قوات عسكرية في عدن. أرشيف

عاجل: الوضع يخرج عن السيطرة في اليمن.. إعلان حالة الطوارئ في العاصمة وعموم المحافظات والجيش يرفع درجة الجاهزية القتالية وحالة الاستنفار إلى أقصى درجة.. وهذا ما يحدث الآن في العاصمة

الميدان اليمني – خاص

انتشرت أطقم أمنية وعسكرية في شوارع مديريات العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مساء اليوم الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، عقب ساعات من إعلان حالة الطوارئ من قبل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، عيدروس الزبيدي.

وأفادت مصادر محلية بأن احتجاجات عنيفة تفجرت في عدن ومدن أخرى في جنوب اليمن، اليوم الأربعاء، وأن الأوضاع خرجت عن السيطرة ونزلت الجماهير للشوارع للتظاهر ضد سلطات الأمر الواقع التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي بلغت الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلالها وضعا مأساويا غير مسبوق.

وعلى إثر ذلك أعلن المجلس الانتقالي حالة الطوارئ في عدن ومختلف المناطق الخاضعة لسيطرة قواته بعد اندلاع اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن، سقط نتيجتها قتيل في عدن وآخر في مدينة المكلا بحضرموت وعدد من الجرحى برصاص قوات الأمن في المحافظتين.

وقالت المصادر إن قوات أمنية بدأت تنتشر في جولة كالتكس وجولة سوزوكي والرحاب، فيما انتشرت قوات أمنية أخرى في كريتر والمُعلا ودار سعد، واشتبك مئات المحتجين مع قوات الأمن في مناطق خور مكسر وكريتر والشيخ عثمان في عدن حيث سد المتظاهرون الطرق وأشعلوا النار في مبان حكومية وأحرقوا السيارات في الشوارع.

ودعا الزبيدي قوات الأمن في عدن  لعدم التهاون مع من سماهم “العناصر المندسة” في احتجاجات عدن.

ووجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، جميع قواته برفع درجة الجاهزية القتالية ورفع حالة الاستنفار إلى أقصى درجة بالتزامن مع استمرار المظاهرات المنددة بتردي الخدمات في المناطق التي يسيطر عليها المجلس.

وخرجت مظاهرات كبيرة اليوم الأربعاء في عدة أحياء ومناطق واسعة من محافظة عدن، أغلقت خلالها الشوارع الرئيسية هناك، أو تسببت في إعاقة حركة السير، والتي جاءت على خلفية التدهور المعيشي والخدماتي والانتشار الواسع للفلتان الأمني إثر سيطرة ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي على مقاليد الأمور في محافظة عدن، وطرد الحكومة الشرعية منها، والتي فشلت معها كل المساعي السعودية لوضع حد لهذا الحال، إثر فشل اتفاق الرياض الذي أبرمته السعودية نهاية العام 2019 بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الذي يتضمن انسحاب ميليشيا الانتقالي الجنوبي من عدن.

وشملت المظاهرات كافة مناطق محافظة عدن بما فيها المناطق الحيوية الرئيسية مثل كريتر والشيخ عثمان والمنصورة والتواهي والمعلا، ولا زالت المظاهرات تتوسع وتتصاعد بشكل يومي ضد سلطات المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل انهيار الأوضاع المعيشية والتي تفاعلت معها قطاعات شعبية واسعة.

وأشارت بعض المصادر إلى اختفاء ملحوظ لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة عدن، خشية تعرضهم لردود الفعل الشعبية الغاضبة والتي قد توقعهم في حرج كبير أو في مواجهات غير محمودة العواقب.

وكانت مظاهرات شعبية غاضبة بدأت قبل ثلاثة أيام في نطاق محدود من منطقة كريتر في عدن القديمة واستمرت بقوة حتى وصلت أمس الأول الى مكان البوابات الأولى لقصر معاشيق الرئاسي وأغلقت المنافذ المؤدية الى القصر، وتزامنت معها مظاهرات مماثلة في أحياء أخرى بعيدة، تلبية لدعوات نشطاء وسياسيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة الخروج للشارع للتظاهر ضد السلطة المحلية التي تسببت في هذا الانهيار الكبير لكل مقومات الحياة.

وشمل التدهور الانهيار الكبير لخدمة الكهرباء التي أصبحت ساعات الخروج عن الخدمة لها أكثر من ساعات تواجدها، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة في هذا الصيف الساخن، والتي أصابت الكثير من الخدمات العامة بالشلل التام، ومنها تعطل المدارس وتعثر الخدمات الصحية وتوقف الخدمات الأخرى في المؤسسات والمنشآت الخدمية.

وتناولت العديد من وسائل الإعلام المحلية هذه المظاهرات الشعبية الغاضبة في محافظة عدن في نطاق واسع وقرأتها على أنها مؤشر قوي على قرب انتهاء ربيع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عجز عن تحقيق الوعود الوردية التي أعلنها وظل يعد بها جمهوره في الجنوب في بداية انطلاق نشاطه السياسي وسيطرة ميليشياته على محافظة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها.

وأطلقت عناصر مسلحة يتبعون الانتقالي الجنوبي النار في الهواء لوقف المحتجين في منطقة كريتر، فيما قُتل مدني وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط تحريات في شرطة الشيخ عثمان مساء الثلاثاء، في انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون على سيارة الأخير، وسط الاحتجاجات الليلية المطالبة بتحسين الخدمات والظروف المعيشية في محافظة عدن.

** يمكنك متابعة المزيد من أخبار اليمن الآن عبر موقع الميدان اليمني.