اعتماد التاريخ الهجري في التعاملات الرسمية ، أعلنت حكومة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، اعتماد التاريخ الهجري في التعاملات الرسمية بجميع الوزارات والقطاعات العامة بالدولة وذلك اعتبارا من اليوم الثلاثاء وصاعدا.
وقال رئيس حكومة الحوثيين الدكتور عبد العزيز بن حبتور، في تصريحات إعلامية رصدها “الميدان اليمني”، إن “الالتزام بالتاريخ الميلادي ونسيان التاريخ الهجري أمر ينبغي تصحيحه”.
وأضاف أن “التاريخ الهجري سيكون حاضراً في المذكرات والمعاملات الرسمية للحكومة ومختلف الجهات التابعة لها ابتداءً من هذا العام”.
وأكد بن حبتور، أن “اليمن سيظل حالة من الوصل والاتصال بجذوره التاريخية الأصيلة”.
وأضاف: “نحن نتماهى مع فعل اليمنيين من الأوس والخزرج، ونحن نخوض هذه الملحمة في سبيل حريتنا واستقلال بلادنا”، لافتا إلى أنه “لا يمكن لليمني الأصيل أن يكون ضمن القطيع الذي يساق من الصهيونية، ولا يمكن أن نكون تابعين للهيمنة الأمريكية”.
وأكمل بن حبتور: “سنلتزم من اليوم وصاعدا في تعاملاتنا الرسمية ومراسلاتنا بالتاريخ الهجري، وسنثبت الاحتفاء بالهجرة النبوية ضمن الاحتفالات الرسمية”.
وكانت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات في العاصمة اليمنية صنعاء، أصدرت مطلع الأسبوع الجاري قرار باعتماد رأس السنة الهجرية إجازة رسمية لجميع موظفي الدولة في وحدات الجهاز الإداري للدولة والقطاعين العام والمختلط وذلك بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.
وفي وقت سابق، حصل “الميدان اليمني” على نسخه من قرار أصدرته وزارة التربية والتعليم بصنعاء، قضى بتعديل التقويم المدرسي من الميلادي إلى الهجري للعام الدراسي الجديد 2021-2022م.
وهناك العديد من الدول العربية التي اعتمدت التقويم الهجري كتقويم رسمي فيها وفي مقدمة هذه الدول هي المملكة العربية السعودية والمغرب، حيث يتم العمل رسميًا بالتقويم الهجري داخل المملكة العربية السعودية بجميع الوزارات والقطاعات العامة بالدولة.
ووافق أمس الاثنين (9 أغسطس الجاري) بداية السنة الهجرية 1443 ، التي تعتمد التقويم القمري في دورتها لا التقويم الشمسي الذي تتبعه أغلب بلدان العالم في العصر الحالي.
فيما يلي ينشر “الميدان اليمني” التقويم الهجري الجديد للعام 1443 والأيام المقابلة له من العام الميلاد 2021/2022:
وتبدأ السنة الهجرية من العام الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة سراً، ليشكل الدولة الإسلامية فيها، إذ تعد تلك الرحلة بداية انتشار الإسلام في أصقاع العالم بشكل كبير منذ ذلك الوقت.
والسنة القمرية لم تبدأ مع الإسلام، وإن كان هو أهم الأسباب في انتشارها واعتمادها لأكثر من 1400 عام، حيث عرفها العرب قبل البعثة المحمدية بعدة قرون.
واتبع العرب قبل الإسلام الحساب القمري، ولكنهم لم يعتمدوا تقويماً خاصاً بهم يؤرخون وفقه أحداثهم، رغم اعتمادهم السنة القمرية بأشهرها الـ12.
كما اعتمدوا في تاريخهم على بعض الأحداث الكبرى؛ مثل تأريخ بناء الكعبة زمن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام نحو عام 1855 ق.م (قبل الميلاد)، وانهيار سد مأرب سنة 130 ق.م تقريباً، أو وفاة كعب بن لؤي الجد السابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة 59 ق.م.
وفي الوقت ذاته استخدم جزء من العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض المناطق، وبخاصة في جنوب الجزيرة (أهل اليمن)، وكانت سنتهم الشمسية متطابقة مع الأبراج الفلكية الـ12 التي تمر بها الشمس، بحيث يبدأ كل شهر مع بداية برج معين، ويعد من أشهر أسماء الشهور في الجاهلية “المؤتمر، ناجر، صوان، حنتم، زباء، الأصم، عادل، نافق، واغل، هراغ، برك”.
وتذكر المراجع التاريخية أنّ أسماء الأشهر القمرية اختلفت إلى أن وصلت إلى صورتها المعروفة عليها من عهد الجد الخامس للرسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة 421م.
ويشكل محرم بداية السنة الهجرية، كما كان عليه الحال قبل ذلك في اعتباره أول السنة القمرية، في حين تختتم السنة بشهر ذي الحجة مع انتهاء العرب من مناسكهم في مكة المكرمة.
واختيرت أسماء الأشهر التي نعرفها حاليا، بعد أن كانت القبائل تطلق أسماء مختلفة على الأشهر. وهي في الغالب الأسماء التي اتفق عليها العرب في اجتماع مكة عام 412 ميلادي.
ورغم أن التقويم الهجري يبدأ تأريخه بهجرة النبي من مكة إلى المدينة، لكن العمل به بدأ بعد ذلك بـ17 عاماً.
وكان الخليفة عمر بن الخطاب هو من اعتمد العمل بالتقويم الهجري في الدولة الإسلامية، والذي كان يُعرف من قبل بالتقويم العربي، واكتسب لفظة “الهجري” بعد ربطه بالهجرة النبوية.
ويذكر المؤرخون أنه في السنة الثالثة من خلافة عمر ورد كتاب من أبي موسى الأشعري، واليه على مدينة البصرة، قال فيه: “إنه يأتينا من أمير المؤمنين كتب فلا ندري على أي نعمل، وقد قرأنا كتاباً محله شعبان فلا ندري أهو الذي نحن فيه أم الماضي”.
وفي خضم ذلك جمع عمر مستشاريه من الصحابة للتداول في هذا الأمر، وكان ذلك في يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة من عام 17هـ، وانتهوا إلى ضرورة اختيار مبدأ التاريخ الإسلامي، وتباينت الآراء؛ فمنهم من رأى الأخذ بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من رأى ببعثته، ومنهم من رأى العمل بتقويم الفرس أو الروم، لكن الرأي استقر على الأخذ برأي علي بن أبي طالب، الذي أشار إلى جعل مبدأ التقويم من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اتخذ أول المحرم من السنة التي هاجر فيها الرسول مبدأ التاريخ الإسلامي.
وارتبطت أسماء الأشهر إما بالفصول التي تتزامن معها، أو بأنشطة العرب في كل منها، أو حرمة القتال فيها.
وتعود تسمية أشهر ربيع الأول وربيع الآخر لموافقتها فصل الربيع عند تسميتها، في حين أنّ جُمادى الأولى وجمادى الآخرة وافقت فصل الشتاء عند تسميتها (والكلمة مستمدة من جمود الماء).
ويرتبط شهر “صفر” بخروج العرب للحرب حتى تصفُر البيوت، أي تخلو من أهلها، وشعبان يرمز إلى بدء تشعب العرب ما بين حرب وتجارة بعد قعودهم في رجب.
في حين أنّ شهر رمضان مستمد من الرموض، وهو اشتداد الحر في الوقت الذي سُمي فيه، ويعد أبرز أشهر السنة شهرة.
وتضم السنة أيضاً أشهراً تُعرف باسم “الأشهر الحُرُم”، مثل “ذو القعدة”، الذي يرمز إلى قعود العرب عن الحرب، و”ذو الحجة” فهو شهر الحج، أما “المُحرم” فهو مستمد من تحريم القتال، بينما كان “رجب” مستمداً من “رجب النصال عن السهام”، أي نزعها، في وقت تحريم القتال.
المصدر: الميدان اليمني