الميدان اليمني – متابعة خاصة
هل تذكرون قصة عثور 35 شابًّا يمنيًّا على ” حوت عنبر” نافق في خليج عدن منذ أكثر من شهرين؟ والعثور بداخله على عنبر بقيمة 1.5 مليون دولار (5.6 ملايين ريال سعودي)، الآن أصبح كل شاب منهم يمتلك منزلًا وقاربًا وسيارة ويخططون للزواج، كما تبرعوا ببعض المال من أجل سكان قريتهم “الخيسة”، ورغم ذلك لا يزالون يستيقظون كل يوم صباحًا للذهاب إلى البحر.
وعثرت مجموعة من الصيادين، الذي يعيشون في فقر مُدقع في اليمن، على كنز نادر داخل جثة حوت عنبر عملاق، والذي من شأنه أن يقلب حياتهم رأسا على عقب.
ويُذكر أن المجموعة المكونة من 35 صيادا تلقت تنبيها في محافظة عدن الجنوبية بوجود جثة حوت تطفو في خليج عدن قبل أن يسحبوها إلى الشاطئ على متن قارب صغير.
وفي تقريره نشرته صحيفة “إندبندنت” (independent) البريطانية، قالت الصحيفة إن مجموعة من الصيادين عثروا على ما قيمته 1.1 مليون جنيه إسترليني من العنبر، وهو عبارة عن “قيء” الحوت الذي يُستخدم في صناعة العطور.
كما بثت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير، أول لقاء مصور مع مجموعة من الصيادين اليمنيين، كانوا قد انتشلوا جثة حوت نافق، قبل شهرين، وعثروا بداخله على كنزل غير حياتهم.
وأوضحت أن صياد لفت إنتباه مجموعة من الصيادين في فبراير الماضي إلى جثة حوت تطفو في خليج عدن. وتم إخبار الرجال، من الخيسة، أن الجثة قد تحتوي على مادة العنبر، أو “قيء الذهب”، والتي تستخدم في صناعة العطور وتبلغ قيمتها حوالي 35000 جنيه إسترليني للكيلوجرام الواحد.
أخذ الصيادون الحوت إلى الشاطئ وفتحوه ليروا ما إذا كان هناك العنبر في معدته، وما أسعدهم، وجدوا كتلًا من القيء النادر تزن 127 كيلوجرامًا، والتي يقدر ثمنها بـ 1.1 مليون جنيه إسترليني، أو 1.5 مليون دولار.
وصرح أحد الصيادين لـ”بي بي سي” (BBC) بأنه “بمجرد أن اقتربوا من جثة الحوت، كانت الرائحة كريهة وقوية، وراودهم شعور بوجود شيء ما بداخله”.
وأضاف المواطن الذي لم يذكر اسمه “قرروا انتشال الحوت وسحبه إلى الشاطئ وتقطيعه لمعرفة ما بداخله، ليكتشفوا فيما بعد أنه يحتوي على العنبر، مشيرا إلى أن “الرائحة كانت سيئة للغاية. في المقابل، كانت تلك المادة المُستخرجة من الحوت تساوي ثروة كبيرة”.
وأضاف صياد آخر: “عندما وجدنا العنبر شعرت بسعادة غامرة. لقد كان سعرًا لا يمكن تصوره”.
“وأوضحت “بي بي سي” أن العنبر يتمتع برائحة كريهة في البداية ولكن بعد الجفاف، يطور عطرًا حلوًا ويدوم طويلاً، مما يجعله عنصرًا مطلوبًا في صناعة العطور.
ويتكون العنبر، الذي يُعرف باسم “قيء الذهب” أو “الذهب العائم”، داخل أمعاء حيتان العنبر على امتداد سنوات عديدة لإنتاج مادة شمعية بلون رمادي أو أسود. ويُستخدم العنبر بعد ذلك في صناعة العطور للحفاظ على الرائحة.
واتفق الصيادون من قرية الخيسة على اقتسام الأرباح التي سيجمعونها من قطعة العنبر التي يبلغ وزنها 127 كيلوغراما، قبل بيعها مقابل 1.1 مليون إسترليني، وذلك وفقا لموقع “ميدل إيست آي”.
وتعد اليمن واحدة من أفقر دول العالم التي تعتمد على الدخل من صيد الأسماك، لكن الحياة كصياد أصبحت أكثر صعوبة منذ اندلاع الصراع هناك عام 2014.
لكن حياة هؤلاء الصيادين تغيرت إلى الأبد بعد الرحلة المربحة في فبراير الماضي. وقاموا بتقسيم المكاسب المذهلة البالغة 1.1 مليون جنيه إسترليني بينهم وبين الآخرين الذين ساعدوا في اكتشاف العنبر، في حين قدموا أيضًا أموالًا لـ “منازل للمحتاجين” في قريتهم.
وفي تصريح إلى الموقع الإلكتروني الإخباري عينه، قال أحد الصيادين، إنهم اشتروا منازل لهم، بينما البعض الآخر يخطط في الوقت الراهن للزواج بعد أن تم انتشالهم من دائرة الفقر والعوز.
وأوضح أن “30 مليون ريال يمني (أي ما يعادل 85 ألف إسترليني ـ 120 ألف دولار أميركي) تكفي هذه الأيام لبناء منزل والإقدام على الزواج، ومعظم الصيادين ينفقون الأموال التي جنوها على هاتين الخطوتين”.
ومن اللافت أنه تم توزيع جزء من الأموال على محتاجين آخرين في قرية الخيسة، التي يقطنها لاجئون من مدينة الحديدة الكائنة في بلد مزقته الحرب. وقال أحد القرويين “بمجرد بيع الصيادين قطعة العنبر، ساعدوا سكان القرية بالمال ومدوا يد العون لبعض العائلات عبر تأمين الأدوية لها”.