبدالسلام” إلى أن جماعته سبق وأن دعت لحوار بين الفرقاء سراً وعلناً، مؤكداً أن موقف اطراف الشرعية الموالية للتحالف لم يكن إيجابياً وتماشى ضد مصالح الشعب وتأجيج الحرب.
محللون سياسيون رأوا أن جانباً من بيان “بن دغر” و”جباري” تضمن مسعى للسلام، وقد أبدت السعودية والشرعية” رفضها ذلك، فيما تضمن جانب من البيان مسعى لفرض صوت إقليمي جديد بدلاً عن التحالف يتوافق مع مصلحة كلٍّ من “جباري” و”بن دغر”، بالإضافة إلى جوانب متعددة من بينها استمرار تجاهل الأطراف الفاعلة على الأرض ومهاجمة المكونات الجنوبية.
تجدر الإشارة إلى أن ناشطين سياسيين وصحفيين رأوا في ما أورده “جباري” و”بن دغر” تكراراً لطروح سابقة، وقالوا إن الجميع يدرك وقوف التحالف وقيادات في الشرعية وراء تدمير البلاد ونهب ثرواتها شمالاً وجنوباً، غير أنه لا يرتقي إلى مستوى تقديمه كرؤية لحل ناجع؛ نظراً لتضمنه جوانب شخصية وصدوره عن شخصيات سبق لها وأن عملت لصالح التحالف رغم إدراكها حقيقة المؤامرة على مدى سبع سنوات، حد قولهم.
