الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين خلال محاكمته عام 2004

تفاصيل الساعات الأخيرة تنشر لأول مرة: الكشف عن المبلغ الذي دفعته “أمريكا” لقائد حرس صدام حسين مقابل الإرشاد عن مكان اختبائه.. ومن هو الخائن الأكبر الذي قصم ظهر صدام (الاسم)

الميدان اليمني – متابعة خاصة

على الرغم من مرور ما يقرب من 18 عاماً على الغزو الأمريكي للعراق، والقبض على الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين”، إلا أن أحداث الغزو والقبض على الرئيس العراقي لا تزال تثير جدلاً في الأوساط والأروقة السياسية حتى يومنا هذا.

ففي 13 ديسمبر 2003 تمكنت قوات الاحتلال الأمريكية من إلقاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين بعد شهور من اجتياحها بغداد، ونُشرت مؤخرا تقارير عن وقائع القبض على صدام، وتحديدًا عن حارسه الشخصي محمد إبراهيم الذي دل القوات الأمريكية على مكان اختباء صدام.

خائن عراقي باع صدام بـ25 مليون دولار

وتحت عنوان “خائن عراقي باع صدام حسين بـ25 مليون دولار” يستعرض تقرير على موقع صحيفة “اليوم السابع”، رواية أمريكية وردت في كتاب (استجواب الرئيس) لـ جون نكسون، والذي يعد أول من التقى الرئيس العراقي بعد وقوعه في الأسر”.

وحسب “اليوم السابع”، يقول مؤلف الكتاب (كانت القوات الأمريكية قد استطاعت القبض على محمد إبراهيم عمر المسلط يوم 12 ديسمبر 2003، وكان محمد إبراهيم هو رئيس حراس صدام الشخصيين خلال فترة فراره، وسرعان ما انهار وبسهولة بعد أن حاول التأكيد أنه لا يعرف مكان وجود صدام، غير أن إغراء الجائزة (25 مليون دولار) قد تفوق على الولاء الشخصي، فقاد أفراد القوات الخاصة إلى مخبأ صدام حسين.

ويتابع الكتاب: “قاد محمد إبراهيم القوات الخاصة إلى المزرعة ذاتها التي كان صدام قد اختبأ فيها في عام 1959 في أعقاب اشتراكه في المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذي قاد الانقلاب الذي أسفر عن مقتل الملك فيصل الثاني والقضاء على النظام الملكي الهاشمي الذي حكم العراق مدة سبعة وثلاثين عامًا”.

ويضيف “جون نكسون” في كتابه: “كان من الواضح أن صدام حسين يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية في منطقة من العالم تعتبرها الحكومة الأمريكية منطقة حيوية”.

وبهذا يمكننا القول، أنه في حال صحة رواية “جون نكسون”، فإن الرئيس الراحل “صدام حسين” كان يمثل أهمية كبيرة جداً بالنسبة للولايات المتحدة، ربما أكبر مما كنا نحن نتصور.

شهادات عن الساعات الأخيرة قبل اعتقال صدام حسين

أما موقع “سكاي نيوز عربية” فقدم تقريرًا بعنوان “في ذكرى القبض على صدام حسين .. شهادات عن الساعات الأخيرة”، وفيه كشف عدد من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في عملية القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الثالث عشر من ديسمبر عام 2003، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اعتقاله، وكيف تمت العملية، وكلمات صدام الأولى.

عرض لحارس صدام حسين الشخصي

وحسب موقع “سكاي نيوز”، عاد الرقيب الأول إريك مادوكس بالذاكرة إلى يوم 12 ديسمبر من عام 2003، عندما نجحت القوات الأمريكية في إلقاء القبض على الحارس الشخصي لصدام، محمد إبراهيم، وقال: “تمكنت من التعرف على إبراهيم مباشرة، لأنني كنت أعلم كيف يبدو بالضبط، لأنه يمتلك ذقنًا تشبه ذقن الممثل جون ترافولتا، وعندما نزعت غطاء الرأس عنه قلت له (أنت محمد إبراهيم.. كنت أتطلع لرؤيتك)، ثم نظر إلي وقال (كنت أتطلع لرؤيتك أيضًا)”.

وأضاف: “عرضي له كان كالتالي (صدام أشركك في الموضوع، هو السبب في أن 40 من أفراد أسرتك في السجن الآن. خذنا إلى صدام وسأخلي سبيل الأربعين كلهم)”.

وأشار مادوكس إلى أن إبراهيم أوحى بأنه يعلم مكان صدام لكنه كان مترددًا في البوح بالتفاصيل، مضيفًا: “كان يتوجب علي أن ألحقه بطائرتي من بغداد، لذا قلت له (أنت إرهابي أليس كذلك؟ لذا لن يتركوك ترحل، عندما أذهب فإن فرصتك ستنتهي. عندما تغير رأيك سيتعين عليك أن تجعلهم يأتون إليك، اضرب على جدران الزنزانة وتصرف بجنون!)”.

اتفاق مع محمد إبراهيم لكشف موقع اختباء صدام حسين

لاحقًا وقبل وصوله إلى المطار، قال مادوكس إنه تلقى اتصالاً يفيد بأن إبراهيم يحاول الانتحار بضرب رأسه في جدران الزنزانة، مما دفعه إلى العودة والاتفاق مع إبراهيم على أن يأخذهم إلى موقع اختباء صدام.

وفي 13 ديسمبر 2013، قال الميجور مايكل راوهت، إن زميله أبلغه بأن إبراهيم مستعد للتعاون، لافتًا إلى أن صدام يختبئ في تكريت أو على “الضفة الأخرى من النهر”.

تفاصيل عملية القبض على صدام حسين تحت الأرض

من جانب آخر، كشف المترجم في الجيش الأمريكي، سمير، كيف بدأت عملية القبض على صدام تحت الأرض، قائلاً: “في الساعة الواحدة مساء أحضروا إبراهيم لنا وقد أرانا على خريطة، الموقع الذي من المفترض أن صدام يختبئ فيه”.

كما تحدث الكولونيل جيمس هيكي عن تفاصيل العملية، قائلاً: “قبل الخامسة مساءً، قال زميل لي في الجيش (لم يتم الكشف عن هويته) إنه يعتقد أن صدام موجود في الدور”.

يُذكر أن الدور هي مدينة من مدن محافظة صلاح الدين، وتقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وفي الوسط تقريبًا بين سامراء وتكريت.

وأشار هيكي إلى أن زميله أخبره بأن إبراهيم تحدث عن مكان بالقرب من النهر، وتابع: “عندها عرفت الموقع بدقة. لقد كان في شمال غربي المدينة، بالقرب من مزرعة عائلة قيس، حيث وقع تبادل لإطلاق النار قبل بضعة أشهر”.

وشملت عملية القبض على صدام نحو ألف جندي أمريكي، بحسب موقع “esquire”، وتم خلالها الإغارة على عدد من المزارع في المنطقة خلال الوقت نفسه.

وبيّن سمير: “قررنا أخذ إبراهيم في سيارة مدنية، كنت أنا وهو ومجموعة من الجنود حيث خرجنا من تكريت باتجاه الدور، ولدى وصولنا إلى الطريق الرئيس الذي يصلنا إلى المزرعة، قال إبراهيم إنهم سيعلمون أننا هنا إذا استمررنا في القيادة”، مما دفع الجنود للترجل.

كما قام إبراهيم بتوفير معلومات عن 3 مواقع من المحتمل أن يكون صدام فيها داخل المزرعة، وبعد تفتيش الجنود للموقعين الأول والثاني وعدم العثور على شيء، تركز البحث على الموقع الثالث، وهو بيت قديم في المزرعة، حسب ما ذكر السارجينت ميجور لاري ويلسون.

وتابع سمير: “عندما وصلنا إلى المزرعة قبضنا على رجلين كانا يحرسان صدام (في إشارة إلى علاء وقيس نامق اللذين أخفيا صدام لأشهر)، ولم نتمكن من الحصول على أي معلومات منهما، لذا قررنا إحضار إبراهيم إلى الموقع”.

اختباء صدام حسين في حفرة تحت الأرض

واسترسل مادوكس بذكر مزيد من التفاصيل، قائلاً :”بدأ إبراهيم بالصراخ على صاحب المزرعة قيس نامق، كي يرينا موقع صدام، لكن قيس رد بالقول إنه لا يعرف شيئًا”.

وأضاف راسل بدوره: “كانوا يضغطون عليه لمعرفة مكان صدام، إلى أن حرك إبراهيم قدمه، مشيرًا إلى حصيرة على الأرض وقال إنه هنا”.

وفي تمام الساعة 8:25 مساء، تم اكتشاف الحفرة التي اختبأ صدام بداخلها.

وقال سمير: “عندما فتحنا الغطاء، بدأ بالصراخ قائلاً (لا تطلقوا النار، لا تطلقوا النار)، بينما صرخت أنا مطالبًا إياه بالخروج. أخيرًا وضع صدام يدًا في الهواء ثم الأخرى، وأمسكت بيديه وساعدت في إخراجه”.

وأوضح: “عرفت أنه هو من صوته، لقد ترعرعت في العراق وكنا نشاهد صدام على التلفاز كل يوم، لكنني لم أتمكن من التعرف على شكله لأنه كان مختلفًا، لقد كان هناك الكثير من الشعر على وجهه”.

وكانت الحفرة التي اختبأ فيها صدام بعمق نحو مترين، وتتسع لشخصين، واحتوت على مروحة للتهوية وضوء فلوريسنت.

حديث مع صدام حسين في الزنزانة

وبعد وصول صدام إلى مقر القوات الخاصة الأمريكية، طُلب من الطبيب العسكري مارك غرين، إمضاء الليلة مع صدام في الزنزانة.

وعن مجريات اللقاء، قال غرين: “بعد أن طلب مني أن أبقى معه، أخذت معي مجلة معتقدًا أنني سأقرأ بينما ينام هو، لكنه لم يستطع النوم، وأشار إليّ كي أقيس ضغط الدم لديه”.

وتابع: “خلال قيامي بذلك، قال لي من خلال المترجم (أردت أن أكون طبيبًا عندما كنت طفلاً، لكن السياسة استحوذت على قلبي)”، وأشار غرين إلى أن هذه الجملة أطلقت محادثة بينهما استمرت لنحو 5 ساعات ونصف الساعة.

وفي 30 يونيو من عام 2004، تم تسليم صدام حسين و11 مسؤولاً كبيرًا في حزب البعث، إلى السلطات العراقية في إطار نقل السلطة من الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية المؤقتة.

وحكمت محكمة عراقية في نوفمبر 2006 على صدام حسين بالإعدام شنقًا، بعد أن وجدته مذنبًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتم إعدام صدام في 30 ديسمبر من العام نفسه.

محمد ابراهيم المسلط رئيس حراس صدام حسين الشخصيين

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

اختراق حساب مبيعات النفط اليمني في البنك الأهلي السعودي يكشف أسرار مرعبة

كشفت مصادر عن اختراق، رصيد حساب البنك المركزي في عدن لدى البنك الأهلي السعودي، والذي …