الميدان اليمني – متابعة خاصة
شهدت جمهورية غينيا، وهي دولة تقع في غرب القارة الأفريقية، اليوم الأحد 5 سبتمبر/أيلول 2021، انقلاباً عسكرياً كان أبرز تجلياته اعتقال الرئيس الحالي ألفا كوندي وحل مؤسسات الدولة.
وظهر زعيم الانقلاب العسكري، العقيد مامادي دومبوي، الذي يرأس وحدة المهام الخاصة في الجيش الغيني، على التلفزيون الغيني للإعلان عن وقف العمل بالدستور واعتقال القوات الخاصة للرئيس ألفا كوندي (83 عاماً).
وأعلن قائد القوات الخاصة بغينيا كوناكري العقيد مامادي دومبويا، في مقطع انتشر عبر منصات مواقع التواصل تنحية الرئيس ألفا كوندي وحل الحكومة ووقف العمل بالدستور وإغلاق حدود البلاد البرية والجوية.
وقال في تصريحٍ توجّه فيه إلى المواطنين: “قررنا حل المؤسسات والحكومة وإقفال الحدود البرية والجوية، ونتوجه إلى من يهمه الأمر إلى إكمال عملهم بشكل طبيعي”.
وأضاف دومبوي الذي اتشح بعلم غينيا وأحاط به ثمانية جنود مسلحين آخرين إنهم يعتزمون تشكيل حكومة انتقالية على أن يعلنوا التفاصيل في وقت لاحق.
وبث الانقلابيون مقطع فيديو للرئيس كوندي مقبوضاً عليه من قبل عناصر عسكرية في مكتبه وداخل مركبة، فيما رفض الأخير، وهو جالس على كنبة ويرتدي بنطال جينز وقميصاً، الرد على سؤال إن كان قد تعرض لسوء معاملة.
#BREAKING: Guinea's President, Mr Alpha Conde has been detained by the coup plotters in #Guinea. #Coup #GuineaCoup #AlphaConde pic.twitter.com/M5cpyJiEkp
— Hamza Azhar Salam (@HamzaAzhrSalam) September 5, 2021
من جهتها، قالت وزارة الدفاع -في بيان- إن “المتمردين أثاروا الرعب” في كوناكري قبل السيطرة على القصر الرئاسي، غير أن “الحرس الرئاسي مسنودا بقوات الدفاع والأمن، والقوات الموالية والجمهورية، احتووا التهديد وصدوا مجموعة المعتدين”.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر محلي قوله إن السلطات اعتقلت 25 عسكرياً متورطاً في الانقلاب.
ويقف خلف الانقلاب العسكري في غينيا عناصر من وحدة النخبة للمهام الخاصة في الجيش، التي أنشئت عام 2018، وفق مجلة “جين أفريك” الفرنسية.
ودوى صوت إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط العاصمة الغينية صباح اليوم الأحد، وقد شوهد عدد كبير من الجنود في الشوارع.
ونقلت وكالتا “فرانس برس” و”رويترز” عن شهود عيان، إطلاق نار كثيفاً في وسط العاصمة كوناكري، إضافة لوجود جنود أمروا السكان بالعودة إلى منازلهم وعدم مغادرتها، ومركبات تحمل جنوداً تقترب من البنك المركزي القريب من القصر الرئاسي.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري قوله إنه تم إغلاق الجسر الوحيد الذي يربط البر الرئيسي بحي كالوم (وسط العاصمة)، الذي يضم معظم الوزارات والقصر الرئاسي، وتمركز العديد من الجنود حول القصر وبعضهم مدجج بالأسلحة.
وذكر مسؤول حكومي كبير صباح اليوم الأحد أن الرئيس ألفا كوندي لم يصب بأذى، لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى. وقال شاهد لرويترز إنه رأى مدنيا مصابا بأعيرة نارية.
وشهدت غينيا نمواً اقتصادياً خلال 10 أعوام من حكم كوندي؛ بفضل ثروتها من البوكسيت وخام الحديد والذهب والألماس، لكن قلة من مواطنيها تمتعوا بالمزايا.
وكان الرئيس المعتقل كوندي قد فاز، في أكتوبر الماضي، بولاية رئاسية ثالثة في انتخابات شابتها احتجاجات عنيفة قُتل فيها العشرات.
وكوندي من مواليد مارس 1938، وهو الرئيس الرابع لغينيا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1958، وكان قد وصل إلى الحكم في ديسمبر 2010، ثم أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية عام 2015.