قضية الشاب عبدالملك السنباني
الشاب عبدالملك السنباني

شاهد .. سائق الشاب عبدالملك السنباني يفجر مفاجأة مدوية ويروي تفاصيل اللحظات الأولى قبل مقتله.. وهذا ما حدث في النقطة العسكرية (تفاصيل صادمة)

الميدان اليمني – خاص

أثارت قضية مقتل الشاب اليمني عبدالملك السنباني على يد مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في محافظة لحج جنوبي اليمن، أثناء عودته لزيارة أسرته بعد أكثر من 7 سنوات قضاها في الغربة في الولايات المتحدة الأمريكية، ضجة شعبية كبيرة وحوّلت الحادثة إلى قضية رأي عام، تفاعل معها الجميع في الشمال والجنوب على حد سواء، نظراً لبشاعة الحادثة وأسلوب القتل الذي اتبعه الجناة.

وتعرض الشاب عبدالملك أنور أحمد السنباني، 30 عاماً، الذي ينتمي إلى محافظة ذمار، شمالي اليمن، للتوقيف في نقطة عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، أثناء عودته من بلد الاغتراب الولايات المتحدة الأمريكية عبر مطار عدن الدولي الذي يعد المنفذ الوحيد، مع مطار سيئون، للسفر إلى الخارج.

وتعرض الشاب السنباني للتوقيف والتفتيش المكثف، من قبل النقطة العسكرية التابعة لمسلحي الانتقالي الجنوبي، وعندما وجد مسلحو الانتقالي بحوزة السنباني دولارات أمريكية هي مدخرات غربته، حاولوا سلبها منه بالقوة، فامتنع عن ذلك ودخل معهم في عراك بالأيدي.

وفي هذا الإطار، تم تداول مقطع فيديو اطلع عليه “الميدان اليمني” يتضمن إفادة أولية للسائق الذي نقل الشاب المغدور به، عبدالملك أنور السنباني، وما حدث له في نقطة طور الباحة بمحافظة لحج (جنوب اليمن).

وقال السائق، الذي يدعى أحمد علي إبراهيم العريفي (50 عاما) الذي ينحدر من محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) إنه نقل الشاب عبد الملك السنباني من منطقة “الفرشة” عقب خروجه من مطار عدن الدولي، حيث كان يتسابق عليه السائقون، فاقترح عليه الذهاب معه إلى تعز فوافق مباشرة.

وأوضح السائق العريفي أن أفراد النقطة في طور الباحة استوقفوه وطلبوا أوراقه، بعدها طالبوا بتفتيش الحقائب التي كانت في السيارة.

وأشار العريفي إلى أن الجندي طلب منه النزول من السيارة وما كان من عبدالملك السنباني إلا النزول معه رغم أنه طلب منه عدم النزول من سيارته.

ولفت العريفي إلى أن الجندي عقب تفتيش الحقائب التي لم يكن فيها سوى ملابس السائق والراكب السنباني، اتهمه بتوزيع دولارات ونفى ذلك وأخبره أن يتحدث إلى الراكب وما إذا كان لديه دولارات بحكم أنه عائد من أمريكا.

وقال السائق العريفي إن الجندي طلب الجواز من السنباني إلا أنه رفض قائلا إنه قام بتمزيقه وبعد ضغط سلّمه الجواز وكان سليماً، وبتقليب الجواز توقف الشاب عند صورته وقال هذه هي صورتي.

وبحسب السائق العريفي قام السنباني بالتشاجر مع الجندي الذي احتجز جوازه بتهمة توزيع دولارات، ثم توجه الشاب صوب الجندي وأخذ جوازه وشهادة ميلاده بالقوة وفرّ من أمام النقطة.

قضية الشاب عبدالملك السنباني

مصادر محلية أشارت إلى أنه بعد استطاعة الشاب السنباني الإفلات من مسلحي الانتقالي والهرب جرياً على الأقدام نحو المناطق الريفية المحيطة بموقع النقطة العسكرية، إلان أن مسلحي الانتقالي الجنوبي لحقوا به وألقوا القبض عليه دون مسوّغات قانونية والذين قاموا لاحقاً بإعدامه بدم بارد ومصادرة أمواله، ولفّقوا له تهمة العمل لصالح جماعة الحوثي لتبرير فعلتهم الشنيعة.

من جانبها، ذكرت مصادر في عائلة الشاب السنباني أن أخباره اختفت تماماً وأغلق هاتفه عند وصوله للنقطة العسكرية في طور الباحة، وهو ما اضطر أحد أقربائه ممن كانوا يستعدون إلى استقباله للتحرك بسيارته والسؤال عنه في النقاط العسكرية في محافظة لحج حتى اكتشف أنه تم القبض عليه وتم إعدامه بتهمة العمل لصالح جماعة الحوثي.

وأوضحت أن الشاب السنباني لا علاقة له بالحوثي ولا بغيره من المكونات السياسية اليمنية، فقد كان يعمل بمهنة عامل في سوبرماركت بأمريكا وعاد إلى اليمن لزيارته أهله وأسرته، حيث كان وصل إلى مطار عدن الدولي الأربعاء الماضي، وتوجه بعدها مباشرة باتجاه محافظة ذمار، حيث تنتمي إليها أسرته.

وقد سبق مقتل عبدالملك السنباني ترويج دعائي نشرته وسائل إعلام موالية للمجلس الانتقالي، يفيد بإلقاء القبض على “حوثي” بحوزته مبلغاً ماليا بالدولار الأميركي. فأحدث ذلك صدمة وغضباً على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشرت وسائل إعلام الانتقالي الجنوبي، أخباراً عن الحادثة قبل الكشف عن مقتل السنباني، تقول إن النقطة العسكرية في طور الباحة اعتقلت مشتبهاً بالانتماء لجماعة الحوثي، ونشرت صورة لعبدالملك السنباني وهو ما زال حياً على متن سيارة عسكرية أثناء عملية اعتقاله.

ونقلت رواية قيادات في اللواء، تحدّثت فيها عن توقيف الشاب وإيداعه سجن اللواء التاسع للتحقيق، لكنّه خرج بعد يومَين جثة هامدة وعلى أنحاء مختلفة من جسده آثار تعذيب وطلقات رصاص.

وأثارت هذه الحادثة ضجة شعبية وإعلامية وحقوقية واسعة لليوم الثالث على التوالي، تطالب بالقبض على مسلحي الانتقالي الجنوبي في نقطة طور الباحة وإعدامهم قصاصاً لما ارتكبوه من جريمة في حق السنباني بجناية الحِرابة التي يرتكلها قُطّاع الطرق.

وتعرض المجلس الانتقالي لحرج شديد وانتقادات بالغة جراء ارتكاب مسلحيه لهذه الحادثة، نظراً لأن أتباعه بدأوا بنشر الخبر على أنه عمل بطولي، ولكن سرعان ما انكشفت الحقيقة، خاصة وأن حالات مضايقات عديدة وقعت خلال الفترة الأخيرة من قبل مسلحي المجلس للمغتربين العائدين إلى اليمن من بلدان الاغتراب في الدول الغربية تحديداً.

إلى ذلك، أعلن المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) وهو منظمة حقوقية أمريكية معنية بقضايا حقوق اليمنيين، عن إدانة واستنكار “ما قامت به قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً يوم الأربعاء 8/9/2012 من احتجاز للشاب اليمني عبدالملك أنور أحمد السنباني، أثناء عودته من أمريكا ومن ثم نهب كل ما بحوزته وتصفيته وقتله”.

وقال المدير التنفيذي للمركز، المحامي عبدالرحمن برمان، إن “ما تعرض له السنباني هي جريمة ضد الإنسانية حسب القانون الدولي وتنتهك الحقوق الإنسانية التي كفلتها جميع القوانين والمواثيق المحلية والدولية، وأبرزها حق الحياة وحرية التنقل والتملك، وبالتالي لا يمكن خضوعها للتقادم”.

وأوضح “أن استمرار جرائم القتل خارج القانون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي تزداد وحشية وسط صمت المجتمع الدولي المعني بحقوق الإنسان ويجب أن تتوقف فوراً”.

** يمكنك متابعة المزيد من أخبار اليمن الآن عبر موقع الميدان اليمني.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

رسميا.. صنعاء تكشف نتائج المفاوضات الأخيرة

كشفت صنعاء، الخميس، نتائج المفاوضات الاخيرة. الميدان اليمني – المفاوضات أكد عضو وفد المفاوض عبدالملك …