سبب ترحيل اليمنيين من جنوب السعودية
المقيمين في السعودية

السعودية تعلن عن البديل للمقيمين اليمنيين بعد صدور توجيهات عليا بترحيلهم من المملكة.. وتصدر قرار جديد بتوطين عدد كبير من الوظائف والمهن بنسبة 100% لهذه الفئة (تفاصيل)

الميدان اليمني – خاص

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية عن توطين وسعودة 7 مهن جديدة واقتصار الوظائف في هذه المهن على السعوديين والسعوديات، بالتزامن مع بدء السعودية عملية ترحيل المقيمين اليمنيين عبر قرار صادر من السلطات المحلية بإنهاء عقود عمل آلاف اليمنيين بينهم أساتذة جامعيون وعاملين في المجال الطبي في المناطق الجنوبية للمملكة.

وأوضحت الوزارة أنه سيتم تطبيق القرار الجديد اعتبارا من 26 ربيع الأول في توطين 7 مهن جمركية لتمكين الكوادر الوطنية من فرص العمل في هذا القطاع الحيوي.

وأكدت الموارد البشرية السعودية أن الحد الأدنى للرواتب في هذه الوظائف لن تقل عن 5000 ريال حتى يتم احتساب الموظف في نطاقات.

وأوضحت الوزارة أن توطين المهن سيشمل وظائف (كاتب تخليص جمركي ، ومبند جمركي ، ووسيط تخليص جمركي ، ومترجم ، ومدير عام ، ومسؤول علاقات عامة ، ومساعد مخلص جمركي).

ولفتت الوزارة إلى أن المحفزات التي ستقدمها لدعم عملية الاستقطاب والبحث عن العاملين المناسبين ودعم عمليات التدريب والتأهيل، والتوظيف ستشمل 1.7 مليون سعودي مسجلين في التأمينات 203 آلاف وظيفة العام الحالي 11.7 نسبة البطالة حاليا.

ترحيل اليمنيين من جنوب السعودية

ويأتي قرار توطين المهن بالتزامن مع قرار سعودي بإنهاء عقود عمل آلاف اليمنيين بينهم عاملين في المجال الطبي وأكاديميين في مناطق جنوب السعودية، وترحيلهم في مدة أقصاها أربعة أشهر، الأمر الذي أثار استياءً كبيراً بين اليمنيين وعائلاتهم سواء داخل المملكة أو في اليمن.

ويعمل مليونان من اليمنيين بالسعودية، بينهم مئات الأكاديميين وفي مجال الصحة مهددون بفقدان وظائفهم بعد قرارات مكتوبة غير معلنة أصدرتها السلطات السعودية بحق المقيمين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة.

وذكرت وكالة “رويترز”، في تقرير أطلع عليه “الميدان اليمني”، نقلا عن يمنيين في السعودية، يأن السلطات السعودية أبلغت خلال الأسابيع القليلة الماضية، مئات من العاملين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة بأنه تقرر الاستغناء عنهم.

حالة من الذهول والصدمة انتابت الطبيب اليمني عبد الرحمن الطيب عندما أبلغه المستشفى الذي يعمل به في جنوب السعودية بأنه لن يتم تجديد عقده، ليجد نفسه أمام خيار صعب إما العودة إلى بلده الذي يعاني ويلات الحرب أو محاولة العثور على عمل في بلد آخر.

وقال الطيب (40 عاما) الذي ينحدر من محافظة إب وسط اليمن ويعيش في السعودية مع زوجته وطفليه إن “جميع الأطباء اليمنيين العاملين في المستشفيات الحكومية (بجنوب المملكة) أُبلغنا أن عقودنا لن تجدد”.

وأضاف الطبيب الذي رفض ذكر اسم المستشفى الذي يعمل به منذ ست سنوات أن المستشفى أبلغه يوم الاثنين الماضي (16 أغسطس/ آب) بأن مكتب العمل أمرهم بوقف تجديد العقود وتقديم إشعار لمدة شهرين، علما بأن عقده ينتهي في ديسمبر/ كانون الأول القادم.

وأشارت وكالة “رويترز” إلى أن حالة الطبيب اليمني ليست فردية، فقد قال يمنيون إن مئات من العاملين في المجال الطبي وأكاديميين وآخرين في المنطقة الجنوبية بالمملكة تم إبلاغهم في الأسابيع القليلة الماضية بأنه تقرر الاستغناء عنهم.

وقال عدد من الأساتذة اليمنيين الذين تحدثوا مع زملائهم في جامعات الجنوب لرويترز إن جامعة نجران أنهت عقود 100 يمني. وقال البعض إنه تمّ تسريح نحو 200 من العاملين في جامعات أخرى في الجنوب.

وأشارت وثيقة أصدرتها جامعة نجران بتاريخ الثامن من أغسطس/ آب، إلى “مقتضيات المصلحة العامة” في إخطار بإنهاء عقود العمل. ولا يُعرف على وجه التحديد عدد الموقوفين.

ونقلت “رويترز” عن مسؤولين في مؤسسات سعودية تضم عمالًا يمنيين، أنهم تلقوا تعليمات حكومية بعدم تجديد عقود العمال اليمنيين دون إبداء أي أسباب.

وقال مسؤولون في هذه المؤسسات إنهم لم يتلقوا أي مبرر للأوامر الحكومية بعدم تجديد عقود اليمنيين.

ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات السعودية واليمنية على طلبات رويترز للتعليق حول الموضوع. وذكرت مصادر يمنية أنها لا تعرف سبب حدوث ذلك وأنها غير مستعدة لتقديم أي فرضيات.

في المقابل أفادت وسائل إعلام يمنية بأن القرار السعودي لم يخرج عن إطار “تسريبات” غير مُعلن عنها بترحيل العمالة اليمنية من مناطق جنوب المملكة في مدى أقصاه أربعة أشهر.

سبب طرد اليمنيين من السعودية

وحول الأسباب التي دفعت السعودية إلى اتخاذ هذا القرار، نقلت وكالة رويترز عن محلل سعودي لم تذكر اسمه، أن الخطوة تهدف إلى توفير فرص عمل للمواطنين في الجنوب في إطار جهود لمعالجة مشكلة البطالة في السعودية والتي بلغت 11.7 بالمئة.

وقال مصدر بالحكومة اليمنية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسيات السياسية، إن التوجيهات الجديدة قد تؤثر على “عشرات الآلاف” من اليمنيين بمن فيهم العمال. ولا يعرف المصدر السبب وراء صدور هذه الأوامر.

وقد خلف القرار استياء شعبيا كبيرا داخل اليمن، بينما أطلق الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية، حملة مقاضاة دولية ضد قرار السلطات السعودية، طرد عشرات الآلاف من العمال اليمنيين جنوبي المملكة.

وقال الاتحاد إن السلطات السعودية اتخذت قرارات مجحفة تجاه العمالة اليمنية والرامية في المرحلة الأولى إلى “طرد جماعي لقرابة 800 ألف من العاملين بعقود عمل رسمية وإقامات نظامية”.

عدد اليمنيين في السعودية

وتشير إحصائيات إلى أن عدد اليمنيين في السعودية يقدر بنحو مليوني يمني يعملون في المملكة، يشكلون عصب الاقتصاد اليمني خلال فترة الحرب، حيث انقطعت كافة الموارد المادية لليمن والمعيشية لليمنيين عدا عائدات التحويلات المالية للمغتربين اليمنيين في الخارج وفي مقدمتها السعودية، حيث يعيل كل مغترب في الخارج نحو خمس أسر في الداخل.

ويحول معظمهم أموالا إلى ذويهم في اليمن حيث الأوضاع قاتمة بسبب الحرب. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص في اليمن يعتمد على تحويل الأموال لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وتعتبر التحويلات أيضا مصدرا مهما للعملة الأجنبية لليمن الذي تواجه حكومته صعوبات لدفع رواتب العاملين في القطاع العام.

وتستقبل المملكة العربية السعودية بشكل سنوي عدد كبير من العمالة اليمنية، حيث تعد السعودية أحد أكثر البلدان التي يفضل اليمنيين العمل والاستقرار فيها لإعالة أسرهم في اليمن.

وأشار العديد من المحللين الاقتصاديين إلى أن هذا القرار السعودي بطرد اليمنيين من أراضي المملكة سيسهم بكارثة اقتصادية كبيرة على الوضع المعيشي لليمنيين، وهو ما تسبب في موجة غضب عارمة في أوساط الشارع اليمني ضد السعودية، والذي لا شك، ستستثمره جماعة الحوثي لصالحها لمضاعفة الغضب الشعبي على الحكومة السعودية.

** يمكنك متابعة المزيد من أخبار المقيمين عبر موقع الميدان اليمني.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

دقت ساعة الصفر.. أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف قوية.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب عددا من المحافظات اليمنية

قالت مصادر محلية اليوم الأحد أن تأثيرات الحالة المدارية قد بدأت مع اقترابها من محافظة …